دعا الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، ضحايا النزاع في دارفور الذين غادروا الإقليم للعودة إلى منازلهم، مؤكدا أن دارفور يتعافى من الحرب التي خلفت آلاف القتلى.
وقال البشير في خطاب ألقاه في حشد بمدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، وبثه التلفزيون الرسمي (تلفزيون السودان)، “الحرب أثرت سلبا على الناس ولكنهم الآن يتصالحون”، مضيفا “نريد أن يعود النازحون إلى منازلهم ومزارعهم وقراهم”.
ومنذ 2003، تاريخ بداية النزاع في الإقليم الذي يساوي مساحة فرنسا، يعيش أكثر من 2,5 مليون شخص في مخيمات بعد أن شردوا من منازلهم.
واندلع القتال في الإقليم عندما حمل متمردون ينتمون إلى أقليات إفريقية السلاح ضد حكومة البشير التي يساندها العرب بحجة تهميشها الإقليم سياسيا واقتصاديا.
وتؤكد الأمم المتحدة أن 300 ألف شخص قتلوا أثناء النزاع بين الحكومة والمتمردين.
وبدأ البشير، أمس، زيارة إلى دارفور، وقال في الحشد إن “دارفور الآن يتعافى، ولكن هذا التعافي سيكتمل عندما نجمع السلاح. نريد للسلاح أن يبقى فقط في أيدي قواتنا النظامية”.
وينتشر السلاح في الإقليم وسط الميليشيات القبلية، بما فيها التي تساند الحكومة في قتالها ضد المتمردين، وتتزود القبائل العربية والإفريقية بالسلاح خصوصا من الدول المجاورة مثل ليبيا وتشاد.
ويتوقع أن يزور البشير أكبر مخيم للنازحين من حرب درافور والواقع قرب نيالا، عاصمة جنوب دارفور، وتظاهر سكان مخيم كلمه الثلاثاء ضد زيارة البشير.
وقال سكان المخيم في بيان تلقته وكالة فرانس برس، “نرفض زيارة عمر البشير لكلمه، لأن هذه المخيمات نشأت بسبب القتل والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في دارفور. نرفض مقابلته نهائيا”.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق البشير عامي 2009 و2010 بتهمة ارتكاب جرائم تطهير عرقي وجرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية أثناء النزاع في دارفور.
وانتقد مدافعون عن حقوق الإنسان خطة الأمم المتحدة لخفض قوات حفظ السلام في الإقليم والتي أقرت مطلع العام، معتبرين أن النزاع في الإقليم لم ينته بعد، وأن سحب قوات حفظ السلام سيترك الإقليم دون حماية دولية.
وتأتي زيارة البشير قبل أسابيع من قرار واشنطن حول العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على السودان منذ عام 1997 والتي ستقرر في الثاني عشر من تشرين الأول/أكتوبر رفعها أو الإبقاء عليها.