طباعة هذه الصفحة

ترأس لقاء إطارات وأفراد الناحية العسكرية الثانية

الفريق ڤايد صالح: الثورة التحريرية مدرسة لتخريج الرجال

الحفاظ على الاستقـلال مسؤوليـة يؤديهـا الجيـش بأمانـة ووفـاء

 واصل الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية بوهران في يومها الثاني، بتفقد بعض الوحدات وعقد لقاء توجيهي مع المستخدمين.
ترأس الفريق، برفقة اللواء سعيد باي، قائد الناحية، لقاءً ضم قيادة وأركان وإطارات وأفراد الناحية، بحضور ممثلي مختلف الأسلاك الأمنية، حيث ألقى كلمة توجيهية بثت إلى جميع وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر عن بعد، أشار فيها إلى أهمية اللقاء الذي يأتي والجزائر تستعد للاحتفال بالذكرى المزدوجة لـ20 أوت يوم المجاهد، مذكرا بمآثر الثورة التحريرية المباركة التي كانت مدرسة حقيقية لتخريج الرجال.
قال الفريق في كلمته :»لقد كانت الثورة التحريرية المباركة، التي يتعين عليكم جميعا أنتم أجيال الاستقلال على وجه الخصوص باعتباركم رجال الغد، إطارات المستقبل، أن تفتخروا بالانتماء إليها أشد الافتخار، قلت، كانت الثورة التحريرية المظفرة مدرسة حقيقية لتخريج الرجال من ذوي الهمم العالية، ومن ذوي العزائم القوية، ومن ذوي الإرادات الصلبة ومن ذوي الإيمان الراسخ بأن عاقبة ظلم الاستعمار هي الاندحار والهزيمة وأن الله ناصرهم في آخر المطاف على عدوهم وأن وطنهم هو المنصور والمنتصر.
فتلكم هي روافد نجاح ثورة شعبكم ومنبع قوتها ومصدر نصرها على عدوها الغاشم والعنصري والظالم، ومن ذات الروافد يتزود اليوم الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بكل أسباب قوته وعوامل تطوره المرغوب ويعمل بدعم وتوجيه من فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على توفير كافة عوامل النجاح المتوافقة مع سمو هذه المبادئ الوطنية المجيدة السالفة الذكر». 
التكوين حلقة مفصلية في تعزيز القدرات
أكد الفريق على أهمية الجوانب التحضيرية والإعدادية والتكوينية في تعزيز وتطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي: «ومن بين هذه الروافد الغزيرة التي يعتمد عليها الجيش الوطني الشعبي، ويجعل منها عاملا مهما من عوامل اكتساب القوة بمعانيها المتعددة والشاملة، هي كما أشرت آنفا، رافد العمل التحضيري والإعدادي الذي يعتمد كثيرا بدوره على رافد الجهد التكويني، وهما عاملان مهمان ساهما كثيرا في بلوغ قواتنا المسلحة المستويات الرفيعة التي بلغتها اليوم، وهي مستويات ومراتب عالية المقام، يحق لنا أن نفتخر بها كثيرا، لأنها مكنت جيشنا فعليا وميدانيا من اكتساب مفاتيح بلوغ الصفوة من حيث الكفاءة والمهارة والمؤهلات، وأنزلته منازل الجيوش القوية بالفعل وليس بالقول؛ جيش يتشبع أفراده بكل معاني حب الوطن والإخلاص للجزائر والوفاء لعهد الشهداء «وإنه لقسم لو تعلمون عظيم».
وواصل الفريق مقدما توجيهات جديرة بالتوقف عندها والتحليل قائلا: «في هذا الشأن، حرصت القيادة العليا على أن تواصل، بحرص شديد، هذا النهج العملي الواقعي والطموح الذي تم تبنيه في السنوات القليلة الماضية، سواء فيما يتعلق بالعمل التحضيري والتكويني أو في غيره من المجالات الأخرى. هذا النهج الذي أردناه بأن يكون مضمونه متسما ليس فقط بالواقعية والعقلانية وطول النفس، بل أيضا بوضوح الرؤية وبعد النظر، وأردناه أيضا بأن يكون العمل المثابر والمخلص، وأشدد هنا على مبدإ الإخلاص في العمل، هو الوسيلة المثلى في تجسيده على الميدان».
كما حرص الفريق على تقديم كل آيات التقدير والعرفان لأفراد الجيش المرابطين دوما وبعزم شديد في كافة ثغور الوطن، مؤكدا في هذا الشان: «وفي ظل هذه الاندفاعة المهنية المثمرة والمخلصة والطموحة، لاسيما ونحن لانزال نعيش نفحات احتفال الجزائر بكثير من الفخر بالذكرى الخامسة والخمسين لعيد استقلالها الوطني، أن أؤكد، مرة أخرى، على أن المحافظة على هذا المكسب التاريخي العزيز على قلوبنا جميعا، الذي استرجعه شعبنا بالحديد والنار وبعد تضحيات جسام، هو أمانة غالية ونفيسة يتعهد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بأن يتحمل مسؤوليتها كاملة بفضل ما يتمتع به هذا الكنز المسترجع، ألا وهو الاستقلال الوطني، من قيمة وطنية عالية المقام لدى كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي. هؤلاء الذين يستحقون منّي اليوم، بكل فئاتهم ومستوياتهم القيادية، كل التقدير والعرفان والإجلال، لأنهم برهنوا، بمرابطتهم العازمة والدائمة في كافة ثغور الوطن، على أنهم أبناء بررة لوطنهم، وأن الجزائر بهم ومعهم لن تطالها أيادي الغدر وستبقى محفوظة بحفظ الله جل وعلا، وستبقى محروسة برجالها الذين تشرفوا بحمل رسالة أسلافهم الميامين واعتزوا باستكمال مسيرتهم الغراء، في ظل حضن شعبهم الحر الأبي الواحد الموحد».
الاستماع إلى الانشغالات وتدشين السفينة الغراب «رايس حسان باربيار»
بعد ذلك استمع الفريق إلى تدخلات وانشغالات أفراد الناحية. إثرها وعلى مستوى مؤسسة البناء والتصليح البحريين بمرسى الكبير، ورفقة اللواء سعيد باي قائد الناحية العسكرية الثانية، واللواء محمد العربي حولي قائد القوات البحرية، أشرف الفريق على تدشين السفينة الغراب «رايس حسان باربيار»، والتي تم تصليحها على مستوى هذه المؤسسة الرائدة في هذا المجال.
جاءت المؤسسة في إطار تدعيم قواتنا البحرية بعتاد عصري ومتطور وعززت قدرات الصناعة العسكرية في بلادنا، حيث قام السيد الفريق بتفتيش مختلف أقسامها واستمع إلى شروحات وافية حولها، ليقوم بعدها بمعاينة العديد من المرافق والتجهيزات بالقاعدة البحرية الرئيسية مرسى الكبير.