طباعة هذه الصفحة

الطبعة الثانية لمعرض العسل بمعسكر

الإنخراط في التعاونيات لتسويق المنتوج وتصديره

معسكر: أم الخير - س.

شكل المعرض الوطني لمنتوج العسل الطبيعي، المنظم مؤخرا بولاية معسكر، فرصة لطرح انشغالات المنتجين من مربي النحل القادمين من 9 ولايات غربية معروفة بنشاطها في هذا المجال، وإيجاد حلول للمشاكل التي يتخبطون فيها، على أمل رفع مستويات الإنتاج لتغطية الطلب المحلي و التوجه إلى التصدير مستقبلا.
الأمين العام للغرفة الوطنية الفلاحية بونوة قويدر لدى إشرافه على انطلاق فعاليات التظاهرة، أكد عزم مصالح وزارة الفلاحة على تعميم تجربة المعرض عبر كامل التراب الوطني والسعي لتنظيم مبادرة جامعة لكل المهرجانات تنظم مستقبلا بقصر المعارض في العاصمة، بهدف تثمين الإنتاج الوطني من العسل و تشجيع نشاط مربي النحل من خلال تذليل عقبات التسويق و بذل جهود لتكوين هذه الفئة قصد تطوير شعبة النحل وهذا بعد أن وقف مسؤول الغرفة الوطنية للفلاحة على جملة من الانشغالات طرحها المربون المشاركون في الاحتفالية الوطنية لمهرجان العسل .

توقيع اتفاقية إطار بين محافظة الغابات والغرفة الفلاحية

استهل والي معسكر الجديد محمد لبقى نشاطه على الجهاز التنفيذي للولاية بصفة رسمية بحضوره لفعاليات اختتام الطبعة الثانية للمعرض الوطني للعسل، حيث أثمرت زيارته للتظاهرة بانطباعات ايجابية سجلت بين المشاركين من مربي النحل المحليين، بعد تفاعله مع انشغالات هذه الفئة  ووعوده بالعمل على توفير مساحات تجارية لتسويق المنتوج و الاجتهاد في تطويع القوانين المنظمة لنشاط تربية النحل و النشاط التجاري لترقية الشعبة و تسهيل عملية التسويق.
أكد لبقى انه من الممكن جدا أن توفر لهؤلاء المنتجين محلات الشباب التي يظل عدد معتبر منها مغلقا و غير مستغل عبر تراب الولاية، كما دعا المسؤول عموم المربين الناشطين بشعبة تربية النحل إلى التنظيم والتهيكل داخل تعاونيات جهوية لتسويق منتوج العسل الطبيعي والتوجه مستقبلا نحو تصديره.
 أشرف بالمناسبة على مراسيم توقيع اتفاقية إطار بين الغرفة الفلاحية و محافظة الغابات ترتكز أهدافها على المساهمة في تفعيل الاقتصاد المحلي من خلال العمل على تطوير شعبة تربية النحل و تثمين الإنتاج المحلي  لرفع المستوى المعيشي لسكان الأرياف و بعث سبل التشغيل.
تتضمن الاتفاقية عدة محاور و بنود منها عمل جميع الأطراف المعنية على ضمان  توفير كل الإمكانيات التقنية لتطوير شعبة تربية النحل، بما فيها المرافقة البيطرية لمنتجي العسل و تأطير الأيام الإرشادية و التكوينية و تفعيل عمل اللجان البلدية لإحصاء المربين و المساهمة في وضع خريطة لنوعية التربة و أهم المغارس التي تفيد تربية النحل، إلى جانب العمل على إنشاء مخبر ولائي للقيام بتحاليل لمنتوج العسل، فضلا عن  تنظيم المهنة من خلال إنشاء جمعيات محلية أو تعاونيات فلاحية ثم العمل على تثمين منتوج العسل والحصول على وسم للعلامة التجارية.
اتفقت مصالح الغرفة الفلاحية ومحافظة الغابات على تحقيق الأهداف السالفة الذكر من خلال برامج مشتركة خلال الخماسي 2017-2021، على أن تختص محافظة الغابات بمهمة توفير الأوعية العقارية التابعة لها –لفائدة المربين المحليين والمربين المتنقلين بين الولايات من خلال عقود لكراء الأراضي الغابية.

تخصيص فضاءات غابية لتوسيع نشاط المربين

استعرض مدير الغرفة الفلاحية لمعسكر بوعلام دنة، أفاق التعاون بين المصالح الفلاحية و قطاع الغابات لتطوير شعبة النحل على المستوى المحلي والتي بلغت مراحل جيدة من الإنتاج المرتفع من 1000 قنطار سنة 2011 إلى 1700 قنطار في السنة الماضية فضلا عن ارتفاع عدد المربين إلى 610 مربي نحل استجابوا كثيرا لدورات التكوين التي تنظمها الغرفة الفلاحية بالتنسيق مع معاهد التكوين المهني دوريا.
 أكد بوعلام دنة أن الاتفاقية المبرمة مع مصالح الغابات  تتضمن حلولا لتسوية مشكل غياب الوعاء العقاري لدى المربين و تشجيعهم على النشاط في هذه الشعبة الفلاحية في أريحية تامة، و من بين تلك الحلول تمكين المربين المنخرطين بالغرفة الفلاحية من استئجار الأراضي الواقعة تحت وصاية قطاع الغابات و تحدد شروط الاستفادة من هذا الامتياز بشرطين هما الانتساب الفعلي للغرفة الفلاحية و حصول المربي على اعتماد صحي لتربية النحل.
  أشار بوعلام دنة في حديث لـ»الشعب» إلى أن العمل بهذه الاتفاقية سيسمح بتفعيل البرامج التنموية السابقة لقطاع الغابات التي خصت بها المناطق النائية و تطوير شعبة النحل، و مكنت برامج قطاع الغابات محليا من خلال استراتيجيات سياسة الإنعاش الاقتصادي ضمن مشاريع التنمية الفلاحية من اقتناء و توزيع 2610 خلية نحل على 261 مربي نحل على مستوى 43 منطقة نائية بـ20 بلدية بتراب ولاية معسكر، بحسب معطيات قدمها رئيس مكتب جرد و استغلال الغابات مغراوي علي اسماعيل الذي أكد من جهته أن تأجير الأراضي الغابية للفلاحين من أجل دفع نشاط تربية النحل وفق القانون المحدد للعملية قد أسيئ استغلاله من طرف الفلاحين أنفسهم و استغل لنشاطات أخرى، حيث تم خلال موسم 2016-2017 كراء أراضي غابية عن طريق عقود سنوية قابلة للتجديد لـ 11 مربي نحل على مستوى 8 بلديات، موضحا أن الاتفاقية التي وقعت عليها عدة أطراف منها المصالح الفلاحية والغابات ستسمح جدا بتنظيم نشاط تربية النحل و تذليل العقبات أمام المربين من حيث الاستفادة من العقار الفلاحي في المناطق الغابية .
في جانب أخر، تحصي الغرفة الفلاحية لمعسكر 200 مربي نحل مؤطر مع مصالحها من أصل 610 مربي يزاول نشاط تربية النحل بتراب الولاية ، و طرحت فئة منهم على هامش التظاهرة مشاكل تعيق نشاطهم و تشكل خلفية لارتفاع أسعار العسل الطبيعي، منها مشكل العقار الفلاحي الذي يتوقع حلٌّه و مشكل محدودية الدعم البنكي و كذا الاستعمال غير العقلاني للمبيدات الحشرية من طرف الفلاحين الذي يضر بأسراب النحل و يتسبب في هلاكها، إضافة إلى غياب تعاونيات تهتم بالتنسيق مع المنتجين لتسويق منتوجهم من العسل الطبيعي والتوجه نحو التصدير بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي –حيث يرتبط هذا الأخير، بحسب أحد المنتجين من ولاية تلمسان بالقضاء على المضاربة و خلق تعاونيات  تسوق للمنتوج دون أن يقع العسل الطبيعي في قبضة المضاربين.