تتواصل أعمال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك لليوم الثالث على التوالي، حيث شدد عدد من قادة العام في خطاباتهم على جملة من القضايا، على رأسها مكافحة الإرهاب والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وميانمار، فضلا عن التحدي الذي تفرضه كوريا الشمالية والخلاف حول الاتفاق النووي الإيراني وغيرها من المسائل الدولية.
فقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، من أن العالم ربما في حالة تفكك، وقال: “نحن في حاجة لأن نكون عالم سلام”.
واحتل برنامج كوريا الشمالية النووي اهتماما كبيرا في خطاب غوتيريس الذي قال إن الحل مع بيونغ يانغ يجب أن يكون سياسيا. وكذلك في خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وجه تحذيرات شديدة اللهجة لكوريا الشمالية وإيران، واعتبر أن الاتفاق النووي المبرم مع طهران أسوأ الاتفاقات في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
وعن الأزمة السورية، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إطلاق خارطة طريق شاملة لحلها عبر تأسيس مجموعة اتصال مع الدول الخمس المعنية والبدء بمفاوضات، لأن “الحل سيكون سياسيا وليس عسكريا”.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقال، إن بلاده بذلت وستواصل بذل كافة أشكال الجهود السياسية والإنسانية لحل الأزمة في سوريا، منتقدا ضآلة الدعم الدولي لتركيا في تحملها أعباء اللاجئين السوريين.
القضية الفلسطينية
حول القضية الفلسطينية، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية هو السبيل الوحيد للمضي قدما في عملية السلام بالشرق الأوسط، في حين دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الفلسطينيين إلى التعايش مع الإسرائيليين.
غير أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن عشية استعداده لإلقاء خطبته، معارضته لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل قبل أن تنهي الأخيرة احتلالها للأراضي العربية.
هذا والقى الرئيس الإيراني حسن روحاني كلمته، بعد يوم من تحذيره الولايات المتحدة من فقدان ثقة المجتمع الدولي في حال تخليها عن الاتفاق النووي مع إيران.
كما تحدث أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كل من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ورئيس المجلس الرئاسي في ليبيا فايز السراج، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تسك، ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي.
توقيع معاهدة تحظر رمزيا السلاح النووي
وقعت نحو 50 دولة في مقدمها البرازيل، أمس، معاهدة تحظر السلاح النووي تعتبر أبعادها رمزية بسبب مقاطعة القوى النووية الكبرى لهذا النص.
المعاهدة التي أعدت خلال بضعة أشهر اعتمدتها في جويلية 122 دولة في الأمم المتحدة إثر مفاوضات قادتها النمسا والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا ونيوزيلاندا. وستدخل حيز التنفيذ فور المصادقة عليها من قبل الدول الخمسين.
ولم تشارك أي من الدول التسع التي تملك السلاح النووي - الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل - في المفاوضات.
وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رسميا، حفل التوقيع في الأمم المتحدة، واصفا المعاهدة بأنها تشكل حجر الزاوية في جهود نزع الأسلحة النووية، لكنه أقر في الوقت نفسه بأنه لا يزال يلزم المزيد من العمل لكي يتخلص العالم من مخزونه البالغ 15 ألف رأس نووي.
وقال غوتيريس، “يجب أن نواصل هذا الطريق الصعب نحو القضاء على الترسانات النووية”.
وكان الرئيس البرازيلي ميشال تامر، أول الموقعين على المعاهدة خلال حفل نظم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويأتي ذلك غداة تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب “بتدمير كوريا الشمالية بالكامل” إذا اضطرت الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها.