طباعة هذه الصفحة

ترامب يؤكد بأن الخيار العسكري ضد بيونغ يانغ جاهز

التراشق بين أمريكا وكوريا الشمالية يضع شبه الجزيرة الكورية على صفيح ساخن

أشاعت التهديدات المتبادلة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة أجواء حرب في شبه الجزيرة الكورية، ومخاوف في جزيرة غوام الأمريكية التي هدّدت بيونغ يانغ بضربها بالصواريخ، لكن رغم الوضع المشحون الذي يحبس أنفاس العالم، فإن معظم المراقبين يستبعدون مواجهة وشيكة بين البلدين اللذين يملكان أسلحة فتاكة قادرة على محو مدن بأكملها من الخارطة، ذلك أن كوريا الشمالية -بنظرهم- تلوح ببرنامجها النووي كورقة للمساومة أكثر من كونه سلاحا هجوميا تستخدمه عند الحاجة، كما أن  تأكيد الرئيس ترامب بأن خيارات بلاده العسكرية باتت جاهزة في حال تصرفت كوريا الشمالية بلا حكمة - كما قال-، يبدو مجرّد استعراض للعضلات، فالادارة الامريكية متشبتة بالحل الدبلوماسي لأن أيّ حرب مع بيونغ يانغ ستكون «كارثية» وفق ما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس.
 بالاضافة الى ذلك، فإن الحرب الكلامية الحالية - بحسب المراقبين - تعكس  طباع رئيسي البلدين، فهما يشتركان في سمات تتسّم بالعناد، وكلاهما جديدان نسبيا على رئاسة دولة.
 في السياق، قال ماتيس إن عليه، بصفته وزيرا للدفاع ورئيسا للبنتاغون، امتلاك خيارات عسكرية لإيجاد حلول للصراع مع كوريا الشمالية، ولكن الولايات المتحدة تفضل حلا دبلوماسيا لهذا الوضع.  أكد، ردا على سؤال حول توفر حل عسكري لدى وزارة الدفاع الأمريكية لقضية كوريا الديمقراطية: «نحن مستعدون».
كما أقرّ وزير الدفاع الأمريكي، الخميس، بأنّ أيّ حرب مع كوريا الشمالية ستكون «كارثية»، وشدّد في المقابل على أنّ الجهود الأمريكية لحل الأزمة مع بيونغ يانغ تركّز حاليا على الدبلوماسية، فقال: «الجهد الأمريكي يُقاد عبر الدبلوماسيّة وهو يُعطي نتائج.. وأنا أريد الإبقاء على هذه الدينامية».جاء ذلك، في وقت اعتبر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ تهديده لكوريا الشمالية بـ»الغضب والنار» ربما «لم يكن قاسيًا بما فيه الكفاية».
أكد ترامب أن تهديد القاعدة العسكرية الأمريكية على جزيرة غوام في المحيط الهادئ، لن يمر دون عقاب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
 في سياق ردود الفعل، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أن بلاده ستهب لمساندة الولايات المتحدة إذا ما شنّت كوريا الشمالية هجوما على قاعدة عسكرية أو أي منشأة أمريكية. كما أعلنت اليابان أنها تدرس نشر صواريخ اعتراضية على أراضيها.  كانت بيونغ يانغ قد أكدت أن صواريخها ستعبر 4 مناطق يابانية، في طريقها إلى جزيرة «غوام».
 زادت المخاوف من نشوب مواجهة عسكرية في شبه الجزيرة الكورية بعد إعلان بيونغ يانغ خططا قد تنفذها منتصف الشهر الجاري لضرب جزيرة غوام التي تقع في المحيط الهادئ وتضم قاعدتين أمريكيتين جوية وبحرية بأربعة صواريخ بالستية عابرة.
دعوات لتخفيف التوتر
 دعت وزارة الخارجية الصينية، أمس، كافة الأطراف إلى الحذر في الأقوال والأفعال، كما دعتهم للمساعدة في تخفيف التوتر. زاد التوتر في شبه الجزيرة الكورية مع تواتر التجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، وكان أحدثها إطلاق صاروخين بالستيين عابرين للقارات من طارز «هواسونغ 14» في جويلية الماضي.
 بلغ التوتر ذروته في الأيام القليلة الماضية بعد العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه على كوريا الشمالية، ثم التهديدات المتبادلة التي شملت تلويح الرئيس الأمريكي بالردع النووي.
في ظل التهديدات التي دفعت دول مثل فرنسا وروسيا إلى المطالبة بمنع التصعيد، من المقرر أن تنفذ القوات الأمريكية والكورية الجنوبية أواخر هذا الشهر تدريبات عسكرية كبيرة.