شرعت قوات ميانمار بزرع الألغام عند الحدود المشتركة مع بنغلاديش لمنع عودة الروهينغا الذين واصلوا الفرار بأعداد كبيرة من ولاية أراكان جراء حملة عسكرية دامية أثارت اتهامات بـالتطهير العرقي والإبادة، في حين تحدثت مستشارة الدولة بميانمار أونغ سان سو تشي عن “تضليل” بهذا الشأن.
قال مصدران حكوميان في بنغلاديش، أمس، إن ميانمار تقوم منذ ثلاثة أيام بزرع ألغام أرضية عبر قطاع من حدودها مع بنغلاديش، ورجحا أن الهدف من ذلك هو الحيلولة دون عودة عشرات الآلاف من الروهينغا المسلمين الذين فروا من العنف في ميانمار.
وأضافا أن دكا ستتقدم باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية على مسافة قريبة جدا من الحدود المشتركة.
وسمع الاثنين والثلاثاء دوي أربعة انفجارات على الأقل في منطقة حدودية يعبرها الفارون من أراكان الواقعة شمال غربي ميانمار، وأفادت مصادر أمنية بنغالية ولاجئون من الروهينغا بأن مجموعات تابعة لقوات ميانمار تزرع الألغام قرب سياج من الأسلاك الشائكة.
وتسبب انفجار عدد من الألغام في إصابة لاجئين أثناء فرارهم سيرا على الأقدام إلى بنغلاديش، وكان بين المصابين امرأة وطفل بترت قدم كل واحد منهما، ونقلا إلى داخل بنغلاديش.
وذكرت مصادر، أمس، وفاة خمسة من الروهينغا في حادث غرق جديد أثناء فرارهم إلى بنغلاديش، وكان عشرات آخرون غرقوا في حوادث مماثلة.
تحذيرات أممية
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، لأول مرة إلى احتمال حدوث تطهير عرقي في ولاية أراكان.
وقال غوتيريش، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، إن على حكومة ميانمار منح مسلمي الروهينغا جنسية البلاد، أو على الأقل وثائق إقامة تخولهم عيش حياة طبيعية، كما دعا للسماح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات للمحتاجين في أراكان.
وأكد مصدر أممي أمس، أن عدد مسلمي الروهينغا الذين فروا إلى بنغلاديش منذ بدء عمليات جيش ميانمار في إقليم أراكان قبل 12 يوما ارتفع إلى 146 ألفا.
وأكدت المنظمة الدولية أن اللاجئين بحاجة عاجلة للغذاء والمأوى، واتهمت سلطاتِ ميانمار بالتقاعس عن حماية مسلمي الروهينغا، وكانت قد سحبت موظفيها في أراكان بسبب انعدام الأمن.
في الأثناء، نددت مستشارة ميانمار في بيان أصدرته أمس، بما سمتها الأخبار المضللة عما يجري في أراكان وقالت إن حكومتها تعمل لحماية كل السكان.
وتزايد الانتقادات الموجهة لرئيسة الوزراء أونغ سان سو تشي بسبب صمتها تجاه أعمال العنف والتقتيل الممارسة ضد أقلية الروهينغا المسلمة في بورما. وانتشر وسم على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بسحب جائزة نوبل للسلام (1991) من الزعيمة البورمية التي امتنعت لحد الآن عن إدانة أعمال العنف والتقتيل
وكثفت دول من بينها إندونيسيا وماليزيا تحركاتها الدبلوماسية من أجل وضع حد لمعاناة الروهينغا، وتظاهر اليوم آلاف الإندونيسيين في جاكرتا أمام سفارة ميانمار للتنديد بما يتعرض له مسلمو أراكان.