تم استكمال المرحلة الثانية من عملية إنجاز الدراسة الخاصة بمخطط حماية وإعادة الاعتبار للموقع الأثري تيديس (30 كلم شمال غرب قسنطينة) حسب ما كشف عنه أمس الأحد المدير المحلي للثقافة زيتوني عريبي. وأوضح ذات المسؤول في تصريح بأنه بمجرد الانتهاء من هذه المرحلة المتمثلة في «إعداد المخططين الطوبوغرافي والأثري والمشروع التمهيدي لمخطط حماية موقع تيديس واستصلاحه» سيصل معدل تقدم هذه الدراسة إلى 75 بالمائة، مشيرا إلى أنه لم يتبق سوى التأشير عليها من طرف المجلس الشعبي الولائي ليتم الانطلاق مباشرة في المرحلة الثالثة المتضمنة « تحرير الصيغة النهائية لمخطط حماية الموقع واستصلاحه» وبعد أن أردف أنه تم تقسيم هذه الدراسة إلى ثلاث مراحل وفقا للمرسوم التنفيذي رقم 3-323 المؤرخ في 5 أكتوبر 2003 المتضمن كيفيات إعداد مخطط حماية المواقع الأثرية والمناطق المحمية التابعة لها واستصلاحها أوضح بأنه تم إسناد عملية إعداد هذا المخطط لمكتب الدراسات والإنجازات في التعمير «إيرباكو». كما أفاد ذات المصدر أن هذه المرحلة الثانية كانت قد سبقتها مرحلة أولى شملت «إعداد التشخيص ومشروع التدابير الاستعجالية عند الاقتضاء» تم الانتهاء منها في أكتوبر 2012 وعرضها على الهيئات المستشارة لإبداء رأيها على غرار مديريات التعمير والهندسة المعمارية والبناء والسياحة والصناعة التقليدية والأملاك العمومية والنقل والأشغال العمومية ومن ثمة المصادقة عليها. وبعد أن تطرق لمساعي السلطات العليا للبلاد لإعادة الاعتبار للمواقع الأثرية وتثمينها أضاف أن هذه الدراسة تستهدف علاوة على تعزيز القيمة الأثرية والتاريخية للموقع إعداد توصيات وتوجيهات تسمح بحماية أفضل لموقع تيديس المتربع على 40 هكتارا والمبني على جبل ذو صخور قوية شديدة الارتفاع والذي تم اكتشافه في أربعينيات القرن الماضي إثر حفريات قام بها عالم الآثار بيرثيي وتصنيفه في 1995. وأضاف ذات المسؤول بأن مشروع تهيئة محيط الموقع الأثري لتيديس الذي تم إدراجه في إطار برنامج تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة لعام 2015» يظل مرهونا باستكمال إنجاز دراسة مخطط حماية وإعادة الاعتبار للموقع الأثري تيديس. جدير بالذكر أن «تيديس» أو «كاستيليوم تيديتا نوريوم» الواقعة ببلدية بني حميدان كانت في الأصل موقعا أمازيغيا أصيلا مثلما تبرزه النقوش على القطع الفخارية وأطلق عليه العرب اسم «رأس الدار» وتوجد به أيضا مغارات ومقابر وحفريات ما تزال شاهدة إلى الآن على عصر ما قبل التاريخ.