دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، أمس، بالجزائر العاصمة، إلى التجند التام من طرف مختلف مؤسسات الدولة وممثلي المجتمع المدني، بهدف التحكم في موجة حرائق الغابات التي انتشرت في عديد الولايات وذلك خلال الأيام المقبلة.
قال بدوي خلال اجتماعه بإطارات الحماية المدنية على مستوى المركز العملياتي بمقر المديرية العامة، في إطار زيارة ميدانية لمتابعة المجهودات المبذولة لإخماد حرائق الغابات، «لابد من تجند تام ومنظم» من طرف مختلف المؤسسات والهيئات وكذا ممثلي المجتمع المدني والمواطنين، «لمرافقة مجهودات السلطات العمومية في مسعاها لحماية الثروة الغابية والسعي للتحكم في حرائق الغابات خلال الأيام المقبلة».
خلال استماعه للشروحات المقدمة بخصوص حصيلة العمل الميداني لمصالح الحماية المدنية في الفترة الممتدة من 1 يونيو إلى 3 أغسطس، أمر بدوي بتسخير الأرتال المتنقلة المتواجدة بغرب البلاد لدعم الأرتال المتواجدة على مستوى الولايات الشرقية المتضررة من الحرائق، وأعطى توجيهات لإرسال 3 أرتال من ولايات تيارت وغليزان والشلف لدعم الفرق المتواجدة بولايتي الطارف وقالمة.
وفي هذا الإطار، أعلن الوزير عن تدعيم الأرتال المتنقلة الموزعة عبر مختلف مناطق الوطن، بـ29 رتلا متنقلا بداية من العام المقبل، بهدف مضاعفة الإمكانات المسخرة لمجابهة الحرائق وحماية الثروة الغابية.
في حديثه عن تعويض ضحايا هذه الحرائق، نوه الوزير بـ «دور الدولة في الجانب الاجتماعي ومجهودها الضخم من الناحية المادية والمالية، وذلك بتعليمات من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بهدف ألا يجد المواطن نفسه وحيدا في هذه الظروف الصعبة»، مؤكدا أن «جانب التكفل الاجتماعي بالمواطن هو أمر أساسي بالنسبة للدولة الجزائرية».
وأشار في هذا الإطار، إلى تواصل «التحريات المسبقة من طرف مصالح الأمن لمعرفة أسباب الحرائق»، مشيرا إلى «وجود فرق على مستوى اللجان الولائية تقوم بتقييم كل الخسائر على مستوى الولايات» لتحديد المتضررين الحقيقيين.
وأوضح بدوي، أن العدالة «تتكفل بجانب تطبيق القانون تجاه كل الذين تم توقيفهم» بتهمة افتعال حرائق، مردفا أنه «إذا قررت العدالة إدانتهم فسيتم تطبيق القانون بكل صرامة».
واغتنم وزير الداخلية الفرصة ليقدم تعازي الحكومة لأعوان وإطارات الحماية المدنية ولعائلة العون عيساوي نورالدين الذي توفي، الخميس الماضي، خلال قيامه بمهامه في بلدية عموشة بولاية سطيف، وبالمناسبة حيا بدوي «المجهودات التي يقوم بها إطارات وأعوان الحماية المدنية في إطار تأديتهم الواجب الوطني».
ونوه وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بمجهودات «المواطنين وأعوان الغابات ومصالح الأمن وأفراد الجيش الوطني الشعبي»، مشيدا بالعمل التضامني الذي بادرت به مؤسسات عمومية وخاصة سخرت وسائلها وإمكاناتها للمساهمة في إخماد الحرائق، مؤكدا أن «المجتمع الجزائري بمختلف تشكيلاته يقوم بواجبه حفاظا على ممتلكاته».
واختتم الوزير زيارته «التشجيعية» للمركز العملياتي على مستوى المديرية العام للحماية المدنية، بالتشديد على ضرورة مواصلة نفس ديناميكية العمل والروح التي ساهمت إلى حد الآن بإخماد أكثر من 1500 حريق وحصرها في أقل من 20 حريقا في ظرف وجيز.
وبحسب حصيلة الحماية المدنية، فقد تم تسجيل منذ الفاتح يونيو الماضي، 1552 حريق، أتت على 4401 هكتار من الغابات و4087 هكتار من الأدغال و4146 هكتار من الأحراش، فيما أتى 410 حريق على 1396 هكتار من القمح و191 هكتار من الشعير و824 139 شجرة مثمرة بالإضافة إلى إتلاف 2877 واحة.