تنظم المدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها أبوابا مفتوحة تتواصل على مدى ثلاثة أيام على أن تختتم يوم غد الخميس، وذلك بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة. تهدف هذه الأبواب المفتوحة التي انطلقت صبيحة أمس الثلاثاء إلى التعريف بشروط الالتحاق بهذه المدرسة، التابعة لكل من وزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي، وكذا المادة العلمية والتكوينية التي تقترحها على المترشحين للالتحاق بها.
التقينا السيدة أمال جنيدي، الأستاذة بالمدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها، والمشرفة على هذه الأبواب المفتوحة، وأكدت لنا أن السنة الدراسية 2017 – 2018 ستمثل الدخول الدراسي السادس لهذه المدرسة، التي شهدت ارتفاعا مطّردا في عدد الطلبة الملتحقين بها، فبعد أن كان عددهم لا يتجاوز 4 طلبة في السنة الأولى، بلغ إجمالي عددهم اليوم 20 طالبا.
وتقترح المدرسة تكوين «ليسانس ماستر دكتوراه»(أل أم دي) ككلّ المؤسسات الجامعية الأخرى، وينتظر أن تفتح أقسام ماستر مطلع هذه السنة الجامعية، ويبقى الأمر مرهونا بصدور النصوص التنظيمية والقانونية الخاصة بذلك.
وتضيف الباحثة والفنانة التشكيلية أمال جنيدي، أستاذة تاريخ الفن الحديث والمعاصر والرسم الفني بالمدرسة، بأن هذه الأخيرة تضم قرابة 15 أستاذا في مختلف التخصصات، التي نجدها في الغالب ذات علاقة بحفظ الممتلكات الفنية، كما نجد مادة تتعلق بـ»ما بعد الحفريات»، وأخرى تتمحور حول علمي الفيزياء والكيمياء.
ويتمحور التكوين المقترح حول العلوم الإنسانية كتاريخ الفن، تاريخ تقنيات البناء، تاريخ الترميم والحفظ، وأيضا حول علوم المادة، من الرياضيات والكيمياء والفيزياء والبيولوجيا، إلى حفظ التراث أي منهجية وأخلاقيات الحفظ الوقائي والترميم. كما تقترح المدرسة خدماتها في التكوين المتواصل، في شكل دورات الرسكلة وتطوير القدرات في فائدة المهنيين ذوي العلاقة بمجال التخصص، كالمهندسين وتقنيي الحفظ والترميم.
ومن التخصصات الأخرى التي تقترب من مجال اختصاص هذه المدرسة، نجد الهندسة المعمارية التي تقترح بعض معاهدها تكوين ماستر في التراث، ولكن يبقى مجال تكوين المدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها متميزا ومتفردا عن التخصصات الأخرى، فهو يهتم بالحفاظ على ما هو كائن أصلا، على عكس الهندسة المعمارية مثلا التي تعنى بإنشاء ما لم يوجد بعد.
ومن الشروط الواجب توفرها في الطلبة المترشحين للالتحاق بالمدرسة، حصولهم على شهادة البكالوريا في شعب الرياضيات، التقنيات الرياضية وكذا العلوم التجريبية، وذلك بمعدل لا يقلّ عن 11 من عشرين. ويشارك الطلبة الذين تتوفر فيهم الشروط في مسابقة ستُجرى يوم 10 سبتمبر المقبل، حيث يجرون امتحانا كتابيا في الفيزياء والكيمياء (المعامل 1) وامتحانا في الثقافة العامة (المعامل 1).
وللتمكن من المشاركة في المسابقة، يجب إيداع ملف يتكون من طلب خطي، نسخة من شهادة البكالوريا، ونسخة من كشف النقاط في امتحان البكالوريا، وشهادة ميلاد و4 صور شمسية، وظرفين بريديين معنونين، وذلك قبل تاريخ 31 من شهر أوت الجاري.
ويفتح التكوين في هذه المدرسة آفاق العمل للمتخرجين كملحقي حفظ أو ترميم في المؤسسات الوطنية التابعة لوزارة الثقافة، على غرار ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، مديريات الثقافة، المواقع الأثرية، المتاحف الوطنية والجهوية، الحظائر الثقافية وغيرها.
للإشارة فإن المدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها هي مؤسسة عمومية ذات طابع علمي، ثقافي ومهني، تأسست في 21 أكتوبر 2008 بموجب مرسوم تنفيذي، وهي «مدرسة خارج الجامعة»، موضوعة تحت الوصاية الإدارية لوزارة الثقافة، وتحت الوصاية البيداغوجية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.