مشاركة 51 دولية، وإفريقيا الجنوبية ضيف الشرف
تستعد الجزائر لاحتضان الطبعة 22 من الصالون الدولي للكتاب، هذه التظاهرة التي تشكل كل سنة الحدث الأهم في المشهد الثقافي الجزائري والذي تهدف من خلاله الحكومة الجزائرية إلى تشجيع المقروئية وإعادة مصالحة المواطن مع الكتاب إلى جانب تشجيع الإبداع والتأليف والنشر وإعادة الاعتبار للمثقف والثقافة الجزائرية وإعلاء مكانتها بين الدول.
كشف حميدو مسعودي محافظ الصالون الدولي للكتاب، أن الطبعة 22 من التظاهرة ستعرف هذه السنة مشاركة 51 دولة عربية وإفريقية وعالمية، إضافة إلى الجزائر وممثلة من قبل 920 دار نشر على أن تكون جنوب إفريقيا ضيف الشرف، مشيرا إلى أن ضيف الشرف للطبعة القادمة من الصالون ستكون جمهورية الصين الشعبية.
أفصح مسعودي، أمس، لدى نزوله ضيفا على فوروم جريدة « الشعب « أن الطبعة 22 من الصالون الدولي للكتاب ستنعقد بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة من 26 أكتوبر القادم موعد افتتاحها الرسمي إلى غاية 04 نوفمبر القادم، على مساحة تقدربـ 15000 م² .
أما عن الميزانية المسطرة لهذه الطبعة، يقول مسعودي فقد قدرت بـ 80 مليون دينار جزائري وعرفت هي الأخرى تقليصا لها قدر بـ 40 مليون دينار مقارنة بالسنة الماضية، هذا بحكم الظروف المالية التي تعرفها البلد وسياسة ترشيد النفقات التي سنتها الحكومة، وقد عرف سعر الأجنحة ارتفاعا متواضعا قدره بـ 1000دج.
دفع تقليص ميزانية المعرض من إدارة الصالون إلى»بذل مجهودات أكثر في البحث عن ممولين للمعرض بالقرب من المتعاملين الاقتصاديين، وسجل استجابة 4 منهم على غرار جيزي، أوندا، أناب.
ودعا محافظ الصالون بالمناسبة القائمين على قصر المعارض إلى إعادة هيكلته فهو يقول لا يحمل اليوم من القصر سوى الاسم وفي حاجة ماسة إلى ترميمات وإصلاح للعديد من العتاد كالمدرجات الميكانيكية المعطلة مند سنتين، متمنيا أن يعاد إصلاحها في المستقبل القريب مع تهيئة مساحات للمعرض تفوق 20 أو 25 ألف م² تكون وفقا للمعايير الدولية .
محاضرات ونشاطات ثقافية لمئوية مولود معمري
سطرت إدارة الصالون برنامجا ثقافيا ثريا لهذه الطبعة، ذكر منه مسعودي، تنظيم 18 محاضرة و لقاءات تكريمية لبعض الأدباء الأحياء منهم والأموات إلى جانب العديد من النشاطات للأطفال هذا بالتعاون مع وزارة التربية، وهي المبادرة التي ستعرف هذه السنة توسيعا لعدد الولايات التي يزور تلاميذها المعرض بحيث إن السنة الماضية زاره أطفال قدموا من 28 ولاية.
وسيعرف المعرض، أشار مسعودي « في طبعته 22 استقبال 51 ضيفا من كتاب ومبدعين وأساتذة محاضرين البلدان العربية وأغلبيتهم من الجزائر ومن الدول الإفريقية والأوروبية، فيما سيستدرك التهاون الذي سجل سابقا في حق الكتاب الأفارقة، هذا في حين اعتذر الكاتب اللبناني أمين معلوف عن الحضور بسبب متاعب صحية.
كما يسجل المعرض أيضا «تنظيم المحافظة السامية للأمازيغية بالموازاة للذكرى المئوية للكاتب مولود معمري من خلال محاضرات مقررة بالمناسبة أيام 3 و4 و5 نوفمبر القادم».
وسطرت من جهتها الوكالة الوطنية للنشر والإشهار هي الأخرى برنامجها الثقافي المرافق المتمثل في معرض للإصدارات الجديدة وهي المبادرة التي شجعها مسعودي بقوة متمنيا من كل العارضين حذو نفس المسار لفائدة الثقافة والمثقف والقارئ وتشجيع المبدعين والكتاب، وعدم الاهتمام فقط بالبيع والسعي وراء الربح، إلى جانب المشاركة في الصالونات والمعارض الدولية والعربية وعدم التحجج دوما بامتناع الدولة عن المساعدة والدعم و هو أمر غير منطقي للغاية، فلحد الساعة وحدها المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية من يمثل الجزائر في الخارج دون منافس خاص يذكر».
لا يوجد أي إشكال مع دور النشر العربية
وقد سجلت الطبعة يقول مسعودي إقصاء 25 دارا للنشر بسبب مخالفة هذه الأخيرة للقانون الداخلي للمعرض وكذا قوانين الجمهورية، مؤكدا أنه «يمنع منعا قطيعا على العارض وضع الكتب على الأرض، مؤكدا أن حتى المصاحف لم تسلم من هكذا تصرف مشين، فكان على دور النشر خاصة الجزائرية بذل المجهود وجلب طاولات للعرض وتجهيزاتهم تتعلق بمثل هذه المواعيد.
ومن أساب الإقصاء الأخرى، يقول محافظ الصالون» تأخر دور النشر في دفع المرتجعات والتحويلات الخاصة بطبعات 2014-2015-2016 وهو الإشكال التجاري العويص الذي خلقه المخلصون مع إدارة الموانئ الجافة إلى جانب عدم احترامها للآجال المحددة في تقديم الوثائق لإدارة الصالون، مؤكدا أن مسؤولية هذه الأخيرة تنتهي عندما تخرج الكتب من قصر المعارض، وعلى المخلصين في لبنان ومصر وغيرها من الدول الأخرى تحمل أعباء ومصاريف وجود حاويات الكتب بالموانئ الجافة».
وأكد محافظ المعرض في هذا السياق، أنه لا يوجد إشكال اليوم مع اتحاد الناشرين العرب، فقد شكلت المرتجعات غير المدفوعة محور اللقاء الذي جمعه مع اتحاد الناشرين العرب أين بين لهم بصرامة «أن الصالون الدولي للكتاب أصبح المتنفس الوحيد لدور النشر العرب، وأن الجزائر تقاطع ولا تُقاطَع»، مشددا على أن «إدارة الصالون هي من أقصت دور النشر المخطئة ولم يقاطع أحد الطبعة 22، فالقرار يعود لإدارة الصالون التي هي سيدة في بلدها».
ومن بين النقاط الأخرى التي ناقشها مسعودي مع اتحاد الناشرين العرب، مشكل المراقبة، مشيرا إلى أن قانون 2003 واضح و ساري المفعول وسيطبق بحذافيره، فنحن-يقول – أسياد في بلادنا، والكتب الممجدة للاستعمار والإرهاب والداعية للعنف والعنصرية لا ولن تدخل المعرض، خصيصا تلك التي تدعوا لمذهب غير المذهب المالكي المعتمد في الجزائر، ولجنة القراءة موجودة وستقوم بعملها على أحسن مايرام، كما أننا أكدنا للناشرين العرب أنه في حال ما تم ضبط كتاب يتنافى والقوانين فسيتم غلق الجناح مباشرة، وسيتم التعامل مع هذا النوع من الأشكال بكل هدوء ومهنية بعيدا عن التهويل والبلبلة».