نصف النفايات الصناعية غير مستغلة والاقتصاد الأخضر مؤجل
تنظم الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للنفايات والشركة الجزائرية للمعارض والتصدير، الصالون الدولي لاسترجاع وتثمين النفايات “روفاد” المخصص لجمع، فرز، نقل، معالجة، استرجاع وتثمين النفايات، حيث سينعقد هذا الحدث في الفترة الممتدّة من 09 إلى 12 أكتوبر 2017، بقصر المعارض الصنوبر البحري، الجزائر تحت شعار “الرهانات الاقتصادية و التكنولوجية في تدوير النفايات.
تكمن أهمية الصالون في تسليط الضوء على نشاط إعادة تدوير وتثمين النفايات الذي كان إلى حد قريب قضية بيئية بحتة، ليصبح اليوم نشاطا اقتصاديا قادرا على توليد موارد مالية هامة تصل إلى 38 مليار دينار / سنة، و استحداث الكثير من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة بما قدره 7600 وظيفة يمكن أن تنشأ في قطاع رسكلة النفايات التي تنتج حوالي 000 350 طن/ سنة.
وتبين الإحصائيات الأخيرة أن هناك سوقا تقدر بنحو 000 300 طن/ سنة من النفايات الخاصة كالإطارات، الزيوت المستعملة، البطاريات و نفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية، من بينها فقط 150.000 طن مثمنة و مستغلة.
وتسجل الجزائر في هذا المجال نشاط نحو 16 شركة في مجال جمع وتصدير الزيوت المستعملة، و ما يقرب 10 شركات من القطاع الخاص العاملة في جمع وإعادة تدوير الإطارات المستعملة واستخدامها أساسا في إنتاج سجاد للطرقات وحبيبات المطاط وما تزال سوق هذه الأخيرة واعدة جدا، خاصة وأن الكثير من الشركات الأمريكية والفرنسية ومن جنوب أفريقيا قد أبدت اهتماما كبيرا لتحقيق أقطاب الصناعة في إعادة تدوير أجهزة الكمبيوتر.
وتوضح هذه الأرقام الإحصائية أن مجال تثمين النفايات ما يزال ضعيفا في الجزائر، لكن في المقابل وعلى صعيد آخر، الحد من الموارد المالية الخارجية للجزائر هو عامل مشجع على البحث عن سبل وطرق جديدة للمساهمة في استبدال الواردات بالإنتاج المحلي من خلال الاستفادة القصوى من الموارد الإنتاجية المتاحة بالجزائر، لاسيما عن طريق جمع وإعادة تدوير النفايات وتشجيع الاستثمار في أنشطة جديدة وإنشاء شركات جديدة خاصة المتوسطة و الصغيرة من طرف الشباب ما من شأنه المساهمة في خلق الثروة و مناصب شغل جديدة.
وبالنظر للنجاح الذي عرفته الطبعة الأولى للمعرض الدولي لإعادة تدوير وتثمين النفايات، تم تنظيم الطبعة الثانية لهذا الصالون المخصص لجمع، فرز، نقل، معالجة واسترداد وإعادة تدوير النفايات، للتركيز أكثر على القيمة الاقتصادية و الفرص الاستثمارية المتاحة غير المستغلة خاصة النفايات الصناعية حيث أضحت من القطاعات المربحة .
وتمثل الطبعة الثانية لهذا الموعد الايكولوجي فرصة حقيقية لتقديم رؤية اقتصادية لإدارة النفايات وتشجيع الصناعة للاستثمار في هذا المتخصصة، وما تحمله من نشاطات ذات قدرة عالية لخلق الثروة، خاصة وأن الاقتصاد المدور يتيح أن تكون النفايات المادة الخام لمنتج آخر، وبالتالي فهي سوق أكثر من واعدة تجمع بين الأداء البيئي والاقتصادي معا.