الاتحاد الدولي لشركات المؤلفين والملحنين يكرّم رئيس الجمهورية
- تــــأسيس «جائــــزة مــــريم ماكيبــــا للإبـــداع الفنــــي» - افتتــــاح مكـــتب للمنظمـــــة الدوليـــة للملكيـــــة الفكريـــة - التفكـــير في مهرجــــان سينمائــــي أفريقــــي بالجنــــوب الجزائــــري
تحت شعار «ملتقى كتاب السيناريو، المخرجين ومبدعي الموسيقى الأفارقة من هنا وهناك»، احتضن فندق الجزائر يومي الخميس والجمعة «منتدى الإبداع الأفريقي»، بتنظيم من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والاتحاد الدولي لشركات المؤلفين والملحنين «سيزاك»، وبحضور أكثر من 40 مشاركا من ضمنهم 22 دولة. وكان المنتدى فرصة للإعلان عن تأسيس جائزة ماكيبا للإبداع الفني» الأفريقي، واحتضان الجزائر لمقر الفدرالية الأفريقية للسينمائيين، إلى جانب التوقيع على اتفاقات تهدف إلى ترقية حماية حقوق المبدعين الأفارقة.
في كلمة ألقاها بالمناسبة، جدّد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي تأكيده على التزام الدولة الجزائرية بتكريس نصوص الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الملكية الفكرية، وذكّر بأن الدستور الجزائري يكرّس الحق في الثقافة للجميع، كما أن تعزيز حماية حقوق المؤلف هو مبدأ تمّ تأكيده في مخطط عمل الحكومة المصادق عليه مؤخرا خلال مجلس الوزراء.
كما كان لميهوبي لقاءات مع عدد من مسؤولي المنظمات والاتحادات المشاركة. وصرّح الوزير للإعلام بأن هذا اللقاء، الذي تحتضنه الجزائر لأول مرة، يعتبر «خطوة متقدمة بالنسبة للجزائر لتكريس بعدها الأفريقي وتجسيده»، مضيفا بأن «جمع هذا العدد الهام من الدول الأفريقية الحاضرة يؤكد نجاح اللقاء»، نجاح ستؤكده نتائج اللقاء.
عاصمة السينما الأفريقية
كشف ميهوبي عن اختيار المنظمة الدولية للملكية الفكرية الجزائر لتمثل القارة الأفريقية من خلال افتتاح مكتب لها في الجزائر.
وقبل ذلك، كان الوزير قد أعلن عن أن الجزائر ستكون عاصمة للسينما الأفريقية من خلال احتضانها لمقر الفدرالية الأفريقية للسينمائيين. وقال في هذا الصدد: «نحن نرحب بهذا المقترح وسنعمل على توفير الشروط التي تسمح ببروز قطب للسينما الأفريقية بما يسمح للجزائر بأداء دورها في خدمة الثقافة الأفريقية.. هذه الهيئة تابعة للاتحاد الأفريقي ما يجعلنا نساهم في الدفاع عن قضايا أفريقيا من خلال السينما».
وأضاف الوزير بأنه سيكون هناك لقاءات تقنية لعقد الجمعية العامة بالجزائر في ديسمبر القادم، لممثلي مختلف الدول الأعضاء في هذا الاتحاد: «ستكون عملية إعطاء نفس جديد لاتحاد السينمائيين الأفارقة بالقيام بإصلاحات في النصوص والأهداف، واهتمام إضافي بالسينمائيين الأفارقة في المهجر، والتأكيد على أن تؤدي السينما دورا في الدفاع عن القضايا الأفريقية وصورة الأفارقة، خاصة وأن القارة تعرف تحولات كبيرة على مختلف الأصعدة»، يقول ميهوبي.
كما تحدّث وزير الثقافة عن «تنسيق دائم مع «سيزاك» فيما يتعلّق بورشات التدريب، وأن تكون الجزائر جسر بين هذه المنظمة والدول الأفريقية الأخرى، لأن تجربة الديوان الوطني لحقوق المؤلف تجربة كبيرة فهو ينتمي لكل المنظمات الدولية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة وحتى الملكية الفكرية، وبالتالي فإن وجود مؤسسة قوية مثل «لوندا» يخولها لأن تؤدي دورا إيجابيا في هذا المجال».
لقاء هام في مرحلة حاسمة
من جهته، صرّح غاد شاي أورون، المدير العام والاتحاد الدولي لشركات المؤلفين والملحنين «سيزاك» (الذي يضم 230 شركة تمثل 123 بلدا من بينها 36 من أفريقيا) بأن لقاء الجزائر يأتي في هذه المرحلة الحاسمة للتعبير عن هذه المبادرة القيمة، إذ «تعد هذه المرة الأولى التي نجمع فيها هذه المؤسسات الثقافية والإبداعية، ونفعل ذلك عرفانا بإسهامات الجزائر في هذا الميدان، وبكل ما تقدمه الجزائر دولة وحكومة لتدعيم العمل الإبداعي، وأيضا عرفانا بما يقدمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف من عمل جبار يرمي إلى حماية الإبداع».
وتحدث أورون عن الإمضاء على اتفاقين هامين في هذا اللقاء، يتعلّق الأول بالتعاون بين «سيزاك» والمنظمة الأفريقية للملكية الفكرية، وهذه الاتفاقية تأتي لترقية التعاون بين المبدعين في الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية. أما الثاني فيتعلق بمجلس «سيزاك» لمبدعي السمعي البصري واتحادية البلدان الأفريقية لكتاب السيناريو، ويرمي بالدرجة الأولى إلى ترقية وحماية مبدعي الأعمال السمعية البصرية.
كما اغتنم أورون الفرصة لتكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة «عرفانا له بكل العمل الذي قام به من أجل حماية المبدعين في الجزائر وعبر العالم، وللتعبير عن تشكرات «سيزاك» والـ4 ملايين مبدع الذين تمثلهم عبر العالم للحكومة الجزائرية، وكل العمل الممتاز الذي يقوم به ديوان حقوق المؤلف في الجزائر».
وفي تصريح خصّ به «الشعب»، قال غاد شاي أورون، المدير العام والاتحاد الدولي لشركات المؤلفين والملحنين «سيزاك»، إن الاتفاقات التي ستتمخّض عن لقاء الجزائر تهدف إلى «تضافر الجهود لترقية مصالح وحقوق المبدعين.. وكما تعلمون فإن المبدعين لا يعتمدون على راتب شهري وإنما يعيشون على مستحقات حقوقهم في التأليف، وهذه الاتفاقيات ستوحد جهود هذه الاتحادات والمؤسسات من أجل ترقية القوانين والعمل مع الحكومات لتحقيق نجاعة أكبر في جمع وتوزيع حقوق المؤلفين والمبدعين».
أعلن ميهوبي عن تأسيس «جائزة ماكيبا للإبداع الفني الأفريقي» التي ستمنح سنويا «في مثل هذا اليوم (14 سبتمبر) وتشرف عليها لجنة تحكيم من أسماء كبيرة في القارة السمراء تنتقي شخصية أفريقية قدمت الكثير للفن والثقافة والإبداع والموسيقى والسينما ومختلف أشكال الإبداع في أفريقيا، وتقدّم في حفل ينظم في الجزائر عرفانا لرموز الثقافة الأفريقية».
وأضاف ميهوبي بأن في الإعلان عن الجائزة «تثمين وتخليد لهذا اللقاء الأول من نوعه»، خاصة وأن الجائزة
«تحمل اسم واحدة من رموز الفن العالمي التحرري وهي مريم ماكيبا.. هي لفتة أردناها أن تكون من الجزائر من خلال ديوان حقوق المؤلف الذي سيتكفل بالجوانب الفنية والمالية للجائزة».
وتكلم الوزير عن وفاء الجزائر تجاه القارة الأفريقية في كل أبعادها، ومن بين الأدلة على ذلك، ستكون جنوب أفريقيا ضيف شرف معرض الكتاب الدولي.
«نعمل على وضع تصور لمهرجان سينمائي أفريقي في إحدى مدن الجنوب الجزائري، واستعادة حضورنا الثقافي في أفريقيا يتمّ بطريقة إيجابية وتدريجية»، يكشف الوزير.
للإشارة، فقد جمع «منتدى الإبداع الأفريقي» أكثر من 40 مشاركا من بينهم 22 دولة، ورؤساء المجالس الدولية للمبدعين، والمدير العام للاتحاد الدولي لشركات المؤلفين والملحنين، والعديد من مديري مؤسسات التسيير الجماعي، ومديري منظمات جهوية على غرار المنظمة الأفريقية للملكية الفكرية، والمنظمة الجهوية الأفريقية للملكية الفكرية، وممثلي اتحادية البلدان الأفريقية لكتاب السيناريو، إلى جانب سينمائيين على غرار صاحب سعفة «كان» الذهبية المخرج لخضر حمينة. وسعى اللقاء إلى تعزيز «التعاون وتبادل الآراء حول أفضل التطبيقات والحلول الممكنة من أجل تنمية وتطوير هيئات التسيير الجماعي عبر القارة».
وتعتبر الجزائر، ممثلة في الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، «ثاني قوة اقتصادية في الاتحاد الدولي لشركات المؤلفين والملحنين في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا». كما أن الديوان عضو مجلس إدارة هذه المنظمة.