كشفت الأمطار الطوفانية التي شهدتها ولاية تيبازة في ساعة مبكرة من صبيحة أمس، عن جملة من النقاط السوداء التي تسرّبت الأوحال والأتربة والنفايات على مستواها مما أدّى الى غمر عدّة أجزاء من الطرق الرئيسية بالمياه والأوحال لاسيما بالجهة الشرقية للولاية.
برز الحال جليا بالطريق الوطني رقم 11 لاسيما في جزئه الرابط بين الدواودة وبوسماعيل، بحيث تشكّلت عدّة بحيرات بوسط الطريق بكل من فوكة البحرية والمدخل الشرقي لبوسماعيل رغم استفادة الموقع الأخير من عملية تهيئة شاملة العام المنصرم وأسفرت الظاهرة عن تراجع العديد من سائقي المركبات عن المغامرة باستعمال ذات الطريق.
كما غمرت الأتربة والأوحال جزءا كبيرا من الطريق الوطني رقم 69 بالقرب من المنطقة الصناعية لبوسماعيل، حيث تسرّبت الأتربة والحجارة من أعالي المدينة عبر مسلك غير مهيّأ يستعمله سكان المنطقة مما أدّى الى بروز نقطة سوداء حقيقية تعطّلت على مستواها حركة المرور وأسفر ما حصل عن بروز طوابير طويلة للمركبات بالمنطقة،.
في المقابل لم يكن بهذه الصعوبة بالقرب من قرية شايق ببلدية الشعيبة، حيث تسرّبت المياه والأتربة الى الطريق العمومي وغمرت المياه ملعب الكرة الحديدية بصفة كلية كما شهد الطريق الولائي رقم 110 الرابط بين فوكة البحرية والفليعة تسرّبا ملحوظا للاتربة والخجارة والمياه ما أدى الى إعاقة حركة المرور جزئيا.
شهدت عدّة أحياء شعبية بكل من فوكة والقليعة وبوسماعيل تسرّبا مقلقا للأتربة والمياه مما أثار غضب السكان الذين ألقوا باللوم على الجهات التي لم تتخذ مجمل احتياطاتها لاستقبال مياه الأمطار الأولى بالموسم والتي تحدث عادة عدّة فيضانات وتسربات للمياه بالعديد من النقاط، علما أن العديد من الطرقات والأرصفة كانت قد غمرتها الأتربة والمياه بوسط مدينة فوكة ما يؤكّد على أنّ قنوات صرف مياه الأمطار لم تتمكن من استيعاب الزخم الكبير من المياه الذي تدفق على مدار ساعات قليلة كما لوحظت عدّة حالات لفتح بالوعات القنوات على مستوى الطرقات العمومية لغرض تمكين المياه من التسرب عبر القنوات بدلا من الفضاء الخارجي.تجدر الإشارة الى أنّ والي الولاية موسى غلاي كان قد أعطى تعليمات صارمة للمديريات المعنية مؤخرا على هامش المجلس التنفيذي للولاية تعنى باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لتجنّب حصول فياضات أو تسربات للأوحال على مستوى المناطق الحضرية وكلف مديرية الري بمتابعة تنظيف البالوعات وقنوات الصرف ومديرية الأشغال العمومية بتنظيف حواف الطريقين الوطنيين رقم 11 و67 إلا أنّ تراكمات وعوامل عديدة حالت دون تمكّن هذه الجهات من التحكّم الأمثل في الوضع لاسيما وأن ذات العملية تقتضي تضافرا لجهود جميع الأطراف وعلى كافة المستويات من أجل بلوغ الهدف المنشود.
وقد لوحظ على أرض الواقع بأن كما كبيرا من المواد المتسربة من قمامة كانت منتشرة عبر مختلف الطرقات والأحياء وكان يفترض تصريفها من مواقعها في آجالها وعدم تركها هناك لفترات طويلة، كما تساهم ذات القمامة أيضا في سدّ قنوات صرف المياه.