طباعة هذه الصفحة

تنظّمها مؤسّسة فنون وثقافة تحت شعار «نجوم وجمعيات»

طبق فني متنوّع في الطّبعة 14 من «أندلسيات الجزائر»

أسامة إفراح

خبر سار لعشّاق الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، ستكون سهرة بعد غد الخميس موعد انطلاق «أندلسيات الجزائر»، في طبعتها الرابع عشرة، التي تتواصل إلى غاية 23 سبتمبر الجاري بقاعة ابن خلدون ومدرسة الموسيقى الشيخ عبد الكريم دالي بالقبة. تأتي التظاهرة، التي تنظّمها مؤسسة فنون وثقافة، تحت شعار «نجوم وجمعيات»، حيث يضم برنامجها سهرات ينشط كلّ واحدة منها جمعية موسيقية عريقة ونجم من نجوم الأغنية الأندلسية.

خلال إعلانها عن التظاهرة، وصفت مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر «أندلسيات الجزائر» بـ «العادة التي لا تستغني عنها المؤسسة»، خاصة وقد بلغت الطبعة الرابعة عشر. وتأتي هذه التظاهرة في إطار الاحتفاء بالموسيقى الأندلسية والحفاظ على التراث الجزائري العريق، وكذا تشجيع المواهب الشابة والاستمتاع بأصوات ألمع الفنانين والجمعيات المتخصصة في هذا المجال، على مستوى كل من قاعة ابن خلدون ومدرسة الموسيقى الشيخ عبد الكريم دالي القبة.
يتوزّع برنامج «أندلسيات الجزائر» على ست سهرات في ثلاث أسابيع، بمعدل سهرتين كل نهاية أسبوع، وذلك إلى غاية السابع والعشرين من الشهر الجاري.
وكما يشير شعار التظاهرة، «نجوم وجمعيات»، فسيحيي كل سهرة من هذه السهرات الستة جمعية من جمعيات الموسيقى الأندلسية، ونجم من نجوم هذه الموسيقى.
يحيي السهرة الأولى بعد غد الخميس فرقة «الفنون الجميلة»، التي تعدّ إحدى الفرق الأكثر تمثيلا لموسيقى الصنعة، الموسيقى دائمة التطور، كما أنّها «واحدة من أكثر الفرق تقديرا داخل وخارج الوطن». وإلى جانبها، نجد في حفل الافتتاح الفنانة ليلى بورصالي، دخلت هذه الفنانة عالم الاحتراف في ميدان الموسيقى العربية الأندلسية كمغنية منفردة، حينما سجّلت أول ألبوم لها بعنوان «فراق الحباب» سنة 2009، وفيه تناولت موضوع المهجر والفراق. تتقن ليلى النوبات الأندلسية، وتعنى بإبراز هذا التراث الغني والعريق، دون أن يثنيها ذلك عن إضفاء لمسة من الحداثة في طريقة الأداء والترتيبات الموسيقية.
أما السهرة الثانية، الجمعة الثامن من سبتمبر بمدرسة الموسيقى عبد الكريم دالي بالقبة، فستنشطها جمعية «الغرناطية» التي تأسّست في مارس 1972 بالقليعة. وإلى جانبها نجد الفنانة زكية قارة تركي، وهي من مواليد سنة 1961 بتلمسان، حيث نشأت في بيئة عائلية تعشق الموسيقى الأندلسية، وقد شجّعها والدها ‘حساين عبد الجليل’ العارف بهذا الفن الأصيل لتدرسه وتتعمّق في اكتشاف خباياه. وحين انتقالها للعيش بالجزائر العاصمة، التحقت الفنانة بجمعية ‘’الموصلية’’، ثم بالجمعية الموسيقية ‘’الفخارجية’’ سنة 1981 وبعدها بـ’ ‘السندسية». تضم زكية قارة تركي في رصيدها الفني أربع ألبومات والعديد من الحفلات داخل الوطن وخارجه، وتتميز بالعزف على أكثر من آلة، بل وسبق لها أن اعتلت الركح لوحدها دون فرقة مرافقة وأبدعت مع ذلك، كما سبق وأن أدّت وصلات باللغة التركية.
ستكون السهرة الثالثة في الـ 15 من الشهر الجاري، وسينشطها كل من جمعيــة «الجنادية» التي تأسّست في أكتوبر 1985 ببوفاريك، والفنانة الشابة جيهان هواري، صاحبة 20 سنة، وهي مؤدية منفردة وعازفة على آلة الكمان في دار الغرناطية للقليعة منذ سنة 2010، تتقن النوبة والحوزي. شاركت في عدة تظاهرات ثقافية داخل وخارج الوطن (تونس والمغرب)، وهي طالبة جامعية في السنة الثالثة تخصص طب طبيعي.
أما السهرة الرابعة فيحييها كل من الجمعية الأندلسية «الجزيرة» التي تأسّست في أكتوبر 1993، والفنان ولد محمد بن ياسين، وهو من مواليد 1972 لعائلة عاشقة للموسيقى، وقد لاحظت هذه الأخيرة موهبته  الموسيقية عندما عزف على القيتار والدربوكة وسنه لم يتجاوز الخامسة. التحق في سن الثامنة بأكاديمية القبة، حاصل على ليسانس في الموسيقى سنة 1994، عمل لمدة خمسة سنوات أستاذ موسيقى بثانوية فرانس فانون، إلى جانب مسار شخصي حافل.
السهرة ما قبل الأخيرة في ثالث أسبوع من الشهر الجاري، ستنشطها جمعية قرطبة من مدينة الجزائر، التي تأسّست في فبراير 2004. وإلى جانبها، سنكتشف الفنانة الشابة هيبة زهري، وهي من أعضاء جمعية الجزيرة، وكان أول ظهور لها سنة 2016 في الطبعة الثالثة عشر من أندلسيات الجزائر.
أما ختام التظاهرة فسيكون بقاعة ابن خلدون، ويحييه كل من جمعية «مزغنة» التي تأسّست في فبراير 1999، إلى جانب الفنان حميدو، الذي يعتبره البعض أول مغني راب في الجزائر، ولكنه عُرف بأداء مختلف الطبوع الغنائية، والعزف على عديد الآلات الموسيقية. حميدو، واسمه الحقيقي أحمد تكجوت، من نوفمبر 1966 بالمرادية، تأثّر حميدو منذ الصغر بالموسيقى الأندلسية والأغاني التراثية، انضم سنة 1982 إلى «الفخارجية». وإلى جانب الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، عُرف بأغنيته «سروال اللوبيا» التي أطلقها في 1985، كما خاض تجربة فنية خارج الوطن مع فرقة «نوماد».