من جهتها أكدت فافا سيد لخضر بن زروقي رئس المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن احتضان الجزائر للمهاجرين الغير الشرعيين واللاجئين جراء الحروب نابع من القيم الإنسانية التي تقوم بها منذ القديم،تطبيقا للمعاهدات الدولية الموقعة أو في إطار حسن الجوار،موضحة أن الجهود مستمرة لحماية حقوق الإنسان سيما الفارين من الحروب.
تعتمد الجزائر مبدأ الإنسانية في التعامل مع اللاجئين الذين تحصي عددا كبيرا منهم حسب فافا بن زروقي مؤكدة أن منظومة حقوق الإنسان في الجزائر تتعزز يوميا، وما سياسة المصالحة الوطنية واحتضان اللاجئين لخير دليل على الجهود المبذولة،في هذا المجال الذي لا يدع مجالا للشك في أن كل ما تقوم به هو لخدمة الإنسانية.
بخصوص ملف المهاجرين الأفارقة، قالت بن زروقي في تصريح على هامش المؤتمر إنه تم تنصيب ست لجان بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان لدارسة الملف بكل تفاصيله وذلك في إطار متابعة الجهود التي تقوم بها الجهات الوصية، قائلة أن حقوقهم مضمونة والمجلس يتابع كل صغيرة وكبيرة.
من جهته أشاد سفير المملكة المتحدة بالجزائر أندرو نوبل، بنموذج المصالحة الوطنية وشدد على ضرورة التعريف أكثر فأكثر بها، قائلا: «لا أعرف بلدا آخر عانى من ويلات الإرهاب بقدر ما عانته الجزائر، لذا يتعين أن يتم التعريف بشكل أكبر بتجربة المصالحة الوطنية التي انتهجتها لكي يستفيد منها العالم»، منوها إلى الجهود التي قامت بها الجزائر لترقية حقوق الإنسان وترسيخ مبادئ السلم والأمن.
كما ثمنت المديرة الإقليمية للمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي لمنطقة الشرق الوسط وشمال إفريقيا تغريد جبر في كلمتها قرار المديرية العامة للأمن الوطني بإنشاء مكتب بمصالحها يعنى بحقوق الإنسان، معتبرة ذلك خطوة ودليلا على عمق الإدراك بأهمية دور الأمن وأجهزة تنفيذ القانون في مسعى تكريس حقوق الإنسان والحفاظ عليها في ظل التحديات المسجلة في المجال».
وتطرق المشاركون الذين مثلوا منظمات دولية وإقليمية في المؤتمر الوطني حول تحديات الأمن وحقوق الإنسان إلى مواضيع هامة في مجال حقوق الإنسان وعلاقتها بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه،وكذا علاقة ترقية الحقوق بالحفاظ على الأمن وتحقيق المعايير الدولية في ذلك،كما ناقشوا التجربة الجزائرية في مواجهة الفكر المتطرف العنيف والإرهاب،إضافة إلى طرح مسألة الخطاب الديني الوسطي في تعزيز السلم.