طباعة هذه الصفحة

بوحجة: مكافحة كل أشكال البيروقراطية والفساد

بقايا فلول الإرهاب ستمنى بالفشل

م.ش.و: حياة كبياش

مكافحة فلول الإرهاب والمصالحة الوطنية بالإضافة إلى الانتخابات المحلية وكذا الإصلاحات التي تواصل الجزائر مسارها، تلك هي النقاط الجوهرية التي ركز عليها رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة خلال الكلمة التي ألقاها، أمس، بمناسبة افتتاح الدورة العادية لسنة 2017-2018 لهذه الغرفة البرلمانية.
قال بوحجة خلال افتتاحه الدورة التي تتزامن ومرور 55 سنة على تأسيس هذه الهيئة التشريعية، إنها ستشهد، بعد ضبط جدول أعمالها، بالتنسيق مع مجلس الأمة والحكومة، نشاطا مكثفا، حيث سيتم عرض مخطط الحكومة، في سياق التحديات والظروف والضغوطات الخارجية التي تواجهها البلاد، في مقدمتها انهيار أسعار النفط منذ 3 سنوات، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى ترقية الإجماع الوطني ورص الصف الداخلي وتعبئة كل الطاقات والتوافق حول القضايا الأساسية.
من مشاريع القوانين الهامة التي ستنزل إلى الغرفة السفلى، مشروع قانون المالية لسنة 2018، الذي ينتظر أن يعرف «نقاشا ثريا وتفاعلا مميزا»، بالنظر إلى طبيعة الظروف المالية الصعبة التي تعرفها البلاد، مؤكدا أن هذا المشروع «سيقدم بدائل نوعية وإجراءات فعالة، تمكن بلادنا من بناء اقتصاد وطني أكثر صلابة ومناعة».
كما سيتم عرض قانون ضبط الميزانية لسنة 2015، وهذا في إطار ممارسة رقابة الهيئة التشريعية على صرف ميزانية الدولة، بالإضافة إلى نصوص أخرى متعلقة بتنظيم السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي .
وقد توقف بوحجة مطولا في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة عند الإصلاحات الشاملة التي بادر بها رئيس الجمهورية وأرسى دعائمها في مؤسسات الدولة، والتي أثمرت نتائجها في مختلف القطاعات، والذي جعل الجزائر «تنعم بالأمن والاستقرار والنمو، خاصة فيما يتعلق بالتعددية الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون وترقية حقوق الإنسان والحريات في كافة المجالات».

الإصلاحات رفعت مستوى جودة النظام السياسي

وأبرز بوحجة في السياق، أن هذه الإصلاحات سمحت بالرفع من مستوى الجودة السياسية للنظام السياسي، بتعزيز «منطق الفصل بين السلطات وتكريس استقلالية القضاء وعصرنة الإدارة، ومكافحة كل أشكال البيروقراطية والتسيّب الإداري والفساد، وجعل مؤسسات الدولة أكثر استجابة لمتطلبات العصر وحاجة المواطنين، بمنطق الخدمة العامة في إطار دولة القانون».
ولفت إلى أن القصد من التوقف مطولا عندها، لأن جدول أعمال هذه الدورة تتضمن مشاريع قوانين تتوخى تكريس التعديلات الدستورية، في صلب النصوص المعروضة على المجلس لضمان تطابقها وانسجامها، يتعلق الأمر بالنظام الداخلي لهذه الهيئة التشريعية، حيث سيتم مراجعة أحكامه وإدراج كل المستجدات الواردة في الدستور والقانون العضوي الناظم للعلاقات وكذا تدارك النقائص التي كشفتها الممارسة التشريعية والبرلمانية.
وأكد أن الإجماع وتوحيد كل الطاقات الوطنية يشكلان جوهر المسيرة السياسية، انطلاقا من الوئام المدني مرورا بالمصالحة الوطنية، التي نحيي في 29 سبتمبر الجاري الذكرى 12 للاستفتاء حول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.

«عصابات الإجرام واهمة وستُمنى بفشل ذريع»

وربط كلامه عن السلم والمصالحة بالحادثة الإرهابية التي حدثت أيام العي، «والتي ظنت بقايا عصابات الإجرام من فلول الإرهاب، بأنها قادرة على النيل من شعبنا ووطننا، فإنها واهمة وستمنى بفشل ذريع»، لأن «أفراد جيشنا الباسل وقوات أمننا واقفون لهم بالمرصاد»، مشيدا بالبطولة النادرة التي أظهرها عونا الأمن الوطني اللذان «فازا بالشهادة وهما يقومان بواجبهما»، محبطين عملية إرهابية استهدفت مقر الأمن بولاية تيارت.
كما أسدى تحية إجلال وإكبار إلى أفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وكذا أعضاء مختلف الأسلاك الأمنية، على ما يبذلونه من جهود جبارة «في سبيل الذود على حرمة وحماية الوطن وحدوده واستتباب الأمن في سائر ربوع الوطن ومحاربة فلول الإرهاب والجريمة المنظمة.

الانتخابات المحلية إسهام كبير في استقرار البلاد

اعتبر بوحجة أن الانتخابات المحلية المقرر تنظيمها في 23 نوفمبر القادم ذات أهمية بالغة، لذا يتعين على الجميع المساهمة في إنجاح هذا الاستحقاق، داعيا للمشاركة الواسعة في هذا الاقتراع، «لأنه سيكون إسهاما كبيرا في استقرار البلاد وفي تقدم الديمقراطية وتحقيق تطلعات المواطنين في تنمية محلية مستدامة»، مضيفا إن من خلال هذا الاستحقاق سيعطي الجزائريون الدرس إلى «كل من يعملون في العلن والخفاء ضد البلاد والتشكيك في توجهاتها ومستقبلها وشرعية مؤسساتها».
كما دعا بمناسبة الدخول الاجتماعي، كل المواطنين إلى الوقوف صفا واحدا لخدمة الجزائر وتحصين أمنها وتأمين مكاسبها، لتفويت الفرصة على المتربصين باستقرار البلاد.
في سياق مغاير، ذكّر بالدور الذي لعبته الجزائر في المجال الدبلوماسي، في حل النزاعات بالطرق السلمية والذي أسست من خلاله توافقات جهوية ودولية لمكافحة الإرهاب، متمسكة بالشرعية الدولية في دعوتها لإنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية، وتمسكها ببناء صرح المغرب العربي، مجددا دعم بلادنا للشعب الفلسطيني.