جاهزون للتعامل بالتأشيرة والقرعة الإلكترونية السنة المقبلة
دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أمس، أعضاء البعثة الجزائرية إلى عدم الخوض في الأمور السياسية والأمنية في البلاد المضيفة واحترام شؤونها الداخلية، خاصة وأن الظروف الإقليمية مفخخة والتعامل مع سلطات البلد المستضيف لتأمين الحجاج الجزائريين.
أوضح عيسى في ردّ على سؤال لـ “الشعب”، على هامش اللقاء الأخير بأعضاء البعثة بدار الإمام، أن هذه التعليمات ليست توجيها خاصا ومحددا، بل هي بغرض إنجاح موسم الحج الذي وفرت له كل الظروف ولا يجب أن يتأثر بما نشهده من حالة أمنية غير طبيعية بالمنطقة، التي قال إنها تشبه الحالة التي عاشتها الجزائر في وقت سابق. وانطلاقا من المعرفة الجيدة بهذه الظروف، نحن نطالب البعثة باحترام البلد الذي سيكونون فيه وألا يخوضوا في شؤونه الداخلية.
أشار الوزير أن عضو البعثة مطالب لدى وصوله إلى البقاع المقدسة، بأداء المهام المنوطة به، كونه يمثل العلم الجزائري. ويجب أن يكون موقفه، حواراته وتعليقاته مع نظرائه في البعثات الأخرى وكذا مع السلطات السعودية يعكس صوت ولون الجزائر، الذي عبّرت عنه وزارة الشؤون الخارجية في نبذها للتطرف وأنها مع الحوار وضد الطائفية وتوظيف الإسلام في غير محله، وادخار الآراء الشخصية في النقاشات الداخلية.
دعا عيسى الجزائريين إلى عدم الانسياق وراء ما أسماه بـ “البروباغوندا” أو الدعاية التي ترعاها بعض الدول والحجاج والبعثات، مشيرا إلى أنه تم التطرق مع الوزير السعودي لحماية الحجاج من هذه الأفكار والتعاون معهم لدى الإبلاغ عن وجود اختراقات بالخيام والعمائر، وحصل التزام من جانبهم إلى درجة ضمان أن يكون المصحف برواية ورش بالنسبة للجزائريين، معربا عن ثقته بالتزامهم وثقته أكثر في أعضاء البعثة في أنهم سيحترمون الدولة المضيفة وسيحمون الجزائريين من الأفكار التي ستتدافع عليهم.
تأشيرة المجاملة حق سيادي للسعودية تعطيه لسفارتها بالجزائر
حول موضوع التأشيرة الإلكترونية، أوضح أن التقصير ليس جزائريا وإنما المملكة السعودية فضلت أن تبدأ بدولة نموذجية واختارت دولة أخرى. وبعد نجاح هذا الإجراء، ستعمم التجربة على العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن الجزائر جاهزة للعمل به ابتداء من هذه السنة وستكون أكثر استعدادا، السنة المقبلة، للعمل بالتأشيرة الإلكترونية.
عن تأشيرة المجاملة، أوضح المسؤول الأول عن القطاع، أنها حق سيادي للسعودية تعطيه لسفارتها وهذه الأخيرة تعطيها لمن أرادت، مؤكدا أن الوزارة تحرص على الدفاع عن كرامة الجزائريين من التصريح بأن التأشيرة ليست مضمونة حتى نجتنب طوابير الانتظار والنوم على الأرصفة والذي يعطي انطباعا سيئا على الجزائري.
في هذا الإطار، نجح الديوان الوطني للحج والعمرة في موضوع العمرة، بحيث يقوم بالترتيبات الإدارية وهو من يأخذ الجوازات إلى السفارة السعودية بالجزائر يؤشرها ويعيدها ولا يوجد أي جزائري في طابور الانتظار، ويتم العمل على تحسين الأمور بالنسبة لتأشيرة المجاملة، وهناك اتصالات رسمية وقعت مع السفارة والتي أبدت تفهما كبيرا، مؤكدا أن حجاج المجاملة ليسوا على عاتق الديوان، إلا إذا دفعوا مستحقات الحج كاملة.
فيما يخص القرعة الإلكترونية، أرجع سبب التأخر في العمل بها إلى أسباب خارجة عن الأمور التقنية والفنية، بل تتعلق بالعامل النفسي والثقافي للمجتمع الجزائري، الذي يجب تهيئته نفسيا وإقناعه بأنها شفافة وعادلة وغير تمييزية، والجزائر جاهزة للتعامل بها ابتداء من السنة المقبلة وتم البدء في التحضير لها تقنيا وفنيا وإلكترونيا.
بوابة إلكترونية لتتبع مسار الحاج واحتواء أي طارئ
فيما تعلق بالبوابة الإلكترونية لمتابعة مسار الحاج من مطار الإقلاع إلى غاية وصوله إلى البقاع المقدسة ومختلف تنقلاته، أكد الوزير أنه يمكن لعائلة الحاج الاتصال بخلية المتابعة التي تعمل 24/24 ساعة من خلال ثلاث فرق وتتواصل وجوبا مع خلية الأزمة الموجودة بوزارة الشؤون الخارجية في حال حدوث أي طارئ وأعضاء لجنة المتابعة هم من يتصلون بالمرشد للاستفسار عن التفاصيل.
ألف حاج معنيون بدفع غرامة 6 آلاف ريال سعودي
بخصوص الغرامة المالية التي فرضتها السلطات السعودية على الحجاج الذين أدوا الشعيرة للمرة الثالثة على التوالي والمقدرة بـ6 آلاف ريال سعودي، أكد عيسى أن السعودية أقرتها منذ سنة وبدأت بتطبيق القرار، ابتداء من هذا الموسم، وهي سيدة في قراراتها ومصرّة على ذلك لأسباب خاصة بها.
عن استعداد الجزائر للتعامل مع هذا القرار، أشار إلى اجتماع هيئة التحضير تحت رئاسة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وأخذ كل الاحتمالات، وتم تحديد قائمة الحجاج المعنيين بهذا القرار، حيث تم لحد الساعة إحصاء أكثر 1000 حاج معنيين، وتم طلب ترخيص من الوزير الأول لتحويل هذه المبالغ عبر المسار الوطني الإلكتروني إلى المملكة السعودية وبمجرد صدور الإذن سيتم البدء في العملية والالتزام بهذا الشرط الذي قررته، والذي يتحمل تكاليفه الحاج.
عن تأخر الحجاج عن شراء التذاكر، أرجع الوزير ذلك إلى رغبتهم في الذهاب في رحلات متأخرة، إلا أن الخطوط الجوية الجزائرية لم تفتح هذه الرحلات إلا بعد استكمال الرحلات الأولى. ويساعد الديوان الوطني للحج والعمرة في هذا الخصوص، عن طريق البوابة الالكترونية للإسكان، حيث يعطي الأولوية في السكنات الفخمة والقريبة للذين يسجلون أنفسهم في البداية والذي تأخر يرضى بما بقي في السوق.
فيما تعلق بعقد السفر بين الحاج والوكالات السياحية، هو حق للحاج فلا تكاليف إضافية على خدمة تضمنها وتكفلها الدولة وغير ذلك كذبة تجارية، كالإعاشة والسكن في فنادق ثلاثة أو أربعة نجوم وأقل من 900 متر، فكل هذا تضمنه الدولة والنقل في حافلات تتوفر على مبرد و«ويفي” ودورة مياه، والوكالات مطالبة بتقديم خدمات إضافية للربح، والضمان الوحيد هو العقد، فمن حق الحاج المطالبة به، لكن لا يجبر على إمضائه.
بن عزوزة: المصادقة على أكثر من 8300 تأشيرة
أكد المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة يوسف بن عزوزة، أن أعضاء البعثة الوطنية للحج تلقوا تكوينا حول المهام المنوطة بهم وتم إطلاعهم بجديد هذا الموسم والمتمثل في البوابة الإلكترونية للحج، ومن ثم فهم مطالبون بالعمل والالتزام بمهام وتوجيه ضيوف الرحمان كل في طار تدخله وتخصصه.
أوضح بن عزوزة، أنه تمت المصادقة على أكثر من 8300 تأشيرة، في انتظار استكمال 14000 أخرى قبل أول رحلة والمرتقبة في 06 أوت الجاري، على أن تكون رحلة البعثة يوم 05 أوت. فيما اقتنى 27000 حاج التذاكر.
بخصوص تكاليف الحج، أكد المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، أن 34600 حاج دفعوا تكاليف الحج عبر بنك الجزائر وبقي 1400 حاج، الذين ينتظرون التسجيل في الرحلات المتأخرة.