أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزغي، أمس، أن سياسة الجزائر التنموية تهدف إلى رفع مستوى الإنتاج الزراعي لتلبية الحاجيات الغذائية للمواطنين، مشيرا إلى ضرورة رفع نسبة الصادرات الفلاحية والصيدية لتعزيز ركائز الأمن الغذائي.
أوضح بوعزغي أن السياسة الوطنية المنتهجة في قطاع الفلاحة ترمي بدرجة قصوى إلى تحقيق الأمن الغذائي المستدام وتنويع الاقتصاد الوطني، حيث قال إن النتائج المحققة تثبت أهمية هذه الإستراتيجية التي تهدف حسبه إلى أداة تأهيل النشاط الزراعي وإنشاء منافذ استثمارية متعددة.
تصريحات وزير الفلاحة جاءت خلال كلمة ألقاها،أمس، بالمعهد الوطني للبحث الزراعي خلال إطلاق مشروع التنمية الشاملة للشعب الفلاحية، في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، حيث أكد أن المشروع يهدف إلى دعم الأسر الريفية وأسر الفلاحين الصغار والنساء والشباب العاطل عن العمل والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البلدان المعنية.
يضم المشروع كلا من جمهورية السودان وجيبوتي ودولة فلسطين بدعم من الجزائر والصندوق الدولي التنمية الزراعية، حيث أشار بوعزغي إلى أن الجزائر ستواصل دعم الصندوق ماليا في إطار تعزيز التعاون جنوب-جنوب، موضحا أن التعاون في هذا المجال، أداة فعالة معترف بها على نطاق واسع وتتيح للبلدان المعنية تبادل المعارف والمهارات ومبادرات التنمية فيما بينها.
وتسعى الجزائر من خلال تمويلها لهذا المشروع بقيمة تبلغ 3 مليون دولار إلى تعزيز تعاونها مع الصندوق، وهو ما أكده وزير الفلاحة، مذكرا بأهمية تثمين خبرتها ومشاركتها مع البلدان الأخرى وذلك في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والصيد البحري أو إدارة الموارد الطبيعية.
من جهته أشاد ممثل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى عبد الكريم سما مؤكدا أهمية الدعم المالي الذي قدمته الجزائر بقيمة 3 مليون دولار وهذا في إطار مشروع التعاون في المنطقة بين الدول المعنية بالمشروع وهي السودان وجيبوتي ودولة فلسطين.
أشار المتحدث إلى أهمية استفادة الدول المعنية بتجربة الجزائر في المجال الزراعي وتبادل الخبرات والتجارب في القطاع الفلاحي الذي يعد شريان التنمية في الدول، قائلا: إن الجزائر تقدم مساعدة مستمرة للصندوق وهذا أمر يؤكد تمسكها بأهداف الصندوق الإنمائية في المنطقة».
كما أشار المتحدث إلى أهمية التمويلات المالية التي تسمح إلى بتحقيق الأمن الغذائي في البلدان المعنية وعن طريق تبادل الخبرات، موضحا أنه يساهم في الوصول إلى النتائج الإيجابية وآفاق واعدة.
في هذا الإطار ثمن دور الجزائر في بعث الخبرات التي تعمل في صندوق التنمية الزراعية، مؤكدا أنها دولة ساهمت في تأسيس الصندوق، حيث سيتم مستقبلا تعزيز العمل الأكبر في مجال التعاون جنوب - جنوب.
بدوره أشاد نبيل عسّاف ممثل منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» بمبادرة الجزائر في إطلاق مشروع التنمية الشاملة لسلاسل القيمة الشعب الفلاحية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى، داعيا إلى رفع الإنتاج في قطاع الفلاحة أكثر مما هو مسجل.
وأشار عسّاف إلى دور الجزائر البارز في قطاع الزراعة من خلال المجهودات التي تقوم بها سيما الاستثمار في قطاع الفلاحة وطرق التمويل المالي لمشاريع الاستثمار معتبرا ذلك خطوات إيجابية تستحق التثمين وتؤكد أن تحقيق الأمن الغذائي ممكن جدا على المدى القريب انطلاقا من العمل الذي تباشره منذ سنوات طويلة.
ويتمحور المشروع حول ثلاثة أهداف أساسية تشمل تنمية الفروع الإقليمية في الدول الشركية، وتثمين المهارات المحلية، إضافة الى إنشاء مركز امتياز إقليمي تحت تنسيق المعهد الوطني للبحث الزراعي من أجل تنمية التبادل بخصوص سلسلة القيمة.