انهزم المنتخب الوطني المحلي، ليلة السبت، في مباراة ذهاب الدور التصفوي الأخير المؤهل لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين المقرر إقامتها بكينيا مطلع 2018، بنتيجة هدفين لواحد ضد المنتخب الليبي بملعب «حملاوي» بقسنطينة في مواجهة ظهر فيها المحليون بوجه شاحب للغاية بعدما بدا عليهم النقص الفادح في الانسجام، وعجز الناخب الاسباني «لوكاس ألكاراز» من إيجاد الحلول للعودة في النتيجة رغم أن الخضر كانوا السباقين للتهديف وسجلوا ربما أسرع هدف في تاريخ المنتخب الوطني عن طريق «أوسامة درفلو» في الثانية الـ 34، وبهذه النتيجة رهن رفقاء القائد «زيتي» حظوظهم بعض الشيء في خطف ورقة التأهل إلى «الشان» في انتظار ما ستسفر عنه مباراة العودة.
لعب الناخب الوطني بخطة هجومية لما أقحم الثلاثي (حمزاوي، بولعويدات ودرفلو) واعتمد على الأخير كرأس حربة، خطة أتت أكلها منذ الثواني الأولى من المباراة بعدما تمكن الخضر من التسجيل مبكرا، لكن عاد بعدها الجدار الليبي القوي ومنع الهجوم الجزائري من تسجيل أهداف أخرى.
بالمقابل هزيمة الخضر جاءت من أخطاء فردية، الأولى كانت من صنع الحارس «شمس الدين رحماني» الذي أخطأ في الخروج وسجل هدفا ضد مرماه بعدما ارتطمت الكرة في ذراعه ودخلت الشباك في صورة تؤكد غياب التركيز في تلك اللقطة، في حين جاء الهدف الثاني الليبي من عمل جيد بين اللاعبين الليبيين الذين وجدوا أنفسهم بسهولة داخل منطقة العمليات معلنين عن الهدف الثاني، هذا ولم يعرف المنتخب الليبي استغلال الفرص الكثيرة التي أتيحت له من الأخطاء التي ارتكبها محور الدفاع وخط الوسط، ويمكن القول بأن المنتخب الوطني المحلي نجا من هزيمة قاسية في مباراة الذهاب.
بعد الهزيمة بعقر الديار أمام المنتخب الليبي المكون من لاعبين مميزين يلعبون معا منذ سنوات وغالبيتهم يحملون قميص المنتخب الأول، يرى الكثير من المتتبعين للشأن الكروي المحلي وعشاق الكرة المستديرة في بلادنا، التأهل إلى دورة أمم إفريقيا للمحليين بكينيا صعبا إن لم نقل مستحيلا بالنظر إلى الأداء غير المقنع الذي ظهر به أشبال التقني الاسباني، الذي سيكون أمام مهمة صعبة لدراسة الخصم وخلق أكثر انسجام بين اللاعبين والعمل على تصحيح كل الأخطاء التي وقعت فيها كتيبته، مع ضرورة إيجاد الحلول اللازمة لاستدراك التأخر في النتيجة كل هذا في ظرف أقل من أسبوع، لبلوغ أول أهدافه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، بعدما أكد ذلك خلال الندوة الصحفية التي سبقت اللقاء.
من جهة أخرى، يبقى البعض متفائلا بإمكانية عودة الخضر بورقة التأهل خصوصا إذا قام الناخب الوطني بتغييرات على مستوى التشكيلة بإقحام أصحاب الخبرة على حساب الأكثر جاهزية، ويتعلق الأمر بلاعب وفاق سطيف «أكرم جحنيط» كصانع ألعاب والجناح الأيسر لإتحاد العاصمة «عبد الرحمن مزيان» الذي يتحرك كثيرا ويخلق العديد من المتاعب لدفاعات الخصوم، رفقة زميله في الفريق المدافع المحوري «أيوب عبد اللاوي» كأساسيين نظرا لخبرتهم الواسعة في أدغال إفريقيا مع أنديتهم والمنتخبين العسكري والأولمبي.
زيتي: «الجميع يتحمل مسؤولية الهزيمة ولم نقص بعد»
هذا وأكد قائد المنتخب الوطني المحلي «محمد خثير زيتي» بعد اللقاء بأن التشكيلة لم تفقد الأمل في التأهل لـ «الشان»، وقال «ارتكبنا أخطاء دفاعية والجميع يتحمل مسؤوليتها، وليس الحارس أو المدافعين، سنعود إلى أجواء العمل بسيدي موسى وسنتنقل إلى تونس بعزيمة الفوز والعودة بورقة التأهل».
عن ما إذا أثر تغير الملعب على اللاعبين أكد في تصريحه، «تغيير الملعب لم يؤثر فينا بتاتا، كل الظروف كانت ملائمة الأرضية جيدة والجمهور كان حاضرا، ولا دخل لهزيمتنا بالملعب».
للإشارة فإن مباراة العودة ستلعب بتاريخ الـ 18 أوت الجاري، بملعب «الطيب لمهيري» بمدينة صفاقس التونسية، ومن دون شك سيتنقل لمشاهدة اللقاء جمهور غفير خصوصا أن تونس الشقيقة تعرف تواجد عددا كبيرا من الجزائريين لقضاء العطلة الصيفية هناك.