مدينة تحمل قوارب كما تحمل الأم أرجوحة ابنها
تقع مدينة عين تموشنت في الغرب الجزائري وتمتاز بقطاعات هامة كالزراعة والصيد البحري والسباحة والتراث الثقافي والتاريخي العميق، فهي منطقة جذابة بمناظرها الخلابة.
كما تشتهر بصناعة الحلي والأفرشة هي: العاصمة الغربية للنوميديين أسسها الملك سيفاقص وجعل منها مملكة غنية من الناحية الإستراتيجية، تبعد عن المدينة 4 كلم.
نبحر بعيدا للبحث عن مدينة ضاربة في عمق التاريخ والذي كان اسمها في القديم “تابرورة”.
تلك المدينة التي تجمع بين الأصول الفينيقية الذي يرجع تاريخها للعهد القرطاجى.
كما ذكر المؤرخون القدماء الذين سجلوا وكتبوا على مدينة تابرورة التي اختفى اسمها في القرن السابع ميلادي ليظهر للأول مرة اسم قصر صفاقس.
وفي التاسع ميلادي، وقد برز اسم صفاقص بعد 900 سن من وفاته سفاكس (202 ق.م).وفي زمن حكم صفاقص كانت تابرورة تابعة لسلطته. وهو المكان الأخاذ الذي أتقن الله كل شئ بهذا الجمال، عيون ساحرة تطل على الشاطئ العتيق ببني صاف، تلك التحفة الإلهية الخالدة نزل إليها القرطجنيون سنة 146 ق.م .ثم انتقلت إلى حكم الروماني بعد سقوط قرطاج .وكانت تبعد عن مملكة ماسينيسا 450 كم المعادية لها، ولم يتمكّن صفاقص من هزيمتها وفي تلك الظروف التي كانت تجتاح المنطقة لم يتمكن سيفاقس بزيارة هذه المدينة طيلة فترة حكمه (220-203 ق.م) لم نجد المصادر التي تذكر بأن المدينة سميت باسمه ونستخلص بأن لا علاقة به بصفاقس بل هناك تشابه الأسماء.تعتبر مدينة عين تموشنت الإستراتيجية التي تزخر بها الجزائر فهي منطقة تتميز بمناظر طبيعية خلابة وأرض فلاحية خصبة بامتياز فهي موقع اقتصادي داخل الوطن منذ القديم تحديدا منذ العهد الفينيقي.
تحالف الرومان مع حكام نوميديا الشرقية ضد ملك سيفاقس سنة 94ق. م، والذي بقي أسيرا لدى الرومان إلى غاية أن توفي، كما تشير المصادر التاريخية لتخضع بعدها عين تموشنت إلى حكم نوميديا الغربية المتحالفة مع الرومان قبل دخول الوندال إلى المنطقة. وكما يوجد ضريح ملك صفاقص ملك نومديا الغربية وتوجد فيها مقبرة جماعية لعائلته.
الاحتلال الفرنسي للمنطقة، تمّ توسيع نطاق المراكز العسكرية الثابتة وأبراج المراقبة في البر والبحر.
وعلى الوجه الخصوص المناطق ذات البعد الاستراتيجي لرصد كل تحركات المجاهدين.
وكذلك توسيع السجون والمعتقلات ووسعت السلطات الاستعمارية المحتشدات والمعتقلات عبر الوطن منها المعتقل (أركول) غرب مدينة وهران وكذلك خط شارل وموريس في الحدود الغربية الجزائرية حتى يتم غلق الحدود ولا يمكن الدخول إليها. كانت سياسة الأرض المحرقة والإبادة الجماعية.تشتهر عين تموشنت بصناعتها التقليدية، كالزرابي والآلات الموسيقية والفخارية والنقش. ومسجد وزاوية سيدي يعقوب الذي يعود بنائه الى سنة 1332 هـ.
لقد تصدى هذا المسجد لكثير من محاولات من العدو، ولقد تخرج تخرج أجيال من الطلبة والفقهاء والأدباء منه وكان يظهر للاستعمار أن هذا العمل يتنافى مع قوانينها والذي حاول تخريب العديد من المساجد في الجزائر.
وجهة سياحية جديرة بالاهتمام
مدينة جميلة تبهر زوارها وتشتهر بمناظرها الرائعة فسبحان الذي صور هذا المنظر الذي يقع في مدينة عين تموشنت مدينة إستراتيجية.
سحر خاص في فصل الصيف موقع صاخب مليء بالحيوية.
الجالسون في الهواء الطلق يحتسون الشاي ويفرشون الأفرشة حولهم ليلتف الجميع هناك بمتعة تسبح لها النفوس في خلق الله، نسيم الليل النقي وحركة المارة ممن فضلوا التمتع ببهاء الشاطئ تحت ضوء القمر والعائلات تتفـن في تحضير كل ما لذ وطاب.
ثقافة الحاضر وحضارة الماضي وذلك الزخم الهائل المتنوع للتراث الثقافي والسياحي في المدينة.
ففي جزيرة رشقون لم نر بقعة يتأثر بها الإنسان بسكون هذا المكان مثله حيث يعرف هذا الإنسان ويعمر قلبه بمحبة الكون الذي أبدعه الله في ملكه.