بضع أيام بقيت قبل أن يغلق باب المشاركة في الطبعة السادسة من المهرجان المغاربي للمسرح بالوادي، الذي تنظّمه جمعية عشّاق الخشبة للفنون المسرحية. ويتعين على الفرق العربية الراغبة في الترشح وإرسال مشاركاتها في أجل أقصاه يوم الأربعاء 30 أوت الجاري، وأرسلت قرابة 35 فرقة من تسع دول بما فيها الجزائر ملفات المشاركة في هذه الطبعة التي سترفع إلى روح الفنان الراحل محمّد ونيش.
أكّد محافظ المهرجان المغاربي للمسرح، المخرج المسرحي نبيل مسعي لـ»الشعب»، بأنّ إدارة المهرجان قد تلقت إلى حدّ الآن طلبات قرابة الـ 35 فرقة مسرحية، تمثل تسع دول هي تونس، المغرب، ليبيا، فلسطين، الأردن، العراق، السودان ومصر. وأصرّ محدّثنا على أن محافظة المهرجان، الذي ستحتضنه ولاية الوادي شهر فبراير المقبل، حريصة على انتقاء العروض المشاركة بعناية لتكون في مستوى التظاهرة.
كما تحدّث مسعي عن إمكانية مشاركة دولة أوروبية مثل فرنسا أو إسبانيا كضيف شرف، على سبيل الفائدة والاحتكاك، الذي من شأنه أن يعود بالفائدة على الفرق المسرحية المشاركة. وأضاف بأن التظاهرة ستهدى إلى روح الفنان الراحل محمد ونيش، عرفانا بما قدمه للفن الجزائري.
وسبق لمحافظ المهرجان أن أكّد، في تصريح له قبل شهر تقريبا، بأن هذه الطبعة «ستكون متميّزة جدا وثقيلة من حيث الضيوف ولجنة التحكيم، كما ستخصّص ورشات تكوينية تشمل التمثيل الإخراج وغيرها من التخصصات التي تعنى بالمسرح».
ودعا مسعي الفرق العربية الراغبة في الترشح إلى تحميل استمارات المشاركة من على صفحة المهرجان على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك «مهرجان المسرح المغاربي بالجزائر ولاية الوادي»، وتتضمّن البطاقة الفنية عن الفرقة معلومات على غرار اسم الجمعية، تاريخ تأسيسها، رئيس الجمعية، أرقام الهواتف، اسم المسرحية، المخرج، كاتب النص، عدد الممثلين، وملخص المسرحية. أما البطاقة الفنية للمسرحية فتتضمن اسم الجمعية، عنوان المسرحية، نوعهـا، المؤلف، المخرج، عدد الممثلين بالتفصيل على أساس النوع (الذكور والإناث)، مـــدة العـــرض، ومدة تركيب الديكور. فيما نجد في البطاقة التقنية للجمعية: اسم الجمعية، تاريخ التأسيس، العنـوان، البريد الالكتروني، الهاتف، الفقرة التي ستشارك بها الجمعية على هامش المهرجان.
وكانت الدورة السابقة، التي حملت اسم «كاتب ياسين» واحتفت بالفنان الموسيقار نوبلي فاضل، قد شهدت مشاركة 11 فرقة اختيرت من ضمن 45 طلب مشاركة، وتخللها عروض لمسرح الشارع، وكذا «نوافذ على الشعر المغاربي» ومعرض فنون تشكيلية ومحاضرات. فيما حملت الطبعة الرابعة 2015 شعار «من أجل مسرح صانع لثقافة التسامح والسلم»، ورُفعت إلى روح فقيد السينما والمسرح الجزائري سيد علي كويرات الذي توفي تلك السنة، نظير ما قدمه للساحة الفنية الجزائرية من أعمال مسرحية وسينمائية. ومما ميّز تلك الطبعة إطلاق جائزة فلسطين للإبداع المسرحي لأفضل عرض مسرحي بالمهرجان، وتم ذلك بالتنسيق مع الدكتور نادر القنا. أما الطبعة الثالثة، التي سجلت مشاركة 14 فرقة عربية، فكرّمت كلا من الراحل امحمد بن ڤطاف وإسماعيل غربي من الجزائر، عبد الكريم برشيد من المغرب والمخرج العراقي سلام الصكر.
وتُرصد سبع جوائز لمكافأة العروض المسرحية المقدمة، تتمثل في أفضل عرض متكامل، أفضل إخراج، أفضل نص، أفضل سينوغرافيا، أفضل ديكور، أحسن ممثل وممثلة، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم.
يذكر أنّ جمعية عشاق الخشبة للفنون المسرحية، التي يرأسها حاليا أحمد عمراني، تشرف على تنظيم هذا المهرجان المسرحي الذي تعدت سمعته إقليم ولاية الوادي، بل وحدود الوطن، وتمكّن من أن يصير موعدا هاما في رزنامة التظاهرات التي تعنى بالفن الرابع. ويبقى المهرجان ينتظر دعم قطاع الأعمال والمموّلين، الذين سيسهمون بذلك في التنمية المحلية لوادي سوف، إن ثقافيا أو حتى سياحيا وتجاريا، نظرا للإشهار الذي من شأن هذه التظاهرة الدولية أن توفره للمنطقة.