طباعة هذه الصفحة

مشيدة بموقف الجزائر المساند لتقرير المصير

أمينتو حيدر: نطالب بآلية أممية لمراقبة انتهاكات المغرب

حمزة محصول

المينورسو شاهد دولي معصوب العينين

أكدت الناشطة الحقوقية والمناضلية الصحراوية أمينتو حيدر، أن الدولة المغربية سعت دائما لإبادة العنصر الصحراوي وإسكات صوته بأبشع الوسائل الممكنة، وطالبت بآلية أممية لمراقبة الانتهاكات والتبليغ عنها، واعتبرت بعثة المينورسو شاهدا دوليا معصوب العينين.
وأضافت امينة حيدر أنها فخورة دوما بزيارة الجزائر التي وقفت إلى جانب الكفاح الصحراوي لتقرير المصير.
قالت أمينتو حيدر، أمس، إن الاحتلال المغربي، ومنذ اليوم الأول لاحتلاله الصحراء الغربية وضع هدفا أساسيا « هو القضاء على العنصر الصحراوي بالمنطقة، بكل ما أتيح من قوة».
وأوضحت، في ندوة صحفية، بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، المملكة المغربية استخدمت وسائل قمعية جهنمية لإبادة الشعب الصحراوي، «حيث قامت برمي الأحياء في القبور، والقتل الجماعي وتسميم الآبار والتعذيب الجسدي والنفسي الرهيب».
وأكدت المناضلة الحقوقية، بأن الذنب الوحيد للشعب الصحراوي في نظر الاحتلال المغربي، يتمثل في مطالبته بالعيش بحرية وكرامة.
واستطردت رئيسة جمعية، «تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان (كوديسا)»، بأن أساليب القمع الوحشي، لم تثني الصحراويين عن مواصلة الكفاح بشتى الوسائل المشروعة، سواء خلال سنوات النار والرصاص، أو بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991.
وروت المناضلة حيدر، تعرضها رفقة الآلاف من الصحراويين للاعتقال عن طريق الاختطاف والزج بهم في معتقلات ومخابئ سرية، أين تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي بأساليب جهنمية، اضطرتها لإجراء عدة عمليات جراحية.
وقالت «في 2005 اختطفت مرة أخرى من المستشفى على أساس أنني رئيسة عصابة مجرمة أضرم النار وأحرض الشباب، ومثلي غيري اعتقلنا ووضعنا في زنزانات انفرادية دون محاكمة».
وأكدت سعي النشطاء الصحراويين منذ منتصف التسعينات، لكسر الحصار الإعلامي الذي يفرضه المغرب على المناطق المحتلة وفضحه امام الرأي العام الدولي.
280 ضحية
وفي السياق، كشفت أمينتو حيدر أن جمعية تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (كوديسا)، التي ترأسها والمحظورة من قبل سلطات الاحتلال المغربين أحصت منذ منذ جانفي الماضي إلى منتصف أوت الجاري، 225 مظاهرة منعت بالقوة والعنف من قبل قوات الأمن المغربية.
وأكدت أن تلك الوقفات كانت مخصصة للمطالبة بالاستقلال وتقرير المصير، والتنديد بنهب الثروات الطبيعية الصحراوية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وكشفت عن سقوط 280 ضحية جراء التعنيف، من بينهم أطفال، نساء، شيوخ ومعاقين، مشيرة إلى اعتماد الأجهزة القمعية المغربية للصعق الكهربائي والاعتداءات الجسدية على الأشخاص وتحطيم وحرق الممتلكات ومصادرتها.
وخلال الفترة ذاتها، سجلت الجمعية 105 اعتقال تعسفي لشباب وشابات أحيل بعضهم على السجون فيما أطلق سراح البقية بعض التعرض لأبشع صور التنكيل والتعذيب، وبلغت حالات سوء المعاملة داخل السجون بالوضع داخل الزنزانات الانفرادية والتعذيب 44 حالة.
وأدانت أمينتو حيدر الأحكام التي وصفتها بـ»القاسية» والجائرة في حق المعتقلين السياسيين الصحراويين، مجموعتي اكديم ازيك والصف الطلابي.
توثيق الانتهاكات
ولا يكفي فضح الممارسات القمعية والتعسفية للاحتلال المغربي، حسب أمينتو حيدر كسر الحصار الإعلامي، بل يجب أن تتدخل الأمم المتحدة بشكل ناجع عبر إنشاء آلية أممية تتولى مراقبة الانتهاكات والتبليغ عنها.
وانتقدت حيدر بعثة المينورسو، لأنها «فشلت في تنفيذ مهمتهما الأساسية والمتمثلة في تنظيم استفتاء تقرير المصير ولم تستطيع حماية الشعب الصحراوي من قمع المحتل المغربي».
ووصفت البعثة بأنها «شاهد دولي معصوب العينين»، وأكدت أنه لا يمكن للشعب الصحراوي التواصل معها ولا حتى الاقتراب منها.
ترحيب بالمبعوث الأممي
في المقابل، رحبت أمينتو حيدر بتعيين الأمين العام للأمم المتحدة، للرئيس الألماني السابق هوريست كوهلر، كمبعوث خاص للصحراء الغربية، وعبرت عن املها في أن ينجح في إطلاق المفاوضات مع الطرف المغربي، والضغط على فرنسا باعتبارها أكبر عقبة أمام تنفيذ الشرعية الدولية.
وأفادت، في سياق منفصل، أن قرار المحكمة الأوروبية حول ثروات الصحراء الغربية، شكل انتصار كبيرا للقضية العادلة، غير أن «بعض الدول الحليفة للمغرب لازالت تمارس أنشطتها بأساليب أخرى وبالتحايل على قرار المحكمة».