طباعة هذه الصفحة

تنظّمه كلية الآداب واللّغات بجامعة برج بوعريريج

المنجـز الفكــــري والأدبي للشّيـــخ الإبراهيمي في الملتقى الدولي

أسامة إفراح

تعكف كلية الآداب واللّغات بجامعة محمد البشير الإبراهيمي برج بوعريريج على التحضير للملتقى الدولي “المنجز الفكري والأدبي في آثار محمد البشير الإبراهيمي”، الذي سينعقد في 20 و21 فيفري المقبل. وقد فتحت اللجنة التنظيمية باب المشاركة وإرسال ملخصات البحوث، وهذا إلى غاية نهاية الشهر الداخل. ويحاول الملتقى تسليط الضوء على جانب آخر من إسهامات الشيخ الإبراهيمي، من الخطاب الأدبي والعقلاني والحضاري، إلى مسائل الهوية، الدين، الوطن والحرية.
ترمي هذه التظاهرة العلمية إلى حوار الإبراهيمي في زاوية استعماله للعقل وإتقانه لفعل التفلسف، وذلك في قراءة كتاباته بعيدا عن المصادرات الوصفية بحدّ “المشيخة وخطاب الإصلاح”، إلى جانب محاولة تأويل خطابه الأدبي المفضي تشكلا ودلالة إلى مجموعة من القضايا الشائكة المحلية والعالمية في ظلّ مرحلة تاريخية مخصوصة عايشها الإبراهيمي واستكتب فهمه لها.
وعن سبب اختيار هذا الموضوع، يقول منظمو الملتقى إن الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، الذي يعدّ واحدا من كبار علماء الجزائر، بسيرته ونضاله الغنيين عن التعريف، يحدث أن تتعرّفه دوائر التلقي ومؤسسات التعليم وفضاءات الإعلام العام في الغالب على أنّه شيخ ومفكّر إصلاحي، وهو ما “وطّنه في حدّ من الفهم ينفي عنه صفات كثيرة قالها فكره وكتابه، فلا يُعرف بالتفلسف وقد فعل، ولا يُعرف بالخطاب الأدبي وقد كان، ولا يُذكر في براعته المنطقية الجمالية وقد شهدت مقولاته وآثاره.. فالإبراهيمي الشيخ كثيرا ما يحجب الإبراهيمي المفكر والبرهاني، والإبراهيمي المصلح كثيرا ما يخفي الإبراهيمي الأديب”.
ويضيف المنظّمون بأنه لا أحد يجادل في أنّ فكر الإبراهيمي وحياته كان لهما محور ناظم ومدار واضح، ذلك هو الوطن بكلّ ما قام به وما احتواه، فالجزائر تاريخا وثقافة ودينا ولغة وحضارة وشعبا، كانت الأرض التّي استنبتت هذا العقل الفصيح حجاجا وخطابا، ولعلّ جوهر الوطن كما فهمه واستفهمه الإبراهيمي كان “الإنسان في حدّه الجزائري والإسلامي انتماء، إذ حشد الإبراهيمي في كلّ كتاباته متحققات الإجابة في الدليل العقلي وبلغة البرهان في ردّه على العرفان إيمانا بحقيقة هذا الجزائري في اكتماله الحضاري، وقد وسّط البيان اللّغوي والجمال التشكيلي في ربط متحقّق الجواب وممكنه بالسؤال عن إنسانية الذات الجزائرية، فكان ما كتبه مدارا مكتملا متعاضدا يذهب باعتقاد العرفان في إمساك برهان أحقية الإنسان الجزائري بوطنه، ويجمع في البيان الحجة والدليل على صلاحة السؤال وقوّة جوابه”.
ولخدمة هذه الإشكالية، سُطّر للملتقى محاور كان أولها حول نسق الخطاب العقلاني الإبراهيمي وأسئلة “الإنسان” الجزائري / العربي / المسلم، بما يتضمنه ذلك من مسائل الهوية، الدين، الوطن والحرية. أما المحور الثاني فيدور حول “المحلّي والعالمي في كتابات الإبراهيمي”، والثالث “خصوصيات الخطاب الأدبي الإبراهيمي”، أما الرابع فهو “البعد الحضاري في خطاب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”، ولا يقتصر الأمر في هذا المحور على الشيخ الإبراهيمي، بل يتعداه إلى مشايخ الجمعية كالشيخ عبد الحميد بن باديس، الطيب العقبي، العربي التبسي وغيرهم.
يشترط في البحث المقدم أن يكون أصيلا لم يسبق تقديمه في ملتقى آخر أو من أجل النشر، وأن يتراوح عدد صفحات المداخلة، التي يجب أن تكتب بشروط الرقن المتعارف عليها، بين 10 و15 صفحة بما في ذلك قائمة المصادر والمراجع.
للإشارة، فإن المشاركة في هذا الملتقى الدولي لن تكون مجانية، حيث تتراوح الرسوم بين 6000 دينار جزائري للأساتذة المشاركين من داخل الجزائر، و4000 دينار جزائري لطلبة الدكتوراه، و100 يورو للمشاركين من خارج الجزائر.
وقد تمّ تحديد آخر أجل لاستقبال الملخصات بيوم الـ 30 من شهر سبتمبر الداخل، ويتم الرد على الملخصات المقبولة في الرابع من شهر أكتوبر، فيما تبقى الفرصة أمام المقبولين إلى غاية منتصف ديسمبر المقبل لإرسال المداخلات النهائية.