اعتبر رئيس الجمعية الوطنية لتنمية الصبار «التين الشوكي» محمد محمدي بسوق أهراس، بأن كل العوامل والشروط متوفرة من أجل الارتقاء بغراسة التين الشوكي إلى مصاف الشعب الفلاحية.
وأوضح رئيس ذات الجمعية التي تتخذ من غرفة الفلاحة لسوق أهراس مقرا لها لـ «وأج»، بأن «كل عوامل ارتقاء غراسة وتطوير واستغلال التين الشوكي ضمن الشعب الفلاحية على غرار الحليب والحبوب متوفرة»، بفضل «الرقعة الكبيرة التي تصل إلى 50 ألف هكتار من هذه الفاكهة على المستوى الوطني»، حسب المحافظة السامية لتطوير السهوب ووجود عدد «معتبر من محولي التين الشوكي ومصدرين له ولمشتقاته».
وأكّد رئيس ذات الجمعية الوطنية التي تأسست مطلع نوفمبر 2015 على «الأهمية والدور الاقتصادي الكبير لهذه الفاكهة لتكون شعبة مستقلة بذاتها».
وسيمكن «الارتقاء بهذه الغراسة إلى مصاف الشعب الفلاحية بالجزائر من التعريف بهذه النبتة واستفادتها من برامج تنموية بمختلف الصيغ ودخولها في برامج التكوين والإرشاد وخلق الثروة فضلا عن استحداث مناصب شغل»، حسبما تمت الإشارة إليه .
ويسعى مسؤولو الجمعية إلى تشجيع الفلاحين من أجل الانخراط ضمن تعاونيات فلاحية للنهوض بهذه الفاكهة في مجال الإنتاج والجمع والتحويل والتسويق، كما هو معمول به في تعاونية «توبالتاك الجزائر» التي تنشط بمنطقة النشاطات ببلدية سيدي فرج بسوق أهراس، وهي الوحدة التي دخلت حيز الخدمة مؤخرا والمختصة في إنتاج زيت بذور التين الشوكي وخل الهندي، وتحصلت مؤخرا على شهادة مطابقة للمواصفات الدولية الخاصة بتسويق هذا المنتوج من طرف مكتب عالمي فرنسي مختص.
وبالإضافة إلى ذلك، ستسمح هذه الوحدة التي تندرج في إطار سياسة وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لترقية منتجات الموطن - بالرفع من مستوى معيشة الفلاحين واستغلالها كزراعة بديلة في المناطق الجافة وشبه الجافة حسب السيد محمدي، مشيرا إلى أن ولاية سوق أهراس تعد من بين الولايات الرائدة في إنتاج التين الشوكي، حيث توسعت المساحة من هذه الزراعة إلى 10 آلاف هكتار من بينها 4200 هكتار ببلدية سيدي فرج الحدودية.
وأشار السيد محمدي الى أن الهكتار الواحد من التين الشوكي ينتج ما بين 120 قنطار إلى 200 قنطار عند اعتماد عملية السقي، مضيفا بأنه من شأن هذه الوحدة توفير 30 منصب عمل قار وحوالي 200 منصب موسمي، إلى جانب خلق فرص عمل للمرأة الريفية داخل مزارع التين الشوكي.
ومن شأن هذه الوحدة كذلك أن تخلق نشاطا اقتصاديا جديدا بالبلديات الحدودية بهذه الولاية قادر على استحداث مناصب شغل قصد مكافحة ظاهرة التهريب وجعل من التين الشوكي وسيلة فعالة للتنمية المستدامة لا سيما مع وجود سوق أسبوعي للتين الشوكي ببلدية الونزة بتبسة المجاورة.
وقد بادرت الجمعية وبالتنسيق مع المحافظة السامية لتطوير السهوب بتنظيم العيد الوطني الأول للتين الشوكي، الذي احتضنته ولاية تبسة يومي 24 و25 أوت الأخير.
وأوصى المشاركون في أشغال هذا العيد الوطني الذي حضره عدد من الفلاحين ومنتجي ومحولي التين الشوكي إلى جانب المعهد التكنولوجي لتربية الحيوانات لولاية ميلة والمعهد االجهوي للإرشاد الفلاحي بقسنطينة وجامعات كل من عنابة وبجاية وتلمسان بضرورة خلق حركية اقتصادية وفضاء لتبادل الخبرات بين المحولين والمنتجين.
وتم خلال ذات اللقاء التأكيد على التعريف بتكنولوجيات تحويل الهندي وتطوير استغلاله في صناعة أعلاف المواشي، فضلا عن تشجيع استغلاله كزراعة بديلة في المناطق الجافة وشبه الجافة، فضلا عن تشجيع الصناعة المحلية لمشتقاته سواء في المجال الغذائي أو الصيدلاني أو الصناعة التجميلية.
وأشار السيد محمدي بأن من ضمن أهداف هذه الجمعية «التنسيق مع الهيئات لوضع برنامج وطني للغراسة» و»تفعيلها لمحاربة التصحر» و»جعل غراسة التين الشوكي فلاحة متكاملة» فضلا عن تصنيف أنواع التين الشوكي الموجودة في الجزائر بالتنسيق مع الوزارة الوصية» و»إشراك الجامعة وأصحاب الخبرات لتجسيد البحوث العلمية في الميدان» .
وتهدف ذات الجمعية أيضا إلى «بحث وتطوير التقنيات الخاصة بغراسة التين الشوكي وتطويره» و»تنظيم ورشات ومعارض عبر عديد الولايات»، إلى جانب «حث وتحفيز السلطات على جعل الصبار شعبة فلاحية كباقي الشعب» و»اقتراح يوم وطني للتين الشوكي» و»إنشاء مزارع نموذجية للتين الشوكي».
ولدفع هذه الزراعة اعتمدت سلطات ولاية سوق أهراس الحدودية استراتيجية تهدف أساسا إلى توسيع رقعة غراسة هذه الفاكهة التي تتوزع حاليا عبر 7000 هكتار لتصل إلى 15 ألف هكتار لاسيما بالمناطق الجنوبية للولاية على غرار بلديات تارقالت ووادي الكباريت وسيدي فرج.