انطلقت، أمس الأحد، بمركز التعليم بالمجلس البريطاني، ورشة تكوينية في فائدة مندوبين وممثلين عن قطاع التربية في كل من الجزائر، تونس، المغرب وليبيا. تتمحور هذه الورشة، التي تتواصل إلى غاية الخميس المقبل، حول دعم مبادرة جديدة موجهة للمتمدرسين ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، وينشطها الخبير فيل سلفستر الذي يملك تجربة في التعليم بالجزائر. وأكد السفير البريطاني آندرو نوبل بأن هذه الخطوة قد سبقها تنسيق وتشاور مع وزارتي التربية الوطنية والتضامن.
خلال كلمة افتتاحية رحب فيها بالمشاركين في الورشة، ركز السفير البريطاني بالجزائر آندرو نوبل على مجموعة نقاط، من بينها سعادته بالنجاح في الحصول على التمويل الموجه للورشة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وتعليمهم، والعلاقة الوثيقة والتشابه الكبير الموجودين بين شعوب المنطقة المغاربية. في هذا الصدد، صرح سعادة السفير على هامش الافتتاح: «سعيد بكوننا جمعنا ممثلي أربع دول مغاربية للمشاركة في ورشة حول موضوع الاحتياجات الخاصة، حتى يستفيد كل الأطفال المتمدرسين المنتمين إلى هذه الفئة من أحسن الظروف الممكنة سواء في بريطانيا أو غيرها».
أكد السفير على أهمية الموضوع وخصوصيته، والعمل المشترك في هذا الصدد مع الجهات الجزائرية المختصة على أعلى مستوى: «الموضوع مهم جدا بالنسبة لنا، وقد تكون المرة الأولى التي ننظم فيها حدثا مخصصا له في الجزائر العاصمة، ولكننا سبق وأن تطرقنا إليه مع وزيرة التربية الوطنية ووزيرة التضامن، إذن هي الورشة الأولى ولكنها ليست نقطة الانطلاق في هذا المجال بالجزائر.. ما تقدمه هذه الورشة هو المختص الذي ينشطها، والطاقة حول موضوع ليس بالضرورة معالجا ومفهوما من قبل الجميع بصفة عامة».
أضاف السفير البريطاني آندرو نوبل في تصريح لـ»الشعب»: «ليست هذه بداية التشاور مع الوزيرين الجزائريين، فقد بدأنا المشاورات منذ أكثر من سنة، وهنالك اهتمام حقيقي بهذه القضية في هاتين الوزارتين. لكن الممارسة العالمية يجب أن تنتشر ولذلك يجتمع هنا ممثلو أربع دول مغاربية تواجه نفس التحديات وربما هنالك حلول يمكن للمغاربيين تشاركها من أجل تحسين ظروف تمدرس هذه الفئة».
اعتبر السفير بأنه من المهم التركيز على احتياجات كل تلميذ في كل مدرسة، مشيرا إلى إمكانية وجود تمييز قد يتعرض له الأطفال الذين لا يمتلكون نفس القدرات التي يتمتع بها الآخرون: «أعتقد أننا شيئا فشيئا نحقق تقدما فيما يتعلق بتمدرس كل التلاميذ، نتطرق للأسئلة الأكثر تعقيدا والتلاميذ ذوو الاحتياجات الخاصة هم فئة لطالما نغفل عنها»، يقول السفير نوبل.
كما عرّج على زيارة الوزير البريطاني المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي ستقوده إلى الجزائر، ابتداءً من اليوم الإثنين، مشيرا إلى أنه سيكون مهتما بزيارة هذه الورشة.
في حديثها عن هذه الورشة، التي ينشطها الخبير من المملكة المتحدة فيل سيلفستر، الذي يملك تجربة ثرية في مجال التعليم بالجزائر، تقول ساندرا حمروني، مديرة المجلس البريطاني، إن هذه الدورة التدريبية فرصة لكي تتشارك الجزائر، المملكة المتحدة، وبقية الدول المغاربية التجارب والخبرات لمساعدة المتمدرسين من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.