لا تزال العديد من المناطق بولاية بجاية، تشهد سلسلة من الحرائق الكبيرة التي التهمت مساحات غابية هامة، حيث تواصل النيران اجتياحها ومسّت في الساعات الأخيرة غابات، برباشة، القصر، وبئر السلام، مسيسنة، إغرم، أكفادو، وتازمالت، حيث تسببت هذه النيران المندلعة في ارتفاع درجات الحرارة، والتهمت في ظرف وجيز المئات الهكتارات من المساحات الغابية.
رغم المجهودات التي بذلها أعوان الحماية المدنية، إلا أن الوضعية كانت جدّ صعبة بفعل صعوبة التضاريس، كما وجّه سكان برباشة نداء استغاثة قصد مساعدتهم على تخطي الوضع الصعب، خاصة مع محاصرة النيران لبيوتهم ونقص المياه الصالحة للشرب.
وبحسب ممثلي السكان الذين تحدثوا لـ’الشعب’ بعين المكان، ومن بينهم السيد عبد الوهاب من قرية معراط، الذي قال، ‘شهدت المنطقة المذكورة حرائق كبيرة مهولة في الكثير من الجهات، حيث أدت إلى خسائر بالجملة، في الأشجار المثمرة، كالزيتون، الكرز، التين، والعنب التي تشتهر بها الولاية، والحشائش اليابسة.
ونحن نوجّه نداء استغاثة للسلطات المحلية، قصد مساعدتنا على تجاوز هذه الفترة الصعبة، حيث هناك نقص في المياه الصالحة للشرب، وهناك أشخاص في حاجة إلى رعاية طبية، خاصة مع ارتفاع كبير لدرجات الحرارة التي لا تطاق، بالرغم من استعمال السكان للمكيفات الهوائية.
وحسب عبد الحكيم لطرش من الحماية المدنية، لـ’الشعب’، تمّ تسجيل حرائق في مناطق عديدة، كان آخرها بمنطقة أمعراط ببلدية برباشة، حيث أتت ألسنة النيران على مساحات الغابات، وتمّ تسجيل في غضون 48 ساعة اندلاع الحرائق في أكثر من 13موقعا، ولحسن الحظ لم تخلف خسائر في الأرواح.
ويأتي هذا في الوقت الذي وفرت ذات المصالح، وسائل مادية وبشرية معتبرة لمواجهة حرائق الغابات في الفترة الصيفية، من أجل إخماد النيران القوية والتي تقع في المواقع الجبلية وذات التضاريس الوعرة.
وخلفت الحرائق المهولة التي نشبت في مختلف بلديات الولاية، منذ الفاتح جوان أزيد من 5600 هكتار من الغطاء النباتي، منها أزيد من 400 هكتار من المساحات الغابية، وحوالي 220 هكتار من الأشجار المثمرة، بالإضافة إلى خسائر مسّت اسطبلات تربية الدواجن والمواشي، على غرار المعز، الغنم والبقر، وكذا خلايا النحل.