ممثلا لرئيس الجمهوية السيد عبد العزيز بوتفليقة، يشارك عبد القادر مساهل وزير الشؤون الخارجية في لجنة الإتحاد الافريقي رفيعة المستوى حول ليبيا اليوم ٠٩ سبتمبر ببرزافيل في جمهورية الكونغو.
وتندرج اللجنة ـ بحسب بيان وزارة الخارجية تلقت الشعب نسخة منه ـ في إطار قرارات ندوة رؤساء الدول وحكومات الإتحاد الافريقي، مشددة على إلتزام المنظمة القارية على مساعدة الأطراف الليبية في ايجاد حل دائم لأزمة بلدهم.
الاجتماع الذي يترأسه الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نڤيسو، يدرس تطور الوضع في ليبيا والجهود الاقليمية والدولية المنصبة على تسوية أزمة البلد الشقيق
...و يدعو من باريس لتعزيز وحدة التشاد
دعا وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أمس الأول، بباريس إلى تعزيز وحدة التشاد الوطنية التي تعد تعبيرا عن الانسجام الوطني والاستقرار.
أوضح الوزير الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال تدخله في المائدة المستديرة حول تمويل التنمية في التشاد المنظمة بباريس، أنه «من الأهمية بمكان تعزيز الوحدة الوطنية التي تعد تعبيرا للانسجام الوطني والاستقرار، خاصة وأن التعبئة الكاملة لجميع قدرات البلاد حول أهداف التنمية المسطرة تتوقف عليها».
يرى رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أنه «ينبغي إيلاء اهتمام خاص لأنجع الوسائل الكفيلة بإرساء سلم اجتماعي دائم وجعل مكافحة الإرهاب فعالة أكثر من خلال تطبيق صارم للقوانين الوطنية في هذا مجال ولأحكام القانون الدولي ذات الصلة»، مسجلا بارتياح الجهود المبذولة من طرف السلطات التشادية لتعزيز الحوار الوطني.
وقال في هذا الصدد، «أود أن أسجل في هذا الإطار بارتياح الاهتمام الذي توليه السلطات التشادية العليا لتعزيز الحوار الوطني، كما تبرزه سلسلة التشاور السياسي التي اختتمت يوم 25 أغسطس الماضي بين الرئيس التشادي إدريس دبي إيتنو وعدد من الأطراف الفاعلة على الساحة السياسية التشادية في إطار الآلية الوطنية للحوار الوطني».
بخصوص المائدة المستديرة حول تمويل التنمية في التشاد، اعتبر مساهل أنه ناهيك عن حركية بحث الاقتصاد، فإن المواضيع المختارة «ستخول الديمومة والإنصاف للمكاسب التي ستفرزها في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية».
أكد في هذا الصدد، أن «الجهد يجب أن يتمحور حول تسيير عقلاني للموارد المتوفرة من خلال اندماج وطني أفضل وتعزيز قدرات الشراكة وكذا جهاز جذاب للاستثمارات الأجنبية المباشرة المدعمة بسلسلة إصلاحات تدخل في إطار تثمين النشاط الاقتصادي»، مشيرا إلى أن لقاء باريس «يوفر للشركاء فرصة لتجديد الالتزام لصالح التنمية في التشاد وكذا الاستعد للمساهمة في تمويل وتعزيز أسسها، لاسيما عن طريق تعزيز منشآته القاعدية وتكوين موارده البشرية التي ستصبح في المستقبل القريب مؤهلا في خدمة تنوع الاقتصاد التشادي.
...ويؤكد: الجزائر مستعدة للتكفل بدراسات جدوى الخاصة بمشاريع
أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أمس الأول، أن الجزائر مستعدة للتكفل بإنجاز بعض دراسات الجدوى الخاصة بمشاريع مدرجة في البرنامج الوطني للتنمية في التشاد.
أوضح مساهل، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خلال مداخلته في المائدة المستديرة حول تمويل التنمية في التشاد المنظمة يومي الخميس والجمعة بباريس، أن «الجزائر تبقى متمسكة بتحقيق هذه المشاريع التي لها أثر مباشر على فك العزلة على التشاد وتنميته. كما أنها مستعدة للتكفل ببعض دراسات الجدوى الخاصة بمشاريع مدرجة في البرنامج الوطني للتنمية خلال السنوات الخمس المقبلة».
يهدف الاجتماع المنعقد تحت الرعاية السامية لرئيس التشاد إدريس ديبي إيتنو وبحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إلى تجنيد شركاء هذا البلد حول مشاريع مهيكلة مدرجة في هذا البرنامج وتطوير تعاون من شأنه تسهيل تنويع اقتصاد التشاد والسماح له ببعث نموه في مختلف القطاعات.
وأكد مساهل في هذا الصدد، أن هذه المبادرة التضامنية تضاف إلى الدعم الذي تقدمه الجزائر منذ أكثر من عقد من الزمن إلى التشاد في مجال تكوين الطلبة، مساهمة بذلك في تنمية الموارد البشرية التي يحتاج إليها هذا البلد الشقيق.
أضاف قائلا، إن «الجزائر تمنح سنويا أكثر من مئة منحة دراسية لرعايا التشاد من أجل مواصلة تكوينهم في الجزائر في مختلف التخصصات»، مشيرا إلى أن الجزائر تبقى «مستعدة» لمواصلة هذه الجهود وتعزيزها أكثر حسب حاجيات هذا البلد وإمكانات الجزائر في هذا المجال.
التنمية الاجتماعية والاقتصادية قاعدة للأمن والاستقرار
أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الجزائر ترى أن التنمية الاجتماعية والاقتصادية تشكل قاعدة للأمن والاستقرار وتمثل أيضا الوسيلة الأنجع لمكافحة العنف المتطرف وأزمة الهجرة اللذين أخذا بعدا فريدا خلال السنوات الأخيرة.
أضاف مساهل، أن مثل هذه التنمية يجب في المقابل أن تبقى تشكل محور الأهداف المحددة في مخططات التقويم الوطنية، مثلما هو الحال اليوم بالنسبة للتشاد من خلال البرنامج الوطني للتنمية وفي صلب تضامن دولي من خلال شراكة تعود بالفائدة على الطرفين.
يرى وزير الشؤون الخارجية أن هذه السياسة يجب تعزيزها من خلال الاندماج الاقليمي، موضحا أنه بغية إثراء هذا المؤهل الذي ثمن «النيباد» دوره، فإنه لابد من وضع صيغ شراكة مربحة من أجل تحقيق مشاريع التنمية الإقليمية، على غرار الطريق العابر للصحراء وأنبوب الغاز الجزائر- لاغوس وخط الألياف البصرية العابر للصحراء.
كما أشار مساهل، إلى أن هذه المشاريع التي تهدف إلى ترقية التبادلات والاندماج بين بلدان المنطقة، تكتسي أهمية استراتيجية، بالنظر الى أثرها المؤكد على تطوير القدرات المتوفرة على مستوى المناطق الحدودية المشتركة.