هياكل بلا روح تقتصر على التضميد والحقن بقرى الولاية
يعاني سكان بلدية سيدي بوبكر التي تبعد عن عاصمة الولاية سعيدة 30 كلم جملة من المشاكل التي أصبحت تنغص عليهم حياتهم وأثرت سلبا على نمط معيشتهم، فهؤلاء السكان مازالوا يعيشون عزلة قاتلة نتيجة النقائص العديدة التي مافتئت تفارقهم ويأتي في مقدمتها المجال الصحي واهتراء بعض الطرقات وأزمة السكن.
ومن المشاكل التي ثقلت كاهل هؤلاء السكان المغلوبين على أمرهم مشكل نقص الخدمات الصحية التي تكاد تكون منعدمة فالبلدية بدواويرها وتعداد السكاني الذي فاق 18000 نسمة مازالت لا تتوفر سوى على مركز صحي بمركز البلدية الذي يحتوي على قاعة واحدة للعلاج يسهر على تأطيرها طبيبين يعملان في الفترة الصباحية والمسائية، ناهيك عن حالات الغياب المتكرّرة، فهذه القاعة لا تكفي بالغرض المطلوب مقارنة بتوافد الكبير للمرضى، ينجم عنه في كل مرة طوابير لا متناهية خاصة النساء والشيوخ وحتى المستوصفات الأخرى على مستوى بعض القرى كقرية مريغية وحمدات قويدر وسيدي أحمد وزرعون ومولاي التوهامي، فإن الأطباء لا يزورونها إلا نادرا لتبقى هياكل بلا روح تقتصر على التضميد والحقن فقط
وبسبب إفتقار البلدية لمثل هذه الهياكل الصحية الضرورية، أصبح المركز الوحيد يعرف اكتظاظا، وفي ظلّ استمرار هذا الوضع يضطر هؤلاء المرضى إلى التنقل إلى العيادة المتعددة الخدمات الموجودة على مستوى سعيدة وسيدي بلعباس متحملين بذلك مشقة السفر وألام المرض، فالعيادة المذكورة بسيدي بوبكر تعاني ازدحاما لكونها تستقبل مواطني ثلاث بلديات بأكملها والذي فاق عددهم 22 ألف نسمة
معاناة
وفي ظلّ هذه الظروف الصعبة، فإن مواطني بلدية سيدي بوبكر مجبرون على التوجه لأطباء الخواص بأثمان باهظة، مما أثقل كاهلهم خاصة أغلبهم عائلات تعاني الفقر الشديد، أما البعض منهم يضطرون إلى التنقل إلى قطاع الصحي الموجود بغريس ولاية معسكر هذا الأخير الذي يبعد بمسافة 35 كلم وذلك للقيام بفحوصات والكشوفات الطبية الضرورية، وإن اقتضى الأمر فإن السفر إلى عاصمة الولاية أمر لا مفر منه، ولكم أن تتصوروا حجم معاناة هؤلاء السكان.
غياب تغطية صحية يضاعف من متاعب يومياتهم
ما زاد من العزلة الصحية لهذه البلدية هوأن الحوامل يقطعن 30 كلم من أجل الولادة بعاصمة الولاية، مما قد يعرض حياتهن للخطر في ظلّ انعدام سيارة الإسعاف والمناوبة الليلية بالمركز.
سكان البلدية يطالبون بوضع حدّ لتنقل الحوامل إلى العيادات الخاصة بالبلديات والدوائر المجاورة، هذا وقد ناشد هؤلاء المواطنون السلطات المحلية والمصالح المعنية لقطاع الصحة بضرورة التدخل قصد تحسين التغطية الصحية بهذه البلدية التي تزال تتخبط في مشاكل جمّة صعبت من ظروف العيش وزادت من دائرة الغبن والحرمان للكثير من المواطنين الذين يحلمون بحياة كريمة تنسيهم مرارة العيش لسنين طويلة، بالإضافة إلى مغادرة بعض الأطباء ذات كفاءة المركز الصحي إلى وجهة أخرى بعد تعيينهم بالمكان المذكور.