تحضّر العائلة البشارية لدخول اجتماعي صعب أثقل كاهلها لتزامنه مع عيد الأضحى وما يتطلبه من نفقات وكذا مصاريف شراء الأدوات المدرسية والالبسة.هذا ما وقفت عليه «الشعب» في جولة باسواق بشار.
بدأت الحركة تعج بشوارع عاصمة الجنوب الغربي بشار تحسبا للدخول المدرسي، بحيث شرعت الطاولات والمحلات في عرض المستلزمات المدرسية لكن بأسعار مرتفعة للغاية.
قال أحد السكان لنا بعد خروجه من سوق الماشية ولم يقدر على شراء الاضحية بغضب :» ليس الحال أحسن بالنسبة لأسعار الأدوات المدرسية فبعد الكورتية والموالين يأتي دور تجار المستلزمات المدرسية وتجار المحافظ والمآزر، التي تمثل فرصة سانحة لإفراغ ما تبقى في جيوب العائلات متوسطة الدخل بمضاعفة أسعار معروضاتهم وهي العادة التي يلتزمون بها مع بداية كل موسم دراسي».
ودعم هذا الطرح «ع .عاشور « قائلا: إن «الغلاء هو ما يرعب أغلب العائلات فلو كانت الأسعار ملائمة لتمكن المواطن من شراء أضحية العيد وكذا تغطية متطلبات الأبناء، إلا أن الغلاء سمة موسمية من أجل الربح السريع والانقضاض على جيوب العائلات الفقيرة «.
ووقفت الشعب في جولتها الاستطلاعية بمختلف محلات بيع المستلزمات المدرسية بدءا من المحافظ التي ارتفعت إلى حدود 4000 دينار والمآزر من 500 إلى 1500 دينار حسب النوع دون أن ننسى ارتفاع أسعار الكراريس والأقلام مع بداية الموسم الدراسي في بعض المكتبات.
تخوفات كبيرة وسط سكان عاصمة الساورة بشار خاصة ذوي الدخل الضعيف الذين عمدوا إلى إحياء سنة إبراهيم من خلال شراء أضحية العيد بالتقسيط ودفع أتاوى الكهرباء والغاز واللّجوء إلى الاستدانة لمستلزمات الدخول المدرسي.
اقتربت «الشعب» من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم حول استعداداتهم للمناسبتين معا حيث عبر معظمهم عن تخوفاتهم من عدم التوفيق بينهما، من بينهم الأستاذ عبد القادر أب لأربعة أبناء الذي قال إن: « المناسبتين معا لن تمرا مرور الكرام على الأسر الجزائرية والبشارية، خاصة مع تدهور القدرة الشرائية للكثيرين»، مشيرا أنه شخصيا يفكر من الآن في كيفية التوفيق بين الأمرين خاصة وأنهم عائلة دأبت على اختيار الكبش السمين وذو القرون سنويا، كما أن كل أبنائه متمدرسونن ويتطلب دخولهم المدرسي ميزانية كبيرة ضف إلى ذلك ميزانية العيد لذلك بدأ في عملية التقشف في المال من أجل اجتياز الحال في أحسن الظروف ولو أن الأمر مستبعد إلا أنه يبذل قصارى جهده من أجل التوفيق بين المناسبتين معا خاصة وأنه صرف شهرية في فصل الصيف.
من جهته، اعترف المواطن فتحي أن تزامن المناسبتين أخلط أوراقه وهو متأكد من عجزه عن تغطية مصاريف المناسبتين معا خاصة مع دخله الضئيل وهو يفكر في الاستدانة لأجل شراء الكبش فهو لا يستطيع التخلي عن سنة سيدنا إبراهيم الخليل.
الاستغناء عن شراء أضحية العيد للمحافظة على الميزانية
أوضح المواطن محمد أن ظروفه المادية لا تسمح له بشراء الكبش ما جعله يلجأ إلى شراء جدي من أجل إحياء الشعيرة الابراهمية، كسبيل وحيد لتلبية متطلبات أبنائه الخمسة تحسبا للدخول المدرسي وختم بالقول:» ليس باليد حيلة ففرحة العيد والكبش واجب «.
نفس الانطباع سجلناه لدى السيدة « بشاري ع» التي قالت إنها على الرغم من أنها موظفة وزوجها موظف بقطاع الصحة إلا أنهما سيلغيان شراء كبش العيد هذه السنة خاصة وأن ميزانيتهم اختلت بما استنزفته منهم العطلة الصيفية ومصاريفها، فاختارت إلغاء النحر لاسيما وأنها تزامنت مع الدخول المدرسي وما يتطلبه من تكاليف ونفقات على الأبناء من حيث شراء المستلزمات المدرسية وتحضيرهم تحضيرا جديا للعام الدراسي الجديد الذي هو على الأبواب واختيار أساتذة للدروس الخصوصية خاصة في المواد الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء والعلوم.