يعرض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم المحاور الكبرى لسياسته الخارجية، في خطوة أعقبت اجتماع الحكومة درس فيه ما يعتبره إصلاحات معمقة للميزانية وقانون العمل، وتعتبره المعارضة انقلابا على المكاسب الاجتماعية، مدشنا بذلك موسما سياسيا مشحونا.
واستأنف ماكرون نشاطه الرئاسي، بعد انقضاء عطلته على وقع التراجع الكبير لشعبيته في استطلاعات الرأي، حيث حقّق أسوأ نتيجة مقارنه بسابقيه فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي.
وذكر بحسب للإليزيه: «لوضع الإصلاحات موضع التطبيق من الناحية العملية حول ثلاثة محاور كبرى: الإصلاحات الهيكلية التي تمت مباشرتها (قانون العمل ونظام التقاعد ومساعدات البطالة)، والخيارات بالنسبة للميزانية من أجل ترميم قدرة فرنسا الاستثمارية واستعراض خارطة العمل لكل من الوزارات خلال الولاية الرئاسية».
ووضع ماكرون رفقة رئيس حكومته إدوار فيليب لوضع اللمسات الأخيرة على عملية توزيع الميزانية بين مختلف الوزارات وتهيئة فريقه قبل بدء تطبيق أولى الإصلاحات الكبرى لولايته.
وكانت مراجعة الميزانية، قد فجّرت خلافا كبيرا بينه وبين قائد الأركان السابق بيير دوفيلييه، انتهى باستقالة الأخير، الذي رفض خفض قيمة معتبر من موازنة الدفاع، ولقي تضامنا كبيرا من قبل الفرنسيين ومن ذلك الحين بدأت شعبية ماكرون في التراجع.
والهدف بالنسبة إلى الرئيس الذي تتراجع شعبيته حسب استطلاعات الرأي، هو ضمان تماسك الفريق الحكومي في وقت يتحتم على فريقه اتخاذ تدابير هامة لتحقيق مدخرات من أجل تمويل إصلاحاته، مع الالتزام بهدفه خفض العجز في ميزانية فرنسا إلى ما دون عتبة 3 بالمئة.
وفي أول استحقاق تواجهه، تعرض الحكومة الخميس غداة أول مجلس وزراء مع استئناف العمل بعد العطلة الصيفية القرارات الحكومية حول تعديل قانون العمل، والتي تثير تنديدا واسعا من قبل النقابات والأحزاب المعارضة.
وسيواجه الرئيس أول تظاهرة ضخمة في 12 سبتمبر احتجاجا على التغييرات المنتظرة، فيما أعلن حزب «فرنسا الأبية» بزعامة جان لوك ميلنشون يوم تعبئة في 23 سبتمبر ليكون بمثابة «اختبار وطني» ضد «الانقلاب الاجتماعي» الذي تتهم ماكرون بتنفيذه.
هولاند: «كفى تضحيات»
وفي مطلع الأسبوع خرج الرئيس السابق فرنسوا هولاند لأول مرة عن الحياد الذي يلزمه منذ خروجه من الإليزيه، ليناشد وزيره السابق وخلفه «ألا يطلب من الفرنسيين تضحيات لا تأتي بفائدة».
وتوقّع رئيس كتلة «اليسار الجديد» (الكتلة الاشتراكية سابقا) أوليفييه فور «عودة معقدة» للرئيس بعد العطلة الصيفية. من جهته قال الأمين العام لنقابة «الكونفدرالية العامة للعمل» فيليب مارتينيه إن الرئيس يظن الفرنسيين «بلهاء».
السياسة الخارجية
ويعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم المحاور الكبرى لسياسته الخارجية، بعد بدايات على الساحة الدولية تضمنت خطوات ملفتة ومبادرات غير متوقعة أثارت الإعجاب أو الاستياء وما زال يتعين التثبت من نتائجها الملموسة.
وفي ظرف أقل من أربعة أشهر في السلطة، تمّكن ماكرون الحديث العهد في السياسة الخارجية، من لفت الأنظار على الساحة الدولية، متبنيا مواقف تراوحت بين المجاملة والحزم وصولا إلى الشجب الشديد اللهجة، على خلفية القانون الأوروبي للعمال الأجانب، لتتهمه واتهمته رئيسة حكومة بولندا بـ «العجرفة».