اتّهمت الخارجية الروسية السلطات الأمريكية بانتهاك حصانة دبلوماسييها بشكل مباشر بسبب عملية تفتيش يعتزم “أف بي آي” القيام بها لمقر القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو ومكان سكن الدبلوماسيين الروس. وتحسبا لإغلاق القنصلية، عمد موظفوها إلى حرق بعض الوثائق.
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا في بيان أول أمس، إنّ “مطالب السلطات الأمريكية تشكل تهديدا مباشرا لأمن المواطنين الروس”.
وتتّهم الخارجية الروسية السلطات الأمريكية بانتهاك حصانة الدبلوماسيين الروس بشكل مباشر من خلال عملية تفتيش يعتزم مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) القيام بها لمقر القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو ومكان سكن الدبلوماسيين الروس.
وشوهد مساء الجمعة دخان أسود يتصاعد من مدخنة في القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، عشية إغلاقها، لكن فرق الإطفاء طمأنت أن لا حريق في المبنى وأن موظفي القنصلية يحرقون أغراضا ما في الموقد.
وقالت فرق الإطفاء في المدينة الواقعة في ولاية كاليفورنيا (غرب) إن عناصرها هرعوا إلى المكان بعد انطلاق أجهزة إنذار الحريق في المبنى.
من جهتها أكّدت المتحدثة باسم فرق الإطفاء ميندي تالامادج في تصريح صحة القول المأثور: “لا حريق بدون نار”، مشيرة إلى أن موظفي القنصلية والدبلوماسيين الروس “لا بد وأنّهم” يحرقون على ما يبدو أغراضا في الموقد.
وتابعت زاخاروفا أنّ “أجهزة الأمن تنوي في الثاني سبتمبر تفتيش القنصلية في سان فرانسيسكو وأماكن سكن الموظفين”، مشيرة إلى أن عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي سيتولون ذلك.
وقالت من جهتها وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن قرار إغلاق القنصلية والمجمعين الدبلوماسيين اتخذ عملا بمبدأ “المعاملة بالمثل”، مشيرة إلى أن الإغلاق يجب أن يتم بحلول أمس السبت.
وأوضحت زاخاروفا أن مكتب التحقيقات الفدرالي أمر الدبلوماسيين بمغادرة أماكن إقامتهم لفترة تتراوح بين 10 و12 ساعة مع أسرهم بما فيهم أطفال صغار ورضع.
وقالت: “نحن نتحدّث عن غزو للقنصلية وأماكن إقامة الموظفين، وإبعادهم خارجها لعدم اعتراض طريق عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي”.
وصرّحت: “نحن نحتج بشكل حازم على تصرفات واشنطن التي تتجاهل القانون الدولي، وكما جرت العادة دبلوماسيا، نحتفظ بحق اتخاذ إجراءات انتقامية. هذا ليسا خيارنا، إنّهم يجبرونا على فعل ذلك”.
ووصف مستشار الكرملين يوري أوشاكوف الإجراءات الأمريكية الأخيرة بـ “الاستيلاء غير القانوني”، معربا عن التخوف من “تصعيد” هذه العقوبات. وأضاف: “سنفكّر كيف نرد” على هذا الإجراء.
والإجراء الأمريكي يأتي ردا على قرار خفض عدد الدبلوماسيين الأمريكيين والموظفين الروس في البعثات الأمريكية في روسيا بـ 755 شخصا، بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين ردا على عقوبات اقتصادية جديدة فرضتها واشنطن.
وطالبت واشنطن موسكو الخميس بإغلاق قنصليتها في سان فرانسيسكو، إضافة إلى مجمّعين في واشنطن ونيويورك، وحددت السبت كتاريخ أقصى لتنفيذ هذا القرار. ويأتي ذلك على خلفية قرار موسكو خفض أعداد الدبلوماسيين الأمريكيين في روسيا.
وأفادت الخارجية الروسية إثر محادثة هاتفية بين لافروف ونظيره الأمريكي ريكس تيلرسون أنّ “الوزير أعرب عن أسفه لتصاعد التوتر في العلاقات الثنائية التي لم نبدأها نحن، وقال إن موسكو ستدرس بعناية الإجراءات الجديدة التي أعلنها الأمريكيون”.