انطلقت هذا الخميس فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات الدولة الصحراوية و جبهة البوليساريو في طبعتها 8 بمدينة بومرداس ليصبح هذا النشاط الصحراوي تقليدا سنويا تحتضنه الجزائر و تؤكد من خلاله تضامنها الثابت مع القضية العادلة للشعب الصحراوي حتى يتمكن من تقرير مصيره بكل حرية وفق ما نصت عليه الشرعية الدولية و مجهودات الأمم المتحدة التي أوفدت قبل 26 سنة بعثتها الخاصة لتنظيم استفتاء تقرير المصير إلا أن سياسة الهروب إلى الأمام التي يتقنها المغرب جيدا والدعم الذي يتلقاه من بعض الأطراف الدولية الفاعلة حالت كلها دون تنظيم هذه الآلية الأممية لفض هذا النزاع الذي أصبح ينذر بتفجير الوضع في كل المنطقة إذا ما استمر تأجيل حلم الصحراويين في رؤية دولتهم المستقلة، حلم انتظروه أكثر من 40 سنة .
إن تسمية هذه الجامعة الصيفية باسم سيدي حيذوك، أحد شهداء الكفاح الصحراوي الذي سقط وهو في الربيع الثاني والعشرين من العمر من أجل قضيته العادلة وشعار الجامعة الموسوم بـ “تصميم و وفاء لعهد الشهداء” و كذا كل الشعارات الأخرى التي أطلقها الحاضرون الذين ناهز عددهم 400 مشارك من إطارات البوليساريو والدولة الصحراوية القادمين من الأراضي المحتلة ومن مخيمات تندوف قبل وأثناء الافتتاح الرسمي للجامعة الصيفية جاءت محملة بالرسائل والدلالات لعل من أبرزها أن شعلة النضال مستمرة على مستواها السلمي محذرين في الوقت نفسه من مغبة استعارها مجددا والعودة إلى البندقية في حال استمرت سياسة الوضع الراهن تسود المشهد وقد أعلنها صراحة كل من رئيس الجامعة الصيفية والبرلمان الصحراويين خاطري الدوه وكذا الوزير الأول عبد القادر طالب عمر اللذان حذرا المغرب من الاستمرار في سياسة اختبار صبر الشعب الصحراوي الذي جنح إلى السلم وفضّل المفاوضات كخيار استراتيجي قبل أن يستدرك أن هذا السيناريو لا يمكنه الاستمرار إلى ما لا نهاية وهنا وجه طالب عمر تحذيرا إلى المغرب من مغبة الاستمرار والتمادي في سياسة الاستفزاز مؤكدا أنها لا تخدم السلام ولا الاستقرار ليس في الصحراء الغربية وحدها ولكن في كل المنطقة كما عاد في الندوة الصحفية التي عقدها على هامش اليوم الافتتاحي إلى التذكير بالمسؤولية التاريخية لاسبانيا في هذا الملف وانتقد السياسة الفرنسية الداعمة لمناورات المغرب التي قال إنها عمقت معاناة شعبه وعطلت الحل السلمي لهذا النزاع، داعيا في الوقت نفسه الرئيس الفرنسي ماكرون إلى انتهاج سياسة جديدة مؤكدا أن الشعب الصحراوي لا يطلب منه دعم قضيته ولكن أن يعمل على الأقل على تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بهذا النزاع وعدم عرقلة تطبيقها في مجلس الأمن.
إن كل الذين تداولوا على المنصة في افتتاح فعاليات هذه الجامعة الصيفية من مسؤولين جزائريين، برلمانيين ومناضلين من أجل القضية وإطارات وأساتذة وباحثين وممثلي الطبقة السياسية في الجزائر وكذا ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر أجمعوا كلهم على عدالة هذه القضية وعلى ضرورة الاستمرار في دعمها والاستمرار في التضامن مع الشعب الصحراوي والشد على يديه مشيدين بما قامت به الجزائر ولا تزال من أجل هذه القضية وهكذا كان كذلك لسان حال كل الصحراويين الذي أشادوا بتضامن الجزائر الرسمي والشعبي مع قضيتهم مؤكدين أن هذا التضامن لم يقترن يوما لا بشروط ولا إملاءات ولا ضغوط.
بمثل هذه الفعاليات و غيرها سطر الشعبان الجزائري والصحراوي استمرار التضامن بين شعوب القارة الإفريقية بحروف من ذهب في مكافحة الاستعمار وتحرير الشعوب والجزائر لديها ماض نظيف ومشرف في تضامنها مع الشعوب الإفريقية وتخليص القارة من الكثير من البقع السوداء كالاستعمار والميز العنصري والفقر و غيرها من المظاهر التي سجلت من خلالها الجزائر تضامنها وتعاونها لتثبت أنها لم تدر ظهرها يوما لعمقها الإفريقي حتى وهي تمر بأحلك الظروف.