الأمهات وكبار السن أكثر اهتماما بالارشادات الصحية
هل تتخذون حذركم من المواد الغذائية سريعة التلف خلال الصيف؟ هل تعرفون أن للمستهلك حقوق؟ ، هل تراعون لما يأكله أولادكم من طعام في محلات الأكل السريع؟، هل تعرفون جمعية الأمان لحماية المستهلك؟، هي أسئلة طرحت على مدار يومين على المواطنين بمركز «أرديس» التجاري بالعاصمة، خلال الأبواب المفتوحة التي نظمتها الجمعية بمناسبة موسم الاصطياف والتي حاولت من خلالها التحسيس حول أخطار حوادث المرور، التسممات الغذائية ومخاطر البحر والغرق.
صبرينة، نورية، سلمى، سيليا، وخديجة، شابات في عمر الزهور تجمعهن صداقة وطيدة، نفس التكوين الجامعي في البيولوجية، وكذا انخراطهن في العمل التطوعي تحت لواء جمعية الأمان لحماية المستهلك، وهي المهمة التي يقومن بها بكل مسؤولية ومثابرة مثلما لمسته « الشعب»، حينما حضرت فعاليات الأبواب المفتوحة التي نظمتها الجمعية مؤخرا بالمركز التجاري أرديس بالعاصمة، والتي شكلت أيضا مناسبة للتعريف بها وبمهامها وكذا فتح أبواب الانخراط بها كون «حماية المستهلك مهمة الجميع».
مهمتنا تقول الفتيات- اللواتي ارتدين قمصان و قبعات صيفية تحمل شارة الجمعية- على لسان صبرينة: «هي تحسيس المستهلك بالمخاطر التي قد يتعرض لها خلال فصل الصيف، هذا من خلال تسليط الضوء لديه حول نوعية الأطعمة الأكثر عرضة للتلف السريع كاللحم المفروم والبيض ومشتقات الألبان والمثلجات والفواكه والخضر التي لم تغسل جيدا وغيرها، وكذا تقديم بعض النصائح حول صحة وسلامة المنتوج وتفقد تاريخ صلاحيته وغيرها من الأفعال البسيطة التي من شأنها أن تبعد الخطر والضرر عن المستهلك». « إن الأمهات هن من يتواصلن الأكثر وبصفة ايجابية مع الفكرة و يقفن للاستماع لما نقوله لهم، لا تترددن في طرح الأسئلة والاستفسار ويطلبن كذلك من أولادهم حسن الإصغاء والتعلم، أشارت بدورها سيليا.
إن أكثر من يظهر اهتمامه بما نقوم به هم الكهول والأشخاص المسنين، تضيف سلمى قائلة: «فهم على علم ببعض حقوق المستهلك، و يجمع الكثير منهم على ضرورة التحرك أكثر ميدانيا و تعزيز هذا النوع من التظاهرات و المبادرات لتوعية أكثر «.
عن الشباب، تقول بدورها نورة: « أما الشباب فغالبا ما يكونون في عجلة من أمرهم ويرفض الكثير منهم التوقف ولو للحظة، في حين يأخذ البعض المنشورات التي تقدمها الجمعية، وينصرف فمنهم من يحتفظ بها ومنهم من يرميها على بعد أمتار».
«نحن لا نقتصر على توعية المستهلك حول مواضيع الأبواب المفتوحة، تشير خديجة، «بل نقوم بالتعريف بالجمعية وبأهدافها، وبشباك المستهلك وماذا يمكن أن نقدمه في حال تقدم المواطن بشكواه، كما ندعو الجميع إلى الالتحاق بالجمعية والمشاركة في عملها الميدانين فالتوعية وزرع ثقافة حقوق المستهلك مسؤولية الجميع».
العمــــل تحــــــت حـــرارة الشمس لا يلطّفـــــــــه ســـــــوى التواصـــــل مــــع المواطـــــن
يتواصل نشاط أعضاء الجمعية رغم الحرارة الشديدة، هذا و يشارك كل من لحلو وفريدة وخالد و كمال ولويزة و بهية و حسان في العملية دون كلل أو ملل، حيث قسم العمل على دوريات في الخارج وداخل الخيمة المنصوبة لعرض أنشطة الجمعية و كذا لاستقبال المستهلكين. لحلو مقراني هو عضو فعال في الجمعية، «إن كل عمل نقوم به بحب واقتناع نصل به إلى الهدف المنشود أي مساعدة وتحسيس ومرافقة المستهلك حتى يعي حقوقه ويسترجعها».
هذه الأبواب المفتوحة والحملات التحسيسية تهدف إلى التقرب أكثر من المواطنين، فنحن ندعوهم من خلالها للتقرب منا و معرفة ما نقوم به ميدانيا، كما ندعوهم للتقرب من شباك المستهلك، والملاحظ، يضيف لحلو، هو التجاوب الكبير الذي سجلناها خاصة من طرف العائلات، فهناك من يملك ثقافة الفضول وينفتح بالتالي لكل مبادرة تصبّ في صالحه وهناك من يظهر للأسف بعض اللامبالاة.
شباك المستهلك نافذة مفتوحة على استرجاع الحقوق
اشتدت ذروة العمل مع قرابة الساعة 18:00 والتي تتزامن مع توافد العائلات بكثرة إلى المركز التجاري»ارديس»، لقضاء السهرة والسماح للأطفال بالاستمتاع بمختلف الألعاب المتواجدة هناك و شراء الحلويات والمرطبات، وهنا تعزز فرق الجمعية من نشاطها لتحسيس أكبر قدر ممكن من الآباء والأمهات حول ضرورة أخد الحيطة في اقتناء الأطعمة والمشروبات الصحية لأبنائهم وكذا مراعاة طرق حفظ الأطعمة السريعة التلف، وسلسلة التبريد و طرق النقل وغيرها.
الساعة العاشرة ليلا، الكل يساعد في جمع الملصقات واللافتات وتنظيف المكان تأهبا للرحيل ونهاية الأبواب المفتوحة، لكن هذا لم يمنع من المواصلة في استقبال الزوار والوافدين إلى الخيمة والإجابة عن استفساراتهم المتعددة وتقديم كل الشروحات اللازمة، إلى جانب توزيع الملصقات التي تحمل توجيهات قيّمة ومدروسة، حول الإرشادات اللازم اتخاذها من أجل تفادي أخطار التسممات الغذائية، الحوادث التي تحدث على الشاطئ كالغرق، حوادث المرور وأخرى عن الانترنت والتجارة الالكترونية ونصائح الاستعمال، التزامات التجار تجاه المستهلكين، شباك المستهلك.. إلخ.
نحتـــــــــاج تخصّص جمعيات حمايــــة المستهـــلك
«هناك 55 جمعية محلية ووطنية خاصة بحماية المستهلك، لكن يبقى التحسيس والتواصل مع المعني بالأمر الأول ناقص ومناسباتي، الأمر الذي لا يساعد كثيرا في بلوغ الأهداف المرجوة لتدارك التأخير في هذا المجال مقارنة مع الدول الأخرى « بحسب حسان منور، رئيس جمعية الأمان، في تغيير الوضع والتسريع في نشر ثقافة المستهلك لدى المواطن.
أضاف منور قائلا: «لقد وضعنا مند سنة شباك المستهلك، الذي يهتم بتسجيل شكاوى المستهلك وتوجيهه والتكفل بمساعدته لاسترجاع حقوقه، لكن يبقى في غياب حس ثقافة الاستهلاك وعدم اكتراث المستهلك بمعرفة حقوقه التواصل معه قليل جدا، مشيرا في ذات السياق «إلى أن من أهداف الجمعية تعزيز التواصل مع كل الجمعيات الفاعلة وكل أطياف المجتمع وكذا الهيئات الحكومية من اجل وضع برامج تحسيسية لحماية المستهلك في شتى الميادين ولما لا التوصل إلى تخصص كل جمعية في مجال معين».