ما تزال عملية إخماد النيران متواصلة بمختلف جبال وغابات عنابة، حيث تعرف الولاية تجندا كبيرا لمختلف المصالح المعنية على غرار الحماية المدنية ومحافظة الغابات، وذلك بتسخير مختلف الوسائل المادية والبشرية، لإخماد الحرائق حاصرت سكان سيرايدي، والحؤول دون انتشارها إلى المناطق العمرانية الأخرى وتكبد خسائر كبيرة في الثروة الغابية.
شنت مصالح الحماية المدنية، بالتنسيق مع الدرك الوطني ومحافظة الغابات حالة استنفار قصوى لإخماد الحرائق التي أتت على ما يقارب 50 هكتارا من الأدغال والأحراش، و100 شجرة زيتون، كما شكلت خلية طوارئ لإجلاء عديد العائلات التي حاصرتها النيران، وفي هذا الصدد كشف مصدر لـ«الشعب” أن مديرية الحماية المدنية لولاية عنابة نصبت الرتل المتحرك لمكافحة الحرائق الكبرى، وحوالي 25 شاحنة إطفاء الحرائق الخفيفة وشاحنة ذات صهريج، إضافة إلى سيارة إسعاف طبية، والتي تم توزيعها عبر مختلف المناطق المنكوبة بعنابة.
وخلف الحريق الذي شب بمنطقة جبلية بـ«بوقنطاس” إتلاف 5 هكتارات من أشجار الفلين والكاليتوس، وبمنطقة القليعة ببلدية عين الباردة أتلفت النيران 2.5 هكتار من الأدغال والأحراش، كما تسبب اندلاع النيران بمنطقة “لحدب” ببلدية واد لعنب في خسائر مادية قدرت بـ05 هكتارات وإتلاف 100 شجرة زيتون.
لم يسلم جبل إيدوغ من ألسنة النيران، حيث جندت مديرية الحماية المدنية، كل الوسائل المادية والبشرية اللازمة، لإخماد الحرائق بالمنطقة السالفة الذكر، والوقوف دون امتداد النيران إلى المناطق العمرانية المتواجدة بالمناطق الجبلية ببلدية سيرايدي، مع العلم أن الحرائق كادت تمتد للمصعد الهوائي “التليفيريك” الذي كان يحمل مسافرين من بلدية سيرايدي إلى وسط عنابة.
كما تدخلت مصالح الحماية المدنية لأجل إخماد حريق في بستان بئر المرجة ببلدية العلمة والذي التهم حوالي 250 شجرة زيتون و150متر مربع من الأعشاب الجافة، كما شهدت ذات المنطقة اندلاع حريق أدى إلى إتلاف حوالي هكتارين من الأشجار، في حين تم إنقاذ 250 شجرة زيتون من ألسنة اللهب.
وتشهد عنابة منذ دخول فصل الصيف اندلاع العديد من الحرائق بمختلف بلديات الولاية، على غرار ما عاشته منطقة المالحة ببلدية العلمة، والتي سجلت احتراق 3.5 هكتار من الأعشاب، واحتراق اصطبل يحتوي على 400 حزمة تبن، كما اندلعت النيران ببلدية الشرفة أتت على 4 هكتارات من الأعشاب، إلا أن تدخل مصالح الحماية المدنية جنب حدوث كارثة وانتشار النيران إلى باقي المزرعة، فضلا عن إخماد حرائق بحي الحريشة الذي أدى إلى إتلاف 8 هكتارات من الحصيدة و50 صندوقا للطماطم.
من جهة أخرى وفي ذات السياق تسببت حرائق الغابات التي مست عدة مناطق بالولاية، في تضرر الشبكة الكهربائية، وهو ما أدى إلى إنقطاعات متكررة في التيار الكهربائي بعدة مناطق على غرار حجر الديس، عين جبارة، بوخضرة.. وعدد من أحياء بلدية سيدي عمار والبوني مركز.
وتعمل مصالح الدرك الوطني بولاية عنابة جاهدة لإلقاء القبض على الأشخاص الذين يتسببون في إشعال النيران، وفي هذا الصدد تمكن أفراد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالحجار من إلقاء القبض على أربعة (04) أشخاص في حالة تلبّس، بتهم تكوين جمعية أشرار، الحرق العمدي لملك الغير وحمل أسلحة محظورة، إثر إقدامهم على إضرام النار عمداً بحقل خاص بأحد المواطنين، على مستوى قرية كدية مراح، ببلدية عين الباردة ولاية عنابة.
وعلى إثر تفتيش المشتبه بهم تم العثور بحوزتهم على أسلحة بيضاء، كما تم كشف شريط فيديو التقطوه لحرائق اقترفوها سابقاً وقاموا بتصوير الوقائع بواسطة هاتف محمول، وقد تم إرسال بطاقات الذاكرة الخاصة بهواتف المعنيين إلى المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني ببوشاوي للاستغلال، بغرض التثبّت منها والكشف عن فيديوهات أخرى يُحتمل أن تكون قد مُسحت من طرف المشتبه بهم، حيث ما تزال القضية قيد التحقيق.