اختتمت الطبعة الثالثة للأيام الوطنية التشكيلية ميلود بوكرش بدار الثقافة كاتب ياسين بسيدي بلعباس بعد سنوات من الغياب عادت الطبعة لتخلد روح فقيد الفن التشكيلي بالمنطقة وأحد أبرز فنانيها المرحوم بوذراع نورالدين.
عاش جمهور الفن التشكيلي والمهتمين به على مدار الأربعة أيام أجواء فنية جمعت بين جمالية اللوحات، الألوان وتعابيرها وبين المعارف الفنية التي قدمها مختصون وأكاديميون في محاضرات قيمة.
كانت الفرصة سانحة للمشاركين الذين فاق عددهم 30 فنانا من مختلف ولايات الوطن بتبادل الخبرات الفنية والتعارف، كما سمحت لهم أيضا بعرض لوحتين من أعمالهم في معرض عام شكل زخرفة فنية نادرة تجاورت فيها المدارس بمختلف أنواعها وتزاحمت فيها الرسائل الفنية التي عكست رؤيا كل فنان وتوجهاته .
أكّد الفنان فريد داز رئيس جمعية البصمة للفنون التشكيلية المنظمة للتظاهرة الفنية سعي الجمعية للحفاظ على الفن التشكيلي وترقيته من خلال خلق تظاهرات تشاركية تجمع فنانين من مختلف الولايات لترسيخ هذه الثقافة والنهوض بهذا النوع من الفنون مع تشجيع المواهب والقدرات الفنية الشابة والعناية بها. وأضاف أن الجمعية وبفضل مسيرتها الفنية التي قاربت 20 سنة استطاعت أن تصنع للولاية إسما وسط الحقل الفني التشكيلي ومحطة فنية يسعى كل فنان النزول عندها والتعامل مع فنانيها، كما تمكّنت الجمعية من إزالة الغبار عن أحد أهم رواد الفن التشكيلي بالولاية ميلود بوكرش، الذي عاش على الهامش لسنوات قبل أن يفارق الحياة سنة 1979 بفرنسا تاركا وراءه إرثا فنيا كبيرا لا يزال غامضا لدى الكثيرين، وهو ما تسعى الجمعية لإبرازه والتعريف به للجمهور والفنانين التشكيليين داخل وخارج الوطن.
وكان للجانب العلمي الإكاديمي نصيب من التظاهرة الفنية، حيث قدّمت الأستاذة عزيزة شرارد من جامعة الجزائر3 مختصة في الأدب المقارن، ولعب الفن التشكيلي قراءة في لوحات أيقونة فن المنمنمات محمد راسم تحت عنوان التراث وعلاقته بالفن أين شرحت البعض من أعماله الخالدة كليلة رمضانية، داخل المسجد وزفاف جزائري، وتزيين عروس. وعن اختيارها لموضوع الملامح التراثية في التشكيل الجزائري، أكدت أن لهذه اللوحات كما للأعمال الأدبية دور هام في المحافظة على الهوية الجزائرية، فدراسة العلاقات، التوافقات والإختلافات بين اللوحات والأعمال الأدبية يصل إلى ما يسمى بزواج المتعة بين الفنون عامة وخصوصا ما تعلق بالمادة التراثية.
ومن جهته، الفنان مصطفى بوسنة ألقى محاضرة بعنوان السوق العالمية للفن، إلى جانب الفنان فريد داز الذي قدّم مداخلة حول الفن المغاربي نظرة مستقبلية أين تطرق لمآثر الفنانين المرحومين ميلود بوكرش ونور الدين بوذراع.