طباعة هذه الصفحة

الصالون الدولي لاسترجاع وتثمين النفايات الصناعية «ريفاد 2017»

38 مليار دج سنويا قيمة استرجاع النفايات

حياة. ك

كوريا الجنوبية ضيف شرف التظاهرة تشارك بـ 30 مؤسسة

بعد أن كانت مجرد قضية بيئية وإشكالية تؤرق الجميع، أصبحت النفايات الصناعية قادرة على خلق نشاطات اقتصادية، من خلال استرجاعها وتثمينها، ويمكن أن تدر قيمة مالية تقدر بـ 38 مليار دج سنويا، وخلق الآلاف من مناصب الشغل، هذا المعطى الاقتصادي، من شأنه جلب اهتمام المستثمرين الراغبين في إقامة مشاريع لتدوير هذه المخلفات وإعادة استعمالها في شكل مواد أولية.

بينت الإحصائيات الرسمية أن حجم النفايات التي يمكن استرجاعها تقدر بـ 350000 طن سنويا، ويمكن من خلال النشاطات التي تقام في مجال التثمين استحداث 7600 منصب شغل، والتي تمكن من تحقيق قيمة مالية تصل إلى 38 مليار دينار سنويا، حسب ما أفادت به وهيبة بهلول المديرة العامة للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة «كاسي»، أول أمس، خلال الندوة الصحفية التي نشطتها للإعلان عن موعد تنظيم الصالون الدولي الثاني للاسترجاع وتثمين النفايات «ريفاد 2017»، المرتقب من 9 إلى 12 أكتوبر المقبل بقصر المعارض الصنوبر البحري «صافكس».
300 ألف طن حجم النفايات الخاصة في الجزائر و 50٪ منها يسترجع
قالت بهلول خلال مداخلتها في الندوة أن الإحصائيات الحديثة لحجم النفايات الخاصة بالجزائر تقدر بـ 300 ألف طن متمثلة في (إطارات العجلات، الزيوت المستعملة، البطاريات...) لا يتم استغلال وتثمين سوى 150.000 طن ما يمثل نسبة 50٪ من إجمالي هذه النفايات، مؤكدة أن هناك اهتماما تبديه المؤسسات الجزائرية والأجنبية لنشاط تثمين واسترجاع هذا النوع من النفايات.
كشفت المتحدثة أن هناك حوالي 10 مؤسسات من القطاع الخاص الوطني، تنشط في مجال تثمين واسترجاع إطارات العجلات والتي توجه خصيصا لصنع بساط الطرق والتي تبقى حسبها «سوقها واعدة»، مؤكدة أن مؤسسات أمريكية، فرنسية وجنوب إفريقية، قد عبرت عن اهتمامها لإنجاز أقطاب صناعية لاسترجاع عتاد الإعلام الآلي.
الاهتمام باسترجاع النفايات الصناعية وتثمينها يطرح كبديل لتنويع الاقتصاد، خاصة في ظل انخفاض الموارد المالية للدولة، الذي يدفع نحو تشجيع البحث عن بدائل جديدة، تمكن من المساهمة في تعويض الواردات بالإنتاج الوطني، وهذا بالاستغلال الأمثل للموارد المنتجة المتوفرة محليا مثل استرجاع ورسكلة النفايات، وهذه النشاطات كفيلة بتنويع الاستثمارات واستحداث مؤسسات جديدة حسب ما أبرزته مديرة «كاسي».
بناء على هذه المعطيات تنظم الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة بالشراكة مع الوكالة الوطنية للنفايات الطبعة الثانية لصالون «ريفاد» الذي سيركز على العديد من المحاور، أهمها جمع النفايات وتصنيفها ونقلها ومعالجتها وتثمينها فضلا عن نشاطات الرسكلة، خاصة وأن هذا المجال «ما يزال ضعيفا في الجزائر».
ومن جهته ركز المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات كريم ومان، في رده على أسئلة الصحافة، خلال النقاش، على أهمية توفر الإحصائيات في مجال تسيير النفايات، وضرورة دعم ذلك بالآليات التقنية، مشيرا إلى أنه « لا بد أن تحقق الاستثمارات في مجال التثمين الأهداف المحددة من قبل السلطات المحلية «، مؤكدا على أهمية الفرز الانتقائي الذي يجب أن يبدأ من المصدر، والذي يساعد ويشجع المستثمرين على إقامة المشاريع في هذا المجال.
أضاف في سياق متصل أن تسيير النفايات يكتسي أهمية كبيرة في برنامج السلطات العمومية وذلك من خلال البرنامج الوطني لتسيير النفايات الصناعية والنفايات الخاصة المطلق في 2006، مشيرا إلى أن نشاط استرجاع وتثمين النفايات الذي كان له في السابق بعد بيئي بحت تحول حاليا إلى نشاط اقتصادي قائم بذاته.
لفتت من جهتها جميلة حليش المديرة العامة للوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث العلمي « لانفروديت» إلى أن الصالون يمثل فضاء، يمكن من خلاله استقطاب الحلول « الملائمة» التي يقدمها حاملوا المشاريع والمتعاملون، في العديد من الشعب منها البلاستيك والكارتون والمطاط وغيرها.
الجدير بالذكر أن هذه التظاهرة ستنظم تحت رعاية 3 وزارات ( البيئة والطاقات المتجددة، التجارة والصناعة )، وتهدف أساسا إلى ترقية وتطوير تقنيات تسيير وكذا تثمين النفايات الصناعية إلى جانب تشجيع الاستثمارات في هذا المجال من أجل استحداث شركات جديدة، مع الإشارة إلى أن كوريا الجنوبية ستكون ضيف شرف طبعة «ريفاد 2017 « من خلال المعهد الكوري للتكنولوجيا والصناعة البيئية إلى جانب حوالي 30 مؤسسة.