بات الجيش السوري على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من جيب خاضع لسيطرة الحكومة يحاصره تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي في مدينة دير الزور.
واقترب الجيش وحلفاؤه من تحرير المدينة الواقعة على نهر الفرات حيث يحاصر التنظيم الدموي قاعدة تابعة للجيش و93 ألف مدني منذ سنوات.
وصول قوات النظام السوري وحلفاؤها الى مشارف مدينة دير الزور جاء بعد تقدّم سريع أحرزته في الساعات الاخيرة على حساب تنظيم الدولة الارهابية الذي يطبق حصاره على المدينة منذ اكثر من عامين.
ويأتي هذا التقدم في وقت خسر تنظيم”داعش” سيطرته على اكثر من نصف مساحة مدينة الرقة، معقله في سوريا، ومن شأن طرده من مدينة دير الزور وحقول النفط الغزيرة المجاورة ان يقلص سيطرته في سوريا الى مناطق محدودة في وقت يتلقى ضربات موجعة في العراق المجاور.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ان وحدات الجيش “حققت.. خلال الساعات الماضية تقدما جديدا باتجاه اللواء 137 الواقع غرب مدينة دير الزور” والمتصل بالاحياء التي تسيطر عليها قوات النظام في المدينة.”.
ويسيطر التنظيم الدموي منذ صيف 2014 على اجزاء واسعة من المحافظة ونحو ستين في المئة من مساحة مدينة دير الزور. ويحاصر منذ مطلع العام 2015 احياء عدة في المدينة ومطارها العسكري لتصبح المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها التنظيم الارهابي الجيش.
احتفالات شعبية
أفادت وكالة “سانا” عن احتفالات شعبية في احياء سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور ابتهاجاً بالتقدم العسكري، ونقلت عن محافظ دير الزور محمد ابراهيم سمرة ان المدينة “شهدت احتفالات وابتهاجاً من كل شرائح المجتمع بالنصر المرتقب مع تقدم طلائع الجيش العربي السوري الى مشارف المدينة المحاصرة”.
وبدأت قوات النظام منذ اسابيع وبدعم جوي روسي هجوماً باتجاه مدينة دير الزور. وتخوض حالياً اشتباكات ضد التنظيم الارهابي على محاور عدة في المحافظة الغنية بحقولها النفطية والحدودية مع العراق.واشار مصدر عسكري سوري الى “انهيارات متتالية للتنظيم الدموي في الريف الغربي لدير الزور، ما سمح للجيش بالتقدم السريع والوصول الى مسافة قصيرة عن القوات المُحاصّرة”.
وأكد أن “فك الحصار عن وحدات الجيش السوري في دير الزور لن يستغرق الا ساعات”.
معاناة إنسانية
تسبب حصار التنظيم بمفاقمة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية. ولم يعد الوصول الى مناطق سيطرة الجيش متاحاً وبات الاعتماد بالدرجة الاولى على مساعدات غذائية تلقيها طائرات سورية وروسية واخرى تابعة لبرنامج الاغذية العالمي.
ويعاني المدنيون المقيمون في الاحياء تحت سيطرة الارهابيين، أيضاً من انقطاع خدمات المياه والكهرباء.
ويهدف الجيش السوري الى استعادة دير الزور بعد دخول المحافظة من ثلاث جهات: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا من محور مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، فضلا عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الغربية.