طباعة هذه الصفحة

أشعة الشمس الزرقاء علاج جديد..

تعد أشعة الشمس مصدراً جيداً للحصول على فيتامين «د»، ويوصي الأطباء بتعرض الأطفال حتى عمر سنتين إلى أشعة الشمس، والمراهقين في سن البلوغ، لأن ذلك يساعد على الوقاية من مرض لين العظام الذي يهاجم المرحلتين، نتيجة الوتيرة السريعة في النمو والتي تحتاج إلى كالسيوم وفسفور لإمداد الجسم بما يحتاجه في هذه المراحل، والجديد في هذا الموضوع توصل دراسة جديدة إلى أن أشعة الشمس تساعد على تقوية الخلايا التائية التي تتكون من مجموعة الخلايا اللمفية الموجودة بالدم، والتي لها تأثير كبير في تعزيز المناعة الخلوية للأشخاص، حيث وجدت الدراسة أن المستويات البسيطة من الضوء الأزرق الصادر من أشعة الشمس، تسبب تحرك الخلايا التائية بدرجة أسرع، لأنه من المفترض أن تكون الخلايا التائية سريعة الحركة في عملها، سواء كانت خلايا مساعدة أو محاربة، حتى تصل إلى أماكن الالتهابات بوتيرة سريعة لتنظيم عملية الاستجابة والمقاومة.
كشفت هذه الدراسة أن أشعة الشمس تنشط الخلايا المناعية بصورة مباشرة، مما يجعل تحركها أسرع نتيجة اختراق الضوء الأزرق للطبقة الثانية من الجلد والوصول إلى طبقة الأدمة، وتبين ذلك بواسطة تتبع المسار الجزيئي المنشط بواسطة الضوء، والخلايا التائية التي أجريت عليها الدراسة لم تكن خلايا تائية جلدية، ورغم ذلك فإن الجلد يحتوي على عدد كبير من هذه الخلايا يصل إلى ضعف عدد الخلايا الموجودة بالدم، ويحتاج هذا الكشف لمزيد من المعرفة والتفاصيل حول نشاط الخلايا التائية، ولو ثبت أن تأثيره ينصب فقط على تعزيز الاستجابة المناعية دون أضرار جانبية، فسوف يعتبر ذلك فتحاً جديداً في علاج المرضى باستخدام الضوء الأزرق لتعزيز دور جهاز المناعة لدى الأشخاص المصابين بالأمراض من أجل الوصول إلى درجة الشفاء.
 تستجيب الخلايا التائية لسرعة التحرك ونجدة الأجزاء المصابة من الجسم عن طريق تكوين مركب بيروكسيد الهيدروجين، والذي له دور كبير في تنشيط إشارة المسار لهذه الخلايا، مما يرفع من معدلات سرعة تحرك هذه الخلايا التائية، وفي هذه الدراسة اكتشف الباحثون أن أشعة الشمس تعمل على إنتاج مركب بيروكسيد الهيدروجين داخل الخلايا التائية، كما تقوم بتصنيعه خلايا الدم البيضاء أيضا عند الشعور بوجود خطر جسم دخيل أو التهابات، وذلك لتسرع من تحرك الخلايا التائية وخلايا المناعة الأخرى للقضاء على الجراثيم وتقوية المناعة في هذه المنطقة المصابة، أي تصنع هذا المركب كنوع من النداء والاستغاثة بالخلايا التائية والمناعية للقيام بدورها وهو ما يعزز عمل المناعة ويقويها.