شيع المئات، مساء الجمعة، جنازة عبد الحفيظ الحداد، سائق الطاكسي الذي بات يوصف بالشهيد الثاني في “حراك الريف” بعد عماد العتابي، وسط تعتيم السلطات حول توقيت ومكان تشييعه، ووسط تزييفها للحقائق وادعائها بأنه لقي حتفه بسبب المرض في حين أن الغاز المسيّل للدموع كان السبب الرئيسيفي مصرعه.
وتقرر دفنه بعد مفاوضات عسيرة بين عائلة الضحية والسلطات، لكي لا يتم تكرار سيناريو أحداث جنازة عماد العتابي.
ونظم المشيعون مسيرة احتجاجية مباشرة بعد دفن الحداد، للتنديد بوفاة من أسموه بـ “ثاني شهيد” لحراك الريف، رافعين شعارات تحمل الدولة مسؤولية وفاته.
وكانت أقوى الشعارات التي رفعها المحتجون للتنديد بوفاة الحداد،”الجماهير انضموا انضموا والشهيد ضحى بدمو”، و«الحداد مات مقتول والمخزن هو المسؤول”، و«مجرمون مجرمون قتلة إرهابيون”.
ولم يفوت المحتجون الفرصة، للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحراك الشعبي بالريف، وبرفع “العسكرة” عن منطقة الريف، رافعين شعار “الموت ولا المذلة”.
وكشف المحامي عبد الصادق البوشتاوي أن “هناك تعتيما خطيرا بخصوص قضية الحداد، ولا نعرف لحدود الآن ما سنقوم به من خطوات مقبلة بفعل الأزمة الحادة التي تمر بها زوجة الضحية”، مردفا أن “الزوجة لا حول ولا قوة لها ومغلوبة على أمرها”.
وحسب ما صرح به المحامي، فإن عبد الحفيظ الحداد الساكن بحي سيدي منصور، متزوج وأب لثلاثة أبناء سائق سيارة الأجرة كان يوجد في غيبوبة تامة بقسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة نتيجة الاختناق بسبب استنشاقه للغازات المسيلة للدموع التي استخدمتها قوات المخزن لتفريق المحتجين.
وكعادته وحتى يبعد الجريمة عن عاتقه زعم الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة أن سبب وفاة الحداد يرجع إلى إصابته بمرض الربو، لكن هذه المزاعم والأكاذيب لا تنطلي على أحد.
من ناحية ثانية أكد وائل الأصريحي، وهو شقيق الناشط بحراك الريف المعتقل بسجن عكاشة، أن كلا من ناصر الزفزافي وعددا من المعتقلين المتواجدين بالسجن المذكور بالدار البيضاء يخوضون إضرابا عن الطعام منذ الأربعاء الماضي.
وعزا الأصريحي في تدوينة عبر حسابه بموقع “فيسبوك” أسباب خوض 12 معتقلا للإضراب عن الطعام، إلى قساوة الحراس في تعاملهم معهم، ومنع مدير السجن منحهم حقهم في الاستراحة الجماعية، فمند أن تم نقلهم إلى الجناح 6 - كما قال شقيق الزفزافي- لم يبرحوا زنزاناتهم، وهم يتعرضون لمختلف أنواع المعاملة المهينة والقاسية.