تشهد مختلف البلديات الوسطى والشرقية لتيبازة هذه الأيام حملة تنظيف واسعة للمحيط من خلال تصريف النفايات المتراكمة منذ فترات طويلة، وهي الحملة التي شرع فيها يوم الخميس المنصرم وتتواصل الى غاية يوم غد الاثنين وفقا لرزنامة عمل أعدتها كل دائرة على حدة على حسب ما يوافق الإمكانيات المسخّرة.
تندرج هذه الخطوة ضمن الرؤية الجديدة للسلطات الولائية باعتبارها ولاية سياحية بالدرجة الأولى، ولا يعقل بأن تشكّل النفايات بها ديكورا أسودا تشمئّز منه أعين الزوار أو حتى المقيمين أنفسهم، بحيث لم تخل مجمل لقاءات الوالي مع المسئولين المحليين من الإشارة الى هذا الموضوع الذي أضحى يشكّل عبئا ثقيلا على البلديات وعلى المواطنين على حدّ سواء. وأخفقت العديد من البلديات في تسيير هذا الملف متذرعة بنقص الإمكانيات من جهة وعدم تعاون المواطن من جهة أخرى، إلا أنّ الواقع كشف في العديد من الحالات بأنّ هذا الملف لم يحظ بالعناية الكافية من طرف الجهات المعنية، ويحتاج إلى ديناميكية أكبر لتفعيل آليات تسييره.
وفي ذات السياق، أعدّت السلطات الولائية رزنامة عمل تعنى بتجنيد الوسائل البشرية وتسخير الامكانات المادية على مستوى البلديات المعنية، حيث حظيت بلدية تيبازة بحصة الأسد من خلال تخصيص يومين كاملين لها، فيما تمّت برمجة بلديات دائرتي فوكة وبوسماعيل ليوم أمس السبت، وتمّ تقسيم بلديات دائرة أحمر العين الثلاث على مدار الفترة الفاصلة بين أمس السبت ويوم غد الاثنين بوتيرة بلدية واحدة يوميا. فيما تمّ إرجاء البلديات الغربية إلى موعد لاحق، مع الاشارة إلى كون الكثافة السكانية العالية تتمركز خصوصا بالجهة الشرقية، حيث يتم التخلّص من كمّ كبير من النفايات من مختلف الأنماط والأنواع، ما يلحق ضررا فادحا بالمحيط وبالصحة العمومية، غير أنّ النقطة السوداء التي شهدتها هذه العملية تكمن في عدم اهتمام المواطن بها واقتصار مساهمته ومشاركته على حالات معزولة بالرغم من كونه حلقة أساسية في الموضوع، ويرجع ذلك حسب العديد ممن أثير معهم الموضوع الى كون الحملة جات فجائية ولم تسبقها حملة تحسيسية واسعة، كما أنّ التنسيق مع المجتمع المدني ممثلا في لجان الأحياء لم يرق الى المستوى المطلوب خاصة وأنّ ذات اللجان ظلّت مغيّبة عن الواقع لفترة طويلة لأسباب تختلف من بلدية الى أخرى.
القضاء على النّقاط السّوداء مهمّة الجميع
وكانت مؤسسة نظافة تيبازة المنشأة حديثا، والتي تتكفّل بتصريف النفايات والمساحات الخضراء والانارة العمومية لبلديتي تيبازة وفوكة حاليا من أكبر المؤسسات المساهمة في هذه الحملة، بحيث أشارت المكلفة بالاعلام بالمؤسسة جيجلي نور الهدى إلى المساهمة بثلاث شاحنات من الحجم الكبير، والتي رفع وحفر بمعية 13 عامل على مستوى بلدية تيبازة خلال الحملة المنظمة منذ يوم الخميس المنصرم والى غاية مساء أمس، والتي شملت الحي الجديد وحب عدل ومحيط المستشفى الجديد ومناطق أخرى بمحيط المدينة، وتمّ إلى غاية صبيحة أمس تصريف 15 حمولة للشاحنات الكبيرة الحجم من تلك الأحياء وبقيت العملية متواصلة، كما جنّدت ذات المؤسسة أيضا 15 عاملا وشاحنتين من الحجم الصغير وعدّة وسائل تقنية لغرض تنظيق طريق القطب الجامعي بالقليعة بالرغم من كون ذات البلدية لم تدرج أصلا ضمن الحملة الولائبة الكبرى. كما سبقت وأن شهدت المؤسسة مشروع الحملة الولائية للتنظيف بتنظيم عملية تنظيف واسعة على مستوى الحي الجديد ببلدية تيبازة مؤخرا، أسفرت عن تصريف 20 حمولة لشاحنات الحجم الكبير، إضافة الى عدّة عمليات أخرى تبرز الحجم المبالغ فيه للتراكمات المسجلة من النفايات بكل انماطها على مدار السنوات الفارطة ولا تزال المؤسسة تواصل عملية تنظيف الرواق المركزي للطريق السريع من تيبازة الى غاية زرالدة بحيث أدركت العملية أمس منطقة بوهارون بعدما انطلقت مؤخرا من مدينة تيبازة.