امتزاج الأغنية السطايفية بالسورية الجبلية في السهرة الأولى
أعطى، ليلة الجمعة، وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، وبحضور السلطات المحلية لولاية سطيف، وإطارات الديوان الوطني للثقافة والإعلام، إشارة انطلاق فعاليات وسهرات مهرجان جميلة العربي بالمدينة الأثرية الرومانية لمدينة جميلة والمعروفة بـ/كويكول/ ،شرق عاصمة ولاية سطيف، وهذا في طبعته الثالثة عشرة، بمشاركة كوكبة من الفنانين الجزائريين في مختلف الطبوع وفنانين عرب كبار،على غرار نجوى كرم وصابر الرباعي ووائل جسار وسعد رمضان ومحمد عساف .
ينظم المهرجان تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة، وتحت إشراف وزارة الثقافة وولاية سطيف، وتنظيم محافظة مهرجان جميلة بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
وفي كلمته الافتتاحية، بالمناسبة، أشاد ميهوبي بمهرجان جميلة الذي اعتبره ناجحا، ضمن قائمة المهرجانات الثقافية الوطنية والدولية التي عرفت نجاحا مستمرا، حيث تمكّن المهرجان من الاستمرار ومنح للوزارة فرصة تقديم التشجيع والدعم اللازم له ليتواصل كحالة ثقافية لا بد منها في منطقة الهضاب.
كما تحدث الوزير عن منطقة سطيف وجميلة التي قال إنه يعرفها جيدا، ويعرف أبناءها لما كان صحفيا، وغطى العديد من نشاطاتها الثقافية وتحدث عن أثارها كثيرا باعتبارها مسجلة في التراث العالمي، وهذا يفرض علينا الحفاظ على الموقع، ودعا الجميع للمحافظة عليه لأنه مكسب ثقافي وسياحي وتاريخي وجمالي للمنطقة، وأنه لا يمكن أن نجد مدينة بهذا التاريخ القديم الذي يعود الى عشرات القرون، والهندسة المعمارية الجميلة.
وتحدث ميهوبي، أيضا، عن السياسة الثقافية المتبعة والتي لن تقتصر، حسبه، على تنشيط الحياة الثقافية بموقعي تيمقاد بباتنة وجميلة بسطيف فقط، وإنما التفكير منصب ـ كما قال ـ على تنشيط عدة مواقع اثرية ببلادنا في كل من عنابة ومداوروش وقالمة وتبسة وسكيكدة وتيبازة، حيث، سيتم تنشيطها ثقافيا بعد استشارة محترفين في الميدان، لأنه من غير المعقول عدم استغلالها ثقافيا وسياحيا، فالجزائر كما قال ميهوبي، تتوفر على اكثر نصف الاثار الرومانية مجتمعة في العالم، لكن الجدوى الثقافية والسياحية والاقتصادية للمواقع مازالت دوت المستوى المطلوب، ولهذا وجب العمل على استثمارها مع وزارة السياحة، وان تأخذ المواقع مكانتها الاقتصادية والثقافية والسياحية واستغلالها لصالح البلاد اقتصاديا وإبداعيا، وهذا يتطلّب رعاية كبيرة علينا وعلى المسؤولين المحليين، وعدم انتظار ديوان حقوق المؤلف وديوان الثقافة والإعلام، فالمسؤولية بالدرجة الأولى تقع على المسؤولين والمنتخبين المحليين للحفاظ على المكاسب والفعالية الثقافية.
وقد أحيا السهرة الأولى كل من فرقة ديوان عامر والشاب عراس من الجزائر، والفنان حسين الديك من سوريا، فكانت سهرة امتزجت فيها طبوع الأغنية السطايفية العريقة بأنغام الفن السوري الأصيل بطبعه الفولكلوري والجبلي الجميل.
فاستمتع الجمهور الحاضر هكذا بوصلات فرقة ديوان عامر التي تضمنت الحانا جميلة من فن الصراوي الذي ينتشر بمنطقة الهضاب، اما الشاب عراس فأمتع جمهوره بأجمل أغانيه الجديدة والقديمة ذات الطابع السطايفي، فيما كانت للفنان السوري الفرصة لإمتاع جمهوره لأول مرة في مهرجان جميلة بأغاني حملت طابع الغناء الطربي والفولكلوري الجبلي، من أعماق سوريا الجريحة،وغنى أغنيته الشهيرة ماحلاكي وغيرك ما نختار، غيرها...
وكان الفنان السوري، حسين الديك، قد أعرب عن سعادته الكبيرة بتواجده في الجزائر للمشاركة في المهرجان لأول مرة، بعد أن شارك فيه شقيقه علي الديك سابقا.
الديك : أتشرف بالتعامل مع فنانين جزائريين
قال الفنان الديك، في ندوة صحفية عقدها قبيل الافتتاح بفندق سيتيفيس بمدينة سطيف، أنه يتشرف بالمشاركة وبتواجده بين الشعب الجزائري الذي سيطربه بمجموعة من الأغاني الجبلية والفولكلورية السورية في احد مهرجاناتها ذات القيمة في سوريا وباقي الدول العربية، كما أشار الى انه معجب بالطبوع الغنائية الجزائرية، ويشرفه أن يتعامل مع فنانين جزائريين، وعن مأساة بلاده، قال حسين الديك ان سوريا بخير ولا مأساة فيها، وهي بخير بوجود شعبها وجيشها ورئيسها وستظل قوية.
اما الشاب عراس، فأكد انه سيقدم اغنيتين او ثلاث جديدة، وسيستجيب لطلبات جمهوره في الركح،وعن عن اختيار الفنانين، قال أن هذا راجع الى المنظمين، وتمنى ان تفرض اسماء جزائرية في مهرجات عربية بالتبادل، طالما هناك مشاركات لفنانين عرب في مهرجانات الجزائر.
وتأسف عراس للحال الذي وصل إليه الانتاج الفني بتواجد وسائل الاتصال الحديثة التي تنشر المنتوج فورا، ما جعل المنتجين لا يقدمون على الإنتاج بسبب الخسائر المالية التي تلحق بهم، وعن مستقبل الأغنية السطايفية، أعرب الشاب عراس عن تفاؤله فهي لاتزول لان لها جمهورها العريض،كما قال .