أمينتو حيدر: تقرير المصير يجنب المنطقة نزاعا مسلحا وشيكا
حذرت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، أمس، من الوضع الإنساني الخطير الذي يعيشه الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين. وأكدت أن استمرار تراجع المساعدات الإنسانية الدولية مقلق للغاية، في حين اتهمت أمينتو حيدر الناشطة الصحراوية، المجتمع الدولي بالتواطؤ مع المحتل المغربي لنهب ثروات الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا تنتظر تقرير المصير.
بن حبيلس وإن أكدت أن الدعم الجزائري لشعب الجمهورية العربية الصحراوية مستمر، إلا أنه أصبح غير كاف في الوقت الحالي، محذرة من مغبة تراجع المساعدات الدولية على الوضع الإنساني الذي يعرف تدهورا خطيرا في الآونة الأخيرة، بسبب نفاد مخزون بعض المواد الغذائية الأساسية للصحراويين.
وأوضحت بن حبيلس في كلمة ألقتها خلال استقبالها، أمس، بمقر الهلال الأحمر بالعاصمة، الناشطة الصحراوية الحقوقية أمينتو حيدر، أن المنظمات الدولية الإنسانية تتحمل المسؤولية الكاملة لتردي الوضع الإنساني، قائلة: «إن الوضع العام مقلق للغاية وقد تنجر عنه تداعيات خطيرة لا تحمد عقباها».
تراجع المساعدات الإنسانية على الشعب الصحراوي، من طرف الدول المانحة الذي وصفته بن حبيلس بالقرار الذي يحمل خلفيات سياسية بأبعاد اقتصادية، انجرّ عنه موجة هجرة واسعة وسط الشباب الصحراوي الرافض للأوضاع المزرية، مشيرة إلى أن الأمر الأخطر هو استغلال الشباب في المنطقة من طرف الجماعات الإرهابية.
كما لم تخف بن حبيلس تخوفها من تأثير الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين على المنطقة، منددة في نفس الوقت بأسلوب المحتل المغربي في التعامل مع الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة، جراء التعذيب المستعمر وانتهاكات حقوق الإنسان اليومية. وأوضحت أن ذلك سيؤدي إلى انفجار لا محالة في الوقت القريب، إن لم يستدرك المجتمع الدولي الوضع المأسوي.
ودعت رئيسة الهلال الأحمر المجتمع الدولي إلى احترام الإنسان الصحراوي وتوفير كرامة الحياة على الأقل التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني، واصفة ما يقوم به نظام المخزن بالإبادة الجماعية بحق الشعب الصحراوي من خلال تجويعه والعمل على تركعيه، الأمر الذي يرفضه رفضا قطعيا.
في ظل الوضع الإنساني الخطير، التزمت بن حبيلس بمواصلة دعم الهلال الأحمر الجزائري للشعب الصحراوي بالمواد الغذائية اللازمة، مشيدة في نفس الوقت بموقف الجزائر المشرف، الداعم للقضية الصحراوية، حيث تقدم كل المساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل متواصل.
من جهتها عبّرت المناضلة الصحراوية أمينتو حيدر، عن أسفها الشديد لاستمرار الوضع الإنساني المتدهور بالمناطق المحتلة ومخيمات العزة والكرامة بتندوف، مطالبة المجتمع الدولي بتمكين الشعب الصحراوي من ثرواته الطبيعية التي تنهب جهارا نهارا من طرف المحتل المغربي.
وقالت أمينتو حيدر، إن التواطؤ الدولي مع المغرب، يطيل الوضع المتأزم القائم، في ظل استمرار نهب خيرات الشعب الصحراوي، الذي لم يعد قادرا على الصبر لأزيد من أربعين عاما، لاسيما مع تعطل مهمة بعثة الأمم المتحدة المكلفة بتقرير المصير المينورسو، وأوضحت أنها لم تقم بأي دور لحماية حقوق الصحراويين.
وأشارت المناضلة الصحراوية إلى خطورة هجرة الشباب الصحراوي نحو البلدان الأوروبية، بعد رفضهم ظروف الحياة الصعبة، محملة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مسؤولية تردي الوضع واحتمال نشوب نزاع مسلح في المنطقة بعد تعطل مسار السلام الذي ينشده الطرف الصحراوي لتجنب إشعال الحرب في المنطقة.