كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، عن لقاء يجمعها بالشركاء الاجتماعيين، عشية الدخول الاجتماعي، وتحديدا يوم 4 سبتمبر الداخل، والمندرج في إطار التحضير السوسيومهني للسنة الدراسية الجديدة، وهذا استكمالا لتكريس استقرار القطاع، مستغربة الحديث عن شن إضراب من طرف الإداريين يتزامن واليوم الأول من الدخول المدرسي، رغم ما له من أثار سلبية على نفسية التلاميذ وأوليائهم.
أكدت بن غبريت في ردها على أسئلة الصحافيين، أمس، في ندوة نقاش بمنتدى جريدة «الشعب»، أن القطاع في نقاش مع الوظيف العمومي لتسوية انشغالات الموظفين الإداريين، الذين هددوا بشن الإضراب في الشهر الداخل، بحيث أخذت مطالبهم بعين الاعتبار وتم رفعها على المستوى الوزاري، مشيرة إلى أنها على ثقة بتغلب روح المسؤولية لدى كل موظف، ووضع بعين الاعتبار قلق الأولياء ومصلحة التلاميذ كي لا يؤثر على تمدرسهم، لاسيما وأنه يتزامن مع الدخول المدرسي، قائلة:» باب الحوار مفتوح للوصول إلى مدرسة ذات نوعية».
فيما يتعلق بسؤال حول مسابقة الإداريين، أوضحت بن غبريت، أنه سيتم اعتماد نفس النموذج والمنهجية التي استخدمت في مسابقة الأساتذة باستغلال الأرضية الرقمية، قائلة إن القطاع تحصل على رخصة استثنائية من طرف الوظيف العمومي للمترشحين للمناصب الإدارية، بحيث تم رفع التسقيف للإداريين وتصبح لديهم قوائم احتياطية مثل الأساتذة حسب الترتيب والاستحقاق، وكلما احتاج القطاع إلى شغل مناصب تشتغل تلك الأرضية الرقمية.
عن توظيف الفائزين في مسابقة اللغة الأمازيغية، قالت الوزيرة إن هناك عددا كبيرا من الناجحين في الأرضية الرقمية، وأنه حين تتحصل الوزارة على مطالب على المستوى المحلي يتم تلبية الرغبات، بحيث أن تعليم الأمازيغية يدخل في إطار برنامج القطاع، وحسبها فإنه ينبغي القيام بعملية التحسيس ميدانيا والعمل المستمر حول طريقة التدريس.
بالمقابل، أبرزت بن غبريت المجهودات التي بذلها القطاع في تنظيم امتحانات شهادة البكالوريا الذي لم يكن بالأمر الهين ومر بدون أخطاء، على حد قولها، مؤكدة أن القطاع سيعزز من احترافية الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، كما أن تغيير امتحان البكالوريا غير وارد في الوقت الحالي، معتبرة غيابها عن افتتاح الامتحان الاستثنائي للبكالوريا بأنه أمر عادي، كونه مواصلة للامتحان الأول الذي يفتتح مرة واحدة فقط، وبالنسبة لامتحانات الطور الابتدائي أوضحت الوزيرة أن الأساتذة هم من ينتقلون إلى مدارس أخرى وليس التلاميذ.
في سؤال حول استيراتيجية الوزارة الوصية للتوفيق بين العدد الكبير للتلاميذ والمقاعد البيداغوجية لتفادي الاكتظاظ في الأقسام، لم تنف بن غبريت أنه سيكون هناك اكتظاظ في الدخول المدرسي، خاصة في الأحياء الجديدة التي رحل لها السكان، قائلة:» لن يبقى أي طفل جزائري خارج التربية خاصة في الطور الإلزامي، نحن أننا أمام إجبارية الدولة في التكفل بكل تلميذ بلغ 6 سنوات، مهما كانت الظروف»، مضيفة أن القطاع يعمل على تحسين ظروف التمدرس، وأعطيت الأولوية للابتدائي بحكم ارتفاع عددهم وانخفاضهم في الطور الثانوي، مؤكدة أن الحلول لمشكل الاكتظاظ ينبغي أن تكون بيداغوجية محضة.
ضرورة التكوين المتواصل للأساتذة
في هذا الصدد، شددت وزيرة التربية على التكوين الجيد للأساتذة والمرافقة للتعامل في القسم مع تزويده بالأدوات البيداغوجية، وحسبها فإن عدم مرافقة الأستاذ بتكوين جيد يجعلنا نتحصل على نتائج سلبية، كما أن نجاح المدرسة مرتبطة بنوعية الأساتذة والمفتشين، قائلة إن القطاع أولى أهمية للتكوين في الدخول المدرسي الماضي والذي سيتم تعميقه هذه السنة، بحيث يمس التكوين التمهيدي الجانب البيداغوجي وتعليمية المادة لتوجيه خريجي الجامعات طريقة التعامل مع التلاميذ داخل القسم في اليوم الأول من التمدرس، بحيث تم توظيف أكثر من 100 ألف أستاذ خلال 2016 و2017.
أشارت إلى أنه، ينبغي تحيين المحتوى والمعاملة والتكوين المتواصل لأن الأطفال اليوم لديهم ذكاء كبير في استخدام شبكة الانترنيت، وفي سؤال حول مشكل التسرب المدرسي، قالت بن غبريت إن القطاع عمل مع الديوان الوطني للتعليم عن بعد على إعادة توجيه هذه الفئة من التلاميذ الذين خرجوا من المدرسة برغباتهم، كما أن الوزارة بصدد تجسيد التوصيات العامة للاستشارة الوطنية للتقييم البيداغوجي، مبرزة أن الفشل المدرسي يؤدي للتخلي عن المدرسة.