كشف المجاهد سلطان محمد بن علي الساكن ببلدية بوشطاطة أن الشهيد البطل زيغود يوسف بعد هجمات 20 أوت 55 اختار منطقة الكدية بأعالي جبل الزمان التي تم بها رسم الهجمات، حيث بقي بتلك المنطقة أكثر من 06 أشهر، وذلك لوجودها بمنطقة مؤمنة وإستراتيجية، وكانت عبارة عن مركز انطلاقها، وأحرقتها السلطات الاستعمارية اكثر من مرة.
وأشار المجاهد سلطان أن الكدية كانت بالنسبة للشهيد زيغود يوسف المكان المفضل للتحضير للعمليات العسكرية ضد جنود المحتل، خصوصا وأنها تحتل مركزا استراتيجيا، وبها مفترق الطرق المؤدية لمدينة سكيكدة، والقل عن طريق قرية عين الشرايع بتمالوس، أو عن طريق الطمر الذي يربط بلديتي الحدائق وبوشطاطة.
عن مشاركته بهجمات 20 أوت 55، رفقة 150 مجاهد ومسبل اتجهوا إلى جهة لعواودة قرب «سيدي زرزور» عند مفترق الطرق المؤدي إلى عين الزويت والقل قال عمي محمد:» كنا متوجهين إلى سيدي احمد بسكيكدة، لوجود الكولون بتلك المنطقة ومن المفترض بدء الهجوم عندها. وبعد أن انكشفت العملية بمنطقة الزفزاف، انتشرت قوة كبيرة من عساكر العدو، مما حال دون إتمام مهمتنا خصوصا وأننا لا توجد لدينا أسلحة».
وأضاف سلطان أن العدو أرسل طائرة لقنبلة المنزل الذي كان لعائلة سلطان بالكدية، إلا أنها أخطأت الهدف وقنبلت مجموعة من السكان، البعض منهم كان قادما من المدينة».
قال محمد إن منطقة الكدية كانت مركزا للثورة وقبلة لوفود المجاهدين من كل المناطق»، وذكر لنا المجاهد عملية عسكرية هامة وقعت ليس ببعيد عن هذه المنطقة، بـ»طهر فارس» حيث التحم أفراد جيش التحرير مع جنود العدو في معركة غير متكافئة إلا أن المجاهدين وقفوا ندا للترسانة العسكرية الضخمة، وتمكنوا من إلحاق الخسائر في صفوفه رغم التغطية من قبل طائرات العدو، حيث قارب عدد جنود جيش التحرير 20 فردا، وقد استشهد البعض منهم على غرار لبديوي، وسلطان محمد، وذلك خلال سنة 1956، بعد هجمات 20 أوت 55».
وأضاف سلطان أنه قرر الذهاب إلى فرنسا بتاريخ 12 مارس 1957، وكان له ذلك بعد أن تم توقيفه بباب قسنطينة، بتهمة أنه مبعوث من قبل محمود بوشطاطة وسلطان عيسى، حيث أخذوا حقائبه وتم تعذيبه، وبعدها أطلقوا سراحه.
بعدها سافر إلى فرنسا، حيث استمر في النضال ضمن فدرالية جبهة التحرير الوطني، في جمع الاشتراكات وحضور الاجتماعات التي كانت تقام هناك لدعم الثورة ماديا ومعنويا إلى غاية نيل الاستقلال».
مع العلم المجاهد محمد سلطان من مواليد ديسمبر1933، ناضل من قبل اندلاع الثورة، وكلف حينها بجمع الاشتراكات، والمشاركة بالاجتماعات التي مهدت للثورة في التوعية بمنطقة الكدية.
سكيكدة: خالد العيفة