لم تجد السلطات المحلية لولاية عنابة بديلا لإسكات غضب سكان المدينة، سوى الاستنجاد بصهاريج المياه كحل بديل لجفاف الحنفيات التي تشهدها عنابة منذ أيام، على غرار صبيحة العيد، حيث عاشت عديد الأحياء أزمة حقيقية حيث لم يتم تزويدهم بالماء، كما وعدت بذلك الجزائرية للمياه وهو ما أجج غضب سكان الولاية.
كان العنابيون قد أبدوا تخوفهم قبل حلول عيد الأضحى المبارك من استمرار أزمة المياه، لاسيما وأن ولاية عنابة تشهد منذ أيام، انقطاعا متكررا في عملية التزويد بالمياه الصالحة للشرب، تصل في بعض الأحياء إلى 10 أيام أو أكثر. وقد كان تخوف العنابيين في محله، حيث لم يتم تزويد عديد الأحياء بالماء يوم العيد، وأحياء أخرى تم تزويدها لمدة نصف ساعة أو ساعة على الأكثر. الأمر الذي أثار حفيظة سكان عنابة الذين تذمروا من عدم وفاء الجزائرية للمياه ـ وحدة عنابة - بوعودها باتخاذ جميع الإجراءات من أجل توفير المياه يوم العيد بصورة منتظمة وعادلة على قدر الإمكان، وبأن التوزيع سيكون من حوالي الساعة السادسة صباحا إلى غاية المساء.
إثر ذلك شهد يوم العيد حالة غليان شديد، حيث خرج مئات الشباب إلى الشارع للاحتجاج على عدم توفير المياه لتسهيل عملية ذبح أضحية العيد، حيث سارعت السلطات المحلية لاحتواء غضب سكان الولاية والاستنجاد بصهاريج المياه وتوفيرها في مختلف أحياء ولاية عنابة. وقد تم تخصيص سعر 05 لترات من المياه بـ25 دج، ولم تجد العائلات أمام شح الحنفيات وأزمة العطش الحقيقية التي تعيشها عنابة، سبيلا آخر سوى شراء مياه الشرب.
قرر أبناء بونة مواصلة احتجاجهم إلى غاية تسوية مشكل المياه الذي بات يؤرق حياتهم اليومية، مؤكدين أنه من غير المعقول عدم تزويدهم بمياه الشرب لأكثر من 15 يوما كاملة، حيث نددوا بالوضعية التي آلت إليها مختلف أحياء ولاية عنابة، لاسيما صبيحة العيد الذي يحتاج لتوفير الماء لتنظيف مخلفات عملية ذبح أضحية العيد.
وقال سكان عنابة، إنهم سئموا من استخدام الصهاريج لأجل توفير الماء الشروب والتنقل بالقارورات والدلاء لجلب المياه من الينابيع، والمعاناة التي يكابدونها في عز الصيف بحثا عن الماء. والأدهى من ذلك، أن البعض أصبحوا يستنجدون بالمياه المعدنية للوضوء أو الاغتسال.
مع كل هذا تقف السلطات الولائية عاجزة أمام توفير الماء لسكان المدينة، الذين يعيشون معاناة حقيقية. وقد أرجع مدير الجزائرية للمياه، وحدة عنابة، السبب الرئيس إلى انخفاض منسوب مياه سد الشافية بولاية الطارف إلى النصف، حيث تراجع مستوى الضخ بالقنوات الرئيسة لمدينة عنابة وضواحيها من 5800 إلى 1800 متر مكعب في الساعة، إضافة إلى الانكسارات المفاجئة في القنوات الرئيسية.
وأشار المعني إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال إعادة تأهيل الآبار والشبكات، والمقدرة بـ32 بئرا. كما أرجع عدم وصول الماء إلى الحنفيات في بعض الأحياء المرتفعة رغم فتح القنوات إلى انعدام قوة الضخ.