إدراك حجم المسؤولية والتحدي والجاهزية لأيّ طارئ
مواصلة للزيارات الميدانية إلى مختلف النواحي العسكرية، يقوم الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، ابتداء من أمس، بزيارة عمل وتفقد إلى الناحية العسكرية الثالثة ببشار.
الزيارة تدخل في إطار تقييم مدى تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2016 / 2017 من خلال تنفيذ تمارين تكتيكية بيانية.
استهلت الزيارة من القاعدة الجوية رقان، فبعد مراسم الاستقبال ورفقة اللواء سعيد شنقريحة، قائد الناحية العسكرية الثالث،ة تابع الفريق عرضا شاملا حول هذه القاعدة قدمه قائدها، ليتفقد بعدها المرافق الإدارية والبيداغوجية ويلتقي بإطاراتها وأفرادها، الذين هنّأهم بهذا الإنجاز العسكري الهام، حاثا إياهم على الحفاظ على هذا المكسب الحيوي الذي تدعمت به قواتنا الجوية.
وقال الفريق في هذا الشأن: «يطيب لي أن ألتقي بكم اليوم، في رحاب هذا الإنجاز العسكري الهام، الذي تم تحويله، بمقتضى المرسوم الرئاسي الذي أصدره فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، من قاعدة انتشار إلى قاعدة جوية. هذه القاعدة الجوية لرقان التي تمثل إنجازا معتبرا تتدعم به قدرات قواتنا الجوية».
وواصل الفريق: «وفي هذا الإطار، فقد حرصنا دوما على أن تتوفر قواعدنا الجوية على المحيط الملائم للعمل السليم والمثمر الذي يكفل لها أداء المهام المنوطة بها بالجودة المطلوبة.
ولا شك أن حمل هذه القاعدة الجوية الجديدة لاسم الشهيد «زاوي علي» هي دلالة شديدة التأكيد على مدى الرعاية التي نوليها في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، لموروثنا التاريخي ولثورتنا التحريرية المباركة، التي تبقى دائما وأبدا تمثل لنا مصدر إلهام ومنبعا متميزا من منابع أخذ العبر واستقاء الدروس».
بعدها انتقل الفريق إلى القطاع العملياتي جنوب تندوف، أين التقى بإطارات وأفراد وحدات القطاع وممثلي المصالح الأمنية، حيث ألقى كلمة توجيهية تابعها أفراد جميع وحدات الناحية العسكرية الثالثة عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، أكد من خلالها على أهمية التحسين المستمر للتكوين والتحضير القتالي بما يكفل لقواتنا المسلحة بلوغ المراتب العليا.
إدراك حجم المسؤولية والتحديات
وجاء في كلمة الفريق: «إن من أهم متطلبات شعور الفرد العسكري بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، هو إدراكه إدراكا صحيحا لطبيعة وضخامة التحديات التي تحيط بوطنه، ووعيه بحتمية مواجهتها ورفعها في أي وقت وحين، وهنا تبرز جليا بصمة الجهد الإعدادي والتحضيري والتكويني والتحسيسي وأثره على بناء شخصية الفرد العسكري، وفقا لما تستوجبه الحياة المهنية العسكرية من ضوابط خاصة ومعايير محددة ومتميزة».
كما جاء في الكلمة التوجيهية، الحرص على تثبيت عرى مثل هذه السلوكيات المهنية الشديدة الحيوية بين صفوف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، حيث قال الفريق في هذا الشأن: «فإنني لم أملّ إطلاقا من التذكير وإعادة التذكير بأهمية بل وحتمية تحسين مستوى التكوين والتحضير القتالي، بما يكفل لقواتنا المسلحة بكافة مكوناتها، بلوغ المراتب التي تليق بتاريخ الأسلاف الصناديد من أبناء جيش التحرير الوطني، الذين أفنوا زهرة شبابهم وفدوا وطنهم الجزائر بأغلى ما يملكون، ومنحوا لمعاني الواجب الوطني مدلولاته الحقيقية».
تمكين الجيش من التصدي لأي طارئ
دعا الفريق إلى ضرورة التحلي بروح المسؤولية العالية وأن يجعلوا منها مبدأ منهجيا نبيلا يستحق التوقير والتبجيل قائلا في هذا المقام: «لهذا، فإنني أعود، مرة أخرى، لأذكّر بحتمية التحلي، بل التمسك بروح المسؤولية، التي يتعين أن يحرص الجميع، كل في مجال عمله ونطاق صلاحياته، على أن يجعل منها مبدأ منهجيا نبيلا يستحق التوقير والتبجيل، ويستوجب التطبيق الكامل والوافي، ولا شك أن ذلك لن يتحقق إلا إذا نظر الفرد إلى تحمل المسؤولية، على أنها وسيلة من وسائل تمكين الفرد العسكري، مهما كانت وظيفته ورتبته وفئته، من المساهمة في بناء قدرات جيشه وتمكينه من أن يكون جاهزا دوما للتصدي لأي طارئ».
وأضاف الفريق: «وفي هذا الشأن، فقد أكدت مرارا وتكرارا، على أن نجاح الأفراد العسكريين في حياتهم المهنية، يبقى مرتبطا أشد الارتباط بمدى احترام، بل التقيد الصارم بالضوابط الخاصة والطابع المتميز الذي تفرضه الحياة العسكرية بكافة مقتضياتها المهنية والسلوكية، وهي خصال تتولى الجوانب التكوينية والإعدادية والتحضيرية والتحسيسية واجب ترسيخها في عقول الأفراد، وهنا يبرز بجلاء ترابط الجهد المهني الميداني مع الجهود التعليمية والتحضيرية، ويبرز أيضا مدى تأثيرها على حاضر ومستقبل الفرد العسكري».
حرص الفريق على تقديم آيات الشكر والتقدير والعرفان لأفراد الجيش المرابطين في كافة ثغور الوطن، العازمين دوما على حفظ سيادة الجزائر من أي خطر، مهما كان مصدره، ومهما كانت طبيعته، قائلا لهم:»وفي ظل هذه الاندفاعة المهنية المثمرة والمخلصة والطموحة، لاسيما ونحن لانزال نعيش نفحات احتفال الجزائر بكثير من الفخر بالذكرى الخامسة والخمسين لعيد استقلالها الوطني، فإنه حريّ بي أن أجدد التأكيد، مرة أخرى، على أن المحافظة على هذا المكسب التاريخي العزيز على قلوبنا جميعا، الذي استرجعه شعبنا بالحديد والنار وبعد تضحيات جسام، هو أمانة غالية ونفيسة يتعهد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، في ظل قيادة وتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، بأن يتحمل مسؤوليتها كاملة بفضل ما يتمتع به هذا الكنز المسترجع، ألا وهو الاستقلال الوطني، من قيمة وطنية عالية المقام لدى كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي، هؤلاء الذين يستحقون مني اليوم، بكل فئاتهم ومستوياتهم القيادية، كل التقدير والعرفان والإجلال، لأنهم برهنوا بمرابطتهم العازمة والدائمة في كافة ثغور الوطن، أنهم أبناء بررة لوطنهم، وأن الجزائر بهم ومعهم لن تطالها أيادي الغدر وستبقى محفوظة بحفظ الله جل وعلا، وستبقى محروسة برجالها الذين تشرفوا بحمل رسالة أسلافهم الميامين واعتزوا باستكمال مسيرتهم الغرّاء، في ظل حضن شعبهم الحر الأبي الواحد الموحد».
الفريق استمع بعدها إلى تدخلات وانشغالات أفراد الناحية وممثلي مختلف الأسلاك الأمنية الذين جددوا استعدادهم الدائم والمستمر لمواجهة كل الشرور التي قد تحدق بالجزائر وشعبها.