إن كان عيد الأضحى مناسبة دينية تحمل الكثير من المعاني العظيمة، فهو أيضا بفضل السلوك الغير حضاري لبعضهم يوم تتحول فيه الشوارع الى مزابل بسبب التخلص العشوائي لمخلفات الأضاحي أين تنشر في كل مكان حتى أن البعض لا يتكبّد عناء وضعها في كيس قمامة لمنع تجمع الحشرات لتكون بذلك سببا في انتشار الامراض وكذا الرائحة الكريهة.
من منّا لم يصطدم بمنظر مقزّز لعدد كبير من «الهيادر» مرمية في الشارع وعلى الرصيف، ومن منا لم يشاهد أحشاء الخروف وحتى «البوزولف» وسط القمامة، ما يجعل حشرات كالذباب والبعوض وغيرها ممن تجد فيها المحيط المثالي لتكاثرها ما يحولها إلى خطر على الصحة العامة، والأدهى والأمر إن البعض لا يحترم وضع تلك المخلفات في الأماكن المخصصة للقمامة حتى يجمعها عمال النظافة الذي يضاعفون عملهم في عيد النحر ولكن عشوائية المواطنين جعلت كل ذاك الاستنفار بلا جدوى.
وهنا نتساءل عن قدر المجهود الذي سيبذله المواطن عمد وضعه تلك المخلفات في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق، وماذا سيخسر إن هو تصدّق بالأجزاء التي لا يحتاجها من الأضحية كـ «البوزولوف» والدوارة وحتى «الهيدورة»، أما ما نراه من تحول الشوارع والعمارات إلى مذابح ومسالخ عامة، فهذا أمر مؤسف خاصة وسط غياب ثقافة بيئية لدى المواطنون تمكنهم من تنظيف ما خلفوه بعد عملية النحر، فليست مصالح البلدية وعمال النظافة المسئولان الوحيدان عن تحول شوارعنا وأحياءنا إلى مزابل، وهو سلوك لا يعكس المعاني السامية التي تحملها هذه المناسبة الدينية.