مشروع شراكة مع وزارة التربية الوطنية في مجال التحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة، يتم إطلاقه مع بداية الموسم الدراسي الجديد، كشفت عنه وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، يرمي إلى ترسيخ التربية البيئية لدى الأجيال الصاعدة .
جددت الوزيرة زرواطي ، خلال إشرافها على افتتاح مشروع دراسة فعالية المركز المتكامل لمعالجة النفايات «حاميسي» ، تأكيدها على ضرورة تغيير النظرة لمعالجة المشاكل البيئية وفي مقدمتها مسالة تسيير النفايات التي ما تزال تطرح إشكالية، وتتطلب آليات وقبل ذلك تغيير الذهنيات، والنظر إلى البيئة كقضية تعني الجميع.
العاصمة تطرح 3000 طن من النفايات يوميا
قالت زرواطي في كلمتها «أردنا تعزيز أكثر الشراكة مع الكوريين عن طريق وكالة «كيتي»، من خلال مشروع الحاميسي بالعاصمة، باعتبار أن الأخيرة تعد واجهة البلد، وذلك من خلال نقل الخبرة الرائدة جدا لكوريا في مجال تسيير ومعالجة النفايات في هذه الولاية التي تفرز 3000 طن من النفايات يوميا .
وذكرت في تصريح للصحافة عقب اللقاء، أن العاصمة تتوفر على آليات وإمكانيات هائلة في هذا المجال، ويبقى من الضروري -حسبها - الانتقال إلى مرحلة أخرى، وهي «كيف نجعل من هذه النفايات موردا للطاقة وتكون خلاقة لمناصب الشغل نظرا للمادة الأولية الكثيرة والمتنوعة التي توفرها ويمكن إعادة تدويرها واستعمالها كمواد أولية، وتكون بديلا للمحروقات في إطار الاقتصاد الأخضر».
ولفتت في سياق متصل إلى أن هذه الورشة أمامها 10 أشهر لوضع كل الترتيبات المتعلقة بتجسيد هذا المشروع، الذي يندرج في إطار التسيير المدمج للنفايات، لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى إمكانية تعميمه إلى ولايات أخرى مستقبلا.
80 بالمائة من النفايات يمكن استرجاعها
وبالرغم من أهميتها في مجال تسير النفايات، إلا أن مراكز الردم التقني تعاني من مشاكل، حسب الوزيرة، التي أفادت أن عددا منها قد استنفذ طاقة استيعابه للكميات المتفاقمة من النفايات، التي يمكن استرجاع 80 بالمائة منها.
غير أن حل إشكالية المراكز التقنية يطرح بشدة «مسألة المرافقة في قضية التسيير المدمج «، وهنا ركزت الوزيرة على عملية الفرز الانتقائي التي تعد مرحلة أساسية في مسار معالجة النفايات وتثمينها، كما أنها تضمن استدامة عمل مراكز الردم التقني، ولذلك ترى أنه من الضروري إعادة النظر في كيفية تفعيل عمل هذه الأخيرة .
ومن جهته تحدث سفير جمهورية كوريا الجنوبية بالجزائر عن أهمية المشروع، الذي تساهم بلاده من خلاله في تقديم تجربة متطورة في مجال تسيير متكامل النفايات، من خلال تقنيات حديثة و متطورة، تعتمد على نقل الخبرة والمعرفة ، مشيرا إلى أن الشراكة هذه تكرس العمل الثنائي في مجال البيئة وإدارة النفايات .