طباعة هذه الصفحة

الثورة الجزائرية ملهمة النضال الصحراوي

نقل الصراع إلى العواصم السائرة في ركب المحتل

فنيدس بن بلة

غاص خاطري الدوه رئيس البرلمان الصحراوي في عمق النضال الصحراوي المتواصل بمختلف الأساليب والأدوات مكسرا الحواجز وحصار المحتل المغربي والتعتيم السياسي الإعلامي الذي يحاول فرضه على قضية محسومة من القانون الدولي والتشريعات والأعراف. هي قضية تصفية استعمار غير قابلة للتنازل مهما كانت الأحوال والظروف.
وقال خاطري من منتدى الشعب متوقفا عند المراحل التي قطعها النضال الصحراوي والإنجازات التي حققها بفضل الدبلوماسية التي عرت  خطط المحتل ومن يدور في فلكه وأظهرته على حقيقته طرفا محتلا لإقليم لم يكن يوما خاضعا للسيادة المغربية عبر الزمن مثلما حسمته محكمة العدل الدولي في رأيها الاستشاري أواسط السبعينيات وكشف بالملموس القطعي أن الصحراء الغربية أحق بالاستقلال تحت قيادة البوليساريو ممثل الشعب الصحراوي الوحيد .
وحده المغرب يتجاهل ويتمادى في إدارة ظهره لحقائق الأشياء ويتنكر لما التزم به في اتفاق السلم عام 1991 المشترط وقف إطلاق النار بين الطرفين المتنازعين، المخزن والبوليساريو إجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي تطبيقا للوائح الأممية والشرعية الدولية غير القابلة للقفز عليها. هي مسألة أسندت إلى المينورسو التي لم تتوقف المملكة المغربية في عرقلة دورها مفضلة الجري وراء الأوهام جاعلة من احتلالها للصحراء الغربية ورقة توظفها لاستمالة الرأي العام المغربي المنهك القوى الذي يغرق في مشاكل وتناقضات لا تنتهي. وما يعرفه الريف من احتقان واحتجاجات ومسيرات غضب الدليل.
وسط هذا الوضع الستاتيكي لم يستسلم الصحراويون للتردد والمناورة المغربية لكنهم زادوا عزما في سبيل انتزاع الاعتراف الدولي محولين الصراع من جبهة المواجهة وخط التماس مع المحتل إلى منابر المنظمات والهيئات الدولية، مستلهمين الدرس من الثورة الجزائرية التي وزعت قادة النضال والإطارات عبر مختلف جهات المعمورة مرافعين من أجل عدالة القضية مثلما جرى في باندونغ، بلغراد، اكرا، نيويورك والقائمة طويلة.
عن هذه التجربة المتكررة في الصحراء الغربية السائرة على نفس الدرب والغايات، قال خاطري وهو رئيس الوفد الصحراوي في المفاوضات غير المباشرة أيضا:» الثورة الجزائرية نموذج للشعوب المكافحة من أجل الحرية والانعتاق والشعب الصحراوي الذي يقاوم باستماتة أخذ في الاعتبار قيم ومبادئ ثورة نوفمبر جاعلا من المؤامرات المغربية قوة انطلاق ومحطة تحفيز مقتنعا حد الثمالة أن ليل الاستعمار سينجلي».
ومثلما قامت به  ثورة الجزائر وخططت لمعارك مصيرية عبر جبهتي الداخل والخارج محولة الصراع إلى عمق فرنسا الاستعمارية، تنتهج القيادة الصحراوية هذا الأسلوب مدركة الضرورة الحتمية لتوسيع النضال إلى عواصم الدول المساندة للمحتل ومنها بالخصوص فرنسا، إسبانيا والولايات المتحدة وإن لم تعترف أي من هذه الدول بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
على هذا الأساس تنظم باستمرار في العواصم الأوروبية والغربية عامة مسيرات تأييد ومساندة للقضية الصحراوية  لإظهار للرأي العام المشبع بأفكار خاطئة ومغالطات أن النضال بالساقية الحمراء وواد الذهب مشروع من أجل استعادة السيادة الوطنية. وأن هذا النضال المستمد من أسس القانون الدولي والشرعية لن تتمكن المملكة المغربية من المساس بأهدافه وغاياته مهما أوتيت من قوة ومساندة من الأطراف التي تقف إلى جانبها ولم تقرأ جيدا تاريخ ثورات الشعوب وتفهم أن النضال الصحراوي يخاض من أجل أن ينتصر اليوم أو غدا