تعتزم جبهة المستقبل الدخول في المعترك الانتخابي المحلي المقبل بكل ثقة معولة في ذلك على وعائها الانتخابي الذي ثبّت من خلال مشاركته في الاستحقاقات السابقة وجوده، حيث أكد رئيسها عبد العزيز بلعيد أن حظوظهم كبيرة انطلاقا من أن هذا السباق غير مغلق على مستوى البلديات لاسيما الصغيرة منها، حيث استند إلى النتائج المحققة والتي لا تترجم حسبه سوى أنهم نجحوا في إقناع الشعب الجزائري ببرنامجهم السياسي.
أكد بلعيد في كلمة له بأشغال الطبعة الخامسة للجامعة الصيفية للحزب بقرية الفنانين بزرالدة، والتي جاءت تحت شعار الحوكمة والتنمية المستدامة ...رهانات المستقبل»، أن الموعد الانتخابي القادم يقتضي تكثيف العمل التوعوي مع توضيح النهج السياسي للحزب للمواطنين وشرح كل الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية التي يتضمنها واعتماد أسلوب الصراحة و التركيز على العمل الجواري لأن المناضلين سيكونون وجها لوجه مع المواطن.
أوضح رئيس جبهة المستقبل أن شعار الجامعة الصيفية لم يأت اعتباطيا بل هو في صلب الحدث السياسي و الاقتصادي في البلد، مشيرا إلى ضرورة إيجاد حلول واقعية للخروج من الأزمة والمشاركة في ترقية الاقتصاد، والذي لن يكون - حسبه- إلا بتثمين العنصر البشري و بناء مؤسسات دولة على أساس قيم ديمقراطية من خلال اعتماد مبدأ التشاركية واحترام حقوق الإنسان .
في هذا السياق شدد بلعيد على ضرورة عدم حصر الحوكمة في خطاب سياسي ولا في لقاءات وطنية أو جهوية أو دولية ولا في مجرد مبدأ حسن نية، بل بالاستفادة من التجارب والأخطاء المرتكبة في السابق والانطلاق في التعاون مع مختلف القوى الوطنية الفاعلة في عمل استشرافي» مؤكدا، ما يمنح -حسبه - للمسؤولين عن الشؤون الاقتصادية والسياسية للبلاد القدرة على تسيير جيد للشؤون العامة وتقديم ما تحتاجه من تعديلات هيكلية ومؤسساتية ومالية للتسيير المالي للاقتصاد الوطني.
وفي المقابل اشترط بلعيد بروز مجتمع مدني واع برهانات الحاضر قادر على إطلاق رؤية استشرافية مستقبلية والالتفاف حول أهداف تنموية، بشكل يساهم في بناء الجزائر لا خرابها، و من هذا المنطلق أوضح أن حزبه ليس من دعاة التشاؤم وليس من يبائعي الأمنيات بل يركز و يساند كل ما يحول دون انهيار الجزائر، والبداية حسبه تكون بفتح حوار وطني سياسي صريح وصادق بين مختلف مكونات الطبقة السياسية للمساهمة في إيجاد حلول جدية للأزمة التي تعاني منها البلاد.
في هذا الإطار أوضح رئيس جبهة المستقبل أن الحوار الصريح والتشاور وسيلة للتعامل في الحياة السياسية بين السلطة والمعارضة ولكن دون أفكار مسبقة وعنوان للعمل السياسي ووسيلة حضارية للتعامل بين كل الأطراف الفاعلة.
وحول التغيير الحكومي الأخير، اعتبره بلعيد نتيجة طبيعية للأزمة السياسية و الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، وتدخل في إطار التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة، معربا عن أسفه لغياب رؤية أو مخطط جاد وموضوعي استشرافي للخروج من الأزمة، غير أنه قال سننتظر ما سيأتي به الوافد الجديد القديم فإن جاء بما يخدم الجزائر سنوافق على برنامجه وإن كان يحتاج الدعم سندعمه وإن كان يبيع الأمنيات سنمتنع، آملا في أن يرتكز البرنامج على ثلاث نقاط هامة تركز على ما يجب عمله، والإمكانيات الموجودة وآليات تحقيقه، وتحديد الآجال لذلك.